يُعرّف صغر حجم كريات الدم الحمراء Microcytosis بأنّ مقياس نسبة متوسط حجم كريات الدم الحمراء يصل إلى أقل مما يقارب 80 ميكرومتر عند البالغين في فحص تعداد كامل لعناصر الدم، وعادةً ما يرتبط صغر حجم كريات الدم الحمراء بفقر الدم أو ما يُعرف بفقر الدم صغير الكريات الذي يحتوي فيه الجسم على خلايا دم حمراء أقل من المعتاد، بالإضافة إلى صغر حجم هذه الخلايا جداً، والذي يحدث نتيجة لحدوث حالات تسبب امتناع الجسم من إنتاج كمية كافية من الهيموغلوبين، الذي يُعدّ مكوّنًا للدم، ويساعد في نقل الأكسجين إلى الأنسجة، ويمنح خلايا الدم الحمراء لونها الأحمر.
أسباب صغر حجم كريات الدم الحمراء توجد العديد من الأسباب لصغر حجم كريات الدم الحمراء، ومنها ما يأتي:
فقر الدم الناجم عن عوز الحديد: يحدث فقر الدم الناتج عن نقص الحديد عندما لا تتوافق نسبة امتصاص الحديد من المدخول الغذائي مع نسبة احتياجات الجسم له، إذ يحدث عدم التوافق هذا بسبب عدم الحصول على كمية كافية من الحديد من النظام الغذائي أو زيادة الاحتياجات له التي عادة ما تسبب فقر الدم الخفيف فقط، أو نتيجة لفقد الدم أو سوء الامتصاص الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث فقر دم أكثر شدة، ويُعدّ فقر الدم الناجم عن عوز الحديد أكثر انتشارًا عند الأطفال الصغار والنساء في سن الإنجاب والنساء الحوامل، وقد ينتج عن فقر الدم هذا مضاعفات عند النساء الحوامل مثل؛ التأخر في النمو واضطرابات السلوك عند الأطفال والولادة قبل الأوان، كما قد تؤدي خسائر الدورة الشهرية الشديدة إلى فقر الدم شديد.
الثلاسيميا: تُعدّ البيتا ثلاسيميا حالة وراثية جسمية متنحية يحدث فيها اضطراب في إنتاج سلاسل بيتاغلوبين الطبيعية التي تشكل الهيموغلوبين، ويعاني معظم مرضى بيتا ثلاسيميا من فقر الدم الخفيف الذي نادرًا ما يقل فيه مستوى الهيموغلوبين عن ما يقارب 9.3 غرام لكل ديسيلتر، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يصل متوسط قياس حجم كريات الدم الحمراء في بعض الأحيان إلى مستويات أقل بكثير من فقر الدم الناجم عن عوز الحديد، ومن الجدير بالذكر أن ألفا الثلاسيميا تحدث نتيجة قلة إنتاج سلاسل ألفا غلوبين.
فقر الدم من مرض مزمن: يمكن أن يحدث فقر الدم الناجم عن أمراض مزمنة نتيجة للإصابة بالالتهابات المزمنة أو العمليات الالتهابية، وعلى الرغم من أن فقر الدم الناجم عن مرض مزمن عادةً ما يكون حجم كريات الدم طبيعيًا، إلا أن ما يقارب ربع إلى ثلث الحالات تُعدّ فيها حجم الكريات الحمراء صغيرة، وعادةً ما يكون فقر الدم خفيفًا وغير حاد، بالإضافة إلى أنه في حالة فقر الدم الناجم عن مرض مزمن تنخفض مستويات الحديد في مصل الدم مثل حالة فقر الدم بسبب نقص الحديد، إلا أن مستويات فيريتين تزيد؛ وذلك لأن الفيريتين هو متفاعل الطور الحاد. فقر الدم صغير الكريات يحدث فقر الدم صغير الكريات نتيجة لعدم حصول أنسجة الجسم وأعضائه على كمية كافية من الأكسجين، إذ يحدث نقص الأكسجين هذا بسبب عدم احتواء الجسم على كمية كافية من كريات الدم الحمراء، أو قد يعود السبب إلى عدم احتواء كريات الدم الحمراء على كمية كافية من الهيموغلوبين، إذ يسبب نقص الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء بتكوّن خلية أصغر حجمًا من الطبيعي، والتي قد تحمل كمية أقل من الأكسجين، ويمكن أن يسبب فقر الدم صغير الكريات عدة حالات صحية مختلفة تتراوح من مشاكل خفيفة إلى مشاكل أكثر خطورة، ومن أسباب الإصابة به فقر الدم الناجم عن عوز الحديد، والثلاسيميا، وفقر الدم من مرض مزمن، والتسمم بالرصاص، وفقر الدم الحديدي الذي يُعدّ اضطراب دم وراثي يؤثر في قدرة نخاع العظم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، ومن الجدير بالذكر أن علاج فقر الدم صغير الكريات يعتمد على السبب الكامن وراء الإصابة به، إذ قد يحتاج الأطباء إلى إجراء بعض الاختبارات لتحديد السبب حتى يتمكنوا من وضع خطة علاجية مناسبة للحالة، وقد يوصي الأطباء بتناول مكملات الحديد لعلاج نقص الحديد، والتي غالبًا ما تحل مشكلة الإصابة بفقر الدم صغير الكريات لدى الأطفال، وفي حال عدم التحسن قد تكون هناك حاجة إلى المزيد من الاختبارات للتحقق من فقدان الدم أو سبب آخر محتمل، وفي ما يأتي بعض العلاجات الأخرى:
استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات المزمنة التي تسبب فقر الدم.
استخدام الأدوية التي تحفز الجسم على تكوين المزيد من خلايا الدم الحمراء.
استخدام عمليات نقل الدم في الحالات الأكثر شدة.
إجراء عملية جراحية لعلاج نزيف المعدة أو الورم في الأمعاء.
استخدام العلاج بالاستخلاب الذي يُعدّ علاجًا يساعد على تقليل مستويات الرصاص في الجسم، وهو علاج مفيد في بعض الأحيان عند الأطفال المصابين بفقر الدم؛ وذلك لأن فقر الدم يجعلهم أكثر عرضة للتسمم بالرصاص
تعليقات
إرسال تعليق