هناك العديد من الأساطير في مواقع التواصل الاجتماعي حول العضو التناسلي للمرأة، وقد كرست امرأة تخصصت بالطب النسائي جُهدها لتصحيح تلك الأفكار والمعلومات الخاطئة.
وقد مارست الدكتورة جين غونتر طب النساء والولادة في الولايات المتحدة وكندا على مدى 25 عاما، وهي مدافعة مفوهة عن صحة المرأة وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم نصائحها في هذا الصدد، حتى وصفت بأنها طبيبة أمراض نساء مقرها تويتر.
وقد انبرت غونتر مؤخرا إلى مهاجمة توجه بعض النساء لوضع قطع خرز اليشم البيضوية (نوع من الأحجار الكريمة) في الفرج بزعم أن ذلك يحقق : "التوازن الهرموني وانتظام الدورة الشهرية والسيطرة على المثانة"، مؤكدة أن ذلك لم يكن أبدا جزءا من الطب الصيني التقليدي، كما لا يوجد ما يدعمه علميا. وانتهى الأمر بسقوط تلك المزاعم.
وكان كتاب غونتر الأخير الذي حاولت أن تجعل منه دليلا شاملا للمعلومات الصحية عن العضو التناسلي للمرأة، هو الأكثر مبيعا في دول عديدة، وهو مبني على نصائح عملية ويهدف إلى تمكين النساء ومساعدتهن على العناية بحالاتهن الصحية.
وهذه بعض الحقائق التي تؤكد الدكتورة غونتر على ضرورة معرفة النساء بها.
من المهم أن تُميزي بين المهبل من الفرج
المهبل داخل الجسم، وهو قناة عضلية تربط الرحم بالعالم الخارجي. وما ترينه من الخارج وهو الجزء الذي يلامس ملابسك هو الفرج.
وتقول غونتر إنه أمر حيوي معرفة المصطلحات الصحيحة، وعدم استخدام الكنايات والعبارات الملطفة. "وعندما لا تقدرين على استخدام كلمة مهبل أو فرج (بشكل مباشر) فإن ذلك يعني ضمنا أن هناك شيئا قذرا أو مخجلا بشأنها".
وأشارت إلى أن المصطلح الطبي "pudenda" الذي يصف الفرج جاء من كلمة "pudet" اللاتينية وتعني "شيء مخجل".
وتعتقد غونتر أن استخدام مثل هذه المصطلحات لا يؤذي النساء فقط من الناحية العاطفية، بل ربما يكون له تأثير طبي أيضا، لأن المرضى ربما لا يكونون قادرين على وصف ما يحدث لهم بدقة، وبالتالي لا يحصلون على العلاج الصحيح.
المهبل ينظف نفسه
لاحظت الدكتورة غونتر أن تغيرا كبيرا حدث في توجهات النساء في السنوات العشر الأخيرة، حيث باتت الكثيرات يعتقدن بحاجتهن لمنتجات لتعديل رائحة المهبل. وفي أمريكا الشمالية قام أكثر من 57 في المئة من النساء بعملية تنظيف المهبل في العام الماضي، وذكر العديد من التقارير أن الكثيرات أقدمن على ذلك بتشجيع من شركائهن الجنسيين.
لكن غونتر تقول إنه ليست هناك حاجة لتنظيف داخل المهبل.
وتضيف قائلة: "إنه فرن ينظف نفسه ذاتيا".
وحذرت من استخدام المحقنة لغسل المهبل باستخدام سوائل معطرة على نحو خاص. واصفة أثرها كتأثير السجائر على الرئة.
وحتى المياه نفسها يمكن أن تصيب نظام (التوازن) البيئي الدقيق للمهبل بالاضطراب، وتزيد خطر الإصابة بالأمراض الجنسية المعدية، كما أن عملية التبخير، وهي عملية منتشرة لدى بعض النساء، ليست ضرورية بل قد تؤدي إلى حروق.
وأما الجزء الخارجي "الفرج" فيمكن تنظيفه عند الضرورة بالماء أو بمنظف رقيق.
المهبل مثل الحديقة
يحتوي المهبل جيشا من البكتيريا "النافعة" التي تساعده على البقاء في حالة صحية جيدة.
وتقول غونتر: "إن الأحياء الدقيقة في المهبل تجعله أشبه بحديقة بها مختلف أنواع البكتيريا التي تعمل معا للحفاظ على نظام توازن بيئي صحي في المهبل".
وتنتج البكتيريا النافعة مواد تخلق بيئة حمضية نوعا ما تمنع انتشار أية بكتيريا "ضارة"، فضلا عن مخاط يبقي كل شيء مشحما.
لذا فإن مسح الداخل بمناديل تحتوي مضادات للبكتيريا ليس بالأمر الجيد، فمن المهم الحفاظ على التوازن البكتيري. كما تنصح غونتر أيضا بعدم استخدام مجفف الشعر لتجفيف الفرج فالبشرة هنا لابد أن تكون رطبة.
وقد يتسبب الصابون بإزالة الغطاء الحمضي الذي يعمل كغطاء مقاوم للمياه لحماية البشرة. وإذا أدت التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية إلى جفاف وعدم شعور بالراحة فسيكون من المستحب استخدام أشياء مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون.
ويتم تجديد خلايا المهبل كل 96 ساعة، وبذلك يكون أسرع أجزاء جسم الإنسان في تغير البشرة، لذلك فإنه يشفى بسرعة.
هناك سبب لوجود شعر العانة
لاحظت غونتر توجها متزايدا بين النساء لإزالة كل شعر العانة. ومثل هذا الإجراء يساعد في التخلص من قمل العانة، ولكنه أيضا يعرض الأعضاء التناسلية للخطر.
وتقول غونتر: "عندما تزيلين شعر العانة بالشمع أو السكر أو تحلقينه فإنك تتسببين في سحجات مجهرية للبشرة، فنرى جروحا وسحجات وعدوى تنجم عن إزالة شعر العانة أيضا".
وتنصح بضرورة التيقن عند ممارسة عملية إزالة الشعر من عدم وضع العصا الخشبية في الشمع مرتين مما قد يؤدي إلى نقل عدوى الأمراض بين النساء.
وفي الحلاقة، استخدمي شفرة حلاقة نظيفة وحضري البشرة جيدا واتجهي مباشرة إلى الشعر النامي لتجنب خطر تزايد الشعر غير النامي المغروس في اللحم والذي يمكن تحدث عدوى مرضية من خلاله.
وقبل كل شيء فإن غونتر تريد من النساء اتخاذ قرارات مبنية على معلومات واضحة.
وتقول: "هناك وظيفة لشعر العانة، وربما كان حاجزا وحاميا للبشرة، وربما كان له دور في العلاقة الجنسية لأن كل شعرة منه لها نهاية عصبية، لذا تشعر بالألم عند إزالتها".
التقدم في السن يمكن أن يؤثر على المهبل
بعد سنوات من الدورات الشهرية وربما ولادة أطفال تتوقف المبايض عن إنتاج البويضات وتتوقف الدورة الشهرية وتتقلص الهرمونات التي تبقي النساء في حالة خصوبة كبيرة، ويؤثر تراجع نسبة هرمون الأوستروجين على المهبل والفرج على نحو خاص.
فالخلايا التي كانت يوما شحمية بسبب المخاط تضمر والنتيجة حالة من الجفاف ربما تسبب الألم خلال ممارسة الجنس بسبب قلة التشحيم.
وربما يكون ذلك مثيرا للإحباط، ولكن غونتر تقول إن أغلب النساء يمكنهن طلب المساعدة بهذا الصدد من الطبيب وبعضهن يشعر بالتحسن من المشحمات اللائي يحصلن عليها من الصيدليات دون وصفات طبية.
وتقول: "إنه من المهم للنساء أن يمتلكن معلومات عن ذلك ... ولا ينبغي عليهن أن يعانين جراء ذلك".
وهناك أسطورة تقول إن ممارسة الجنس ستساعد في إبقاء الأمور في حالة جيدة ولكن السحجات بالغة الصغر (الناجمة عن الممارسة الجنسية) في أنسجة المهبل قد تجعلها عرضة للعدوى.
جاء ذلك في حديث الدكتورة جين غونتر لـ Health Check في بي بي سي العالمية.
تعليقات
إرسال تعليق