القائمة الرئيسية

الصفحات


يتصف البعض بأنهم يمتلكون شخصية تميل للتعاطف، وغالبا ما يعاني هؤلاء الأشخاص من الإرهاق الداخلي كونهم ببساطة يمتازون بالتأثر بجميع من حولهم على اختلاف الظروف التي يمرون بها.
لكن ما يجب الإشارة إليه أن امتلاك صفة التعاطف لا يقتصر فقط على الشعور مع الآخرين وبالظروف التي يمرون بها، وهذا ناتج عن أن التعاطف لا يقتصر على نوعية محددة، بل إن هناك أنواعا مختلفة منه. وسنتعرف فيما يلي على بعض هذه الأنواع:

التعاطف الجسدي: سأتحدث عن التعاطف الجسدي الذي يعني أن الشخص المتعاطف يمكن أن يتأثر بشكل واضح بالحالة الجسدية للآخرين. هذا الأمر يتعدى مسألة العدوى من الضحك أو التثاؤب، فمن المعروف أن المرء يمكن يضحك أو يتثاءب لمجرد أنه يجلس مع شخص آخر يقوم بهذا.
لكن الأمر أكثر وضوحا فيما يتعلق بالتعاطف الجسدي؛ حيث إن المرء لو وجد بأن الشخص الذي يجلس معه، أيا كانت العلاقة التي تربطه به، يعاني مثلا من نوبة شقيقة، فإنه قد يجد نفسه يعاني من الصداع بالفعل بالرغم من أن الشقيقة ليست من الأمراض المعدية، لكن درجة التعاطف العالية التي يمتلكها المرء تجعله يمر بالأعراض نفسها.
وعلى الجانب الآخر من هذا التعاطف، نجد أن جلوس المرء مع شخص ناجح يجعله يعيش فرحة معينة، فإن هذا الشعور بالفرح أيضا قد ينتقل للمرء المتعاطف ويجعله بحالة مزاجية مريحة.
تعاطف المشاعر: هذا النوع يعد الأشهر من أنواع التعاطف وله جانب إيجابي؛ حيث إن فرحة صديق بالحصول على وظيفة كان يحلم بها من شأنها أن تشعر المرء بالفرحة الغامرة أيضا. لكن المشكلة أن هذا النوع من التعاطف يتعرض صاحبه لامتصاص طاقاته بسهولة من قبل كثيري التذمر والشكوى. لذا، فإن صاحب تعاطف المشاعر يجب عليه أن يحرص قدر الإمكان على أن يجنب نفسه التعامل مع مثل هذه الشخصيات السامة.
التعاطف الحدسي: هذا النوع من التعاطف يجعل المرء يملك القدرة على التقاط المشاعر غير المنطوقة لدى الآخرين. فمثلا قد يجلس المرء مع أحد الأصدقاء الذي يحاول أن يتصرف بشكل تلقائي بعيدا عما يدور بداخله من متاعب مختلفة، إلا أن من يملك التعاطف الحسي يملك القدرة على تمييز هذا الأمر، لكن في هذه الحالة، يجب على المرء أن يحرص على احترام رغبة الطرف الآخر في إخفاء المشكلة التي يعاني منها، وبالتالي عدم الإصرار عليه للإفصاح كون الحدس الذي يملكه المرء قد يخطئ أحيانا.
Reactions

تعليقات