يمكن أن نصف سلوك التعامل مع الآخرين بلطف زائد بأنه جيد وسيئ في الوقت نفسه. ففي الوقت الذي نجد فيه بأن البعض يعجبون بمن يتعامل بلطف زائد كونه شخصيا سامح من أخطأ بحقه ويتعامل بحب مع من هم حوله. ولكننا نجد بأن البعض الآخر يحاولون السيطرة على هؤلاء الأشخاص واستغلالهم.
المشكلة لا تقف فقط عند هؤلاء، بل في كثير من الأحيان نجد بأن المرء الذي يتعامل بلطف زائد مع الآخرين يصعب حياته من خلال السماح للآخرين باستغلاله ووضع مصلحتهم أولوية حتى عن مصلحته الشخصية.
فيما يلي عدد من الصعوبات التي لا يدركها إلا من يتعاملون بلطف زائد مع الآخرين:
- مسامحة من لا يستحق: على الرغم من أن المسامحة بحد ذاتها من الأمور المطلوبة دينيا وأخلاقيا، إلا أنه يجب أن تكون مغلفة بالحذر إلى حد ما، فمثلا لو قام شخص بالاستهزاء من شخص آخر أمام أصدقائهما، فحتى لو قام الأول بمسامحته فيجب أن يحرص في المرات المقبلة عندما يلتقي به ضمن مجموعة من الأصدقاء حتى لا يكرر الموقف نفسه. المشكلة بمن يتعامل بلطف زائد أنه يسامح بدون شروط حتى وإن تكرر الخطأ أكثر من مرة، وهذا الأمر يستغله البعض بطريقة سيئة. لذا فالمسامحة مطلوبة لكنها يجب أن تكون مقيدة إلى حد ما.
- التعرض للاستغلال: بعض الأشخاص يتصفون بالأنانية ويتواجد هؤلاء في كل مكان؛ بين زملاء العمل أو الأصدقاء أو حتى الأقارب. وهؤلاء الأشخاص يشعرون بأن استغلالهم للمرء الذي يتعامل بلطف زائد بأنه نوع من الذكاء والاستفادة المشروعة. فعلى سبيل المثال؛ لا يجد من يتعامل بلطف زائد أي غضاضة بأن يسلف غيره نقودا يحتاجها أو يقوم بتوصيله للعمل لو احتاج لهذا، لكن المشكلة أن المرء لا يجد المعاملة بالمثل من غيره، فلو احتاج لاستلاف نقود مثلا تجدهم يتحججون بألف حجة كي لا يمنحوه ما يريد مما يسبب له الضيق والحزن. لذا لو كنت تتعامل بلطف زائد، فعليك أن تدرب نفسك على تقديم الأعذار أحيانا خصوصا عندما يتعلق الأمر بمصلحتك الشخصية.
- صعوبة قول كلمة "لا": من يتعامل بلطف زائد يحب أن يسعد غيره مهما كلفه الأمر، ولذلك فهو يرى بأنه ليس من اللائق رفض أي طلب يطلب منه؛ حيث يريد أن يكون بالنسبة لكل من يعرفه ذلك الشخص الذي يمكنهم الاعتماد عليه. ولكن يجب على من يحمل هذه الرغبة بإسعاد الآخرين أن يدرك بأن هذا الأمر يصعب تحقيقه وبالتالي سيجد بعد مدة بأنه لم يسعد نفسه نظرا لاهتمامه بغيره وفي الوقت نفسه لم يتمكن من إسعادهم كما توقع.
- الشعور بالذنب عند رفض أي طلب من الآخرين: يشيع هذا الشعور بين من يتعاملون بلطف زائد عندما يضعون مصلحتهم أولا. فهذا الأمر يشعرهم بضيق شديد وبتأنيب الضمير. لذا، وهذا ينطبق على النقطة السابقة أيضا، لو كنت تشعر بتأنيب الضمير عندما ترفض لأحدهم طلبا لتقوم بأمر ما لنفسك، فحاول أن تغلف طلبك بكلمات ودية لتخفف من تأنيب ضميرك. فعلى سبيل المثال لا تقل لمن يطلب منك طلبا "لا أستطيع"، وإنما قل "لا أستطيع الآن ولكن لاحقا يمكننا التحدث في تفاصيل الأمر الذي تريده".
تعليقات
إرسال تعليق