تختلف الدوافع التي تجعل المرء يسعى بكل جهده لإرضاء الآخرين بحسب اختلاف ظروفه وأحواله. فعلى سبيل المثال نجد أن دافع البعض ينشأ من بحثهم لتقدير أنفسهم، حسبما ذكر موقع “Psychology Today”. حيث إن هؤلاء يقنعون أنفسهم أن موافقتهم على كل ما يطلبه الآخرون يجعل الآخرين يحبونهم ويقدرونهم بالشكل الصحيح.
بينما نجد البعض الآخر من الأشخاص الذين يسعون لإرضاء الآخرين عانوا في مرحلة من مراحل حياتهم من أحد أشكال سوء المعاملة وبالتالي أرادوا إرضاء الآخرين أملا بأن يقوم هؤلاء بتحسين معاملتهم.
مشكلة من يسعى لإرضاء الآخرين أنه لا يستطيع التفريق بين التعامل بلطف مع الآخر وبين السعي لإرضائه. لذا عندما تخبر شخصا بأنه كان بإمكانه رفض طلب فلان من الناس، تجده يرد “لا أريد أن أكون أنانيا”، أو “أريد أن أتعامل بلطف مع الجميع”.
الواقع أن السعي لإرضاء الآخرين يمكن أن يسبب مشكلة لمن يقوم به باعتباره عادة يصعب كسرها. لكن التعرف على العلامات التي تؤكد وجود هذه العادة يشكل الخطوة الصحيحة الأولى للتخلص منها، ومن هذه العلامات ما يلي:
· التظاهر بأنك متفق مع الجميع: الاستماع لآراء الآخرين حتى وإن اختلفت معها يعد من الطرق المهذبة في التواصل. لكن تظاهرك بأنك تتفق مع كل الآراء التي تسمعها قد يضعك في موقف يضطرك إلى القيام بسلوكيات لا تتفق مطلقا مع مبادئك.
· تشعر بأنك المسؤول عن مشاعر الآخرين: من الجيد أن تلحظ تأثيرك على من حولك وتحاول أن يكون هذا التأثير إيجابيا قدر الإمكان. لكن في نفس الوقت لا يجب أن تقنع نفسك بأنك تملك القدرة على جعل أي شخص سعيدا، فالسعادة أمر يتعلق به هو.. فقط.
· تقدم الاعتذار بشكل متكرر: سواء أكنت تلوم نفسك على أي خطأ يحدث، أو أنك تخشى أن يلومك الآخرون فلا يجب أن تقدم اعتذاراتك بشكل متكرر فهذا لا يعطي انطباعا جيدا عن نظرتك لنفسك.
· تشيع بأن جدول أعمالك اليومي دائما ممتلئ: اعلم بأنك المسؤول عن ساعات يومك كيف تقضيها، وهي غالبا تكون كافية لإنجاز الكثير من الأشياء من خلال تنظيمها بالشكل الصحيح. لكنك لو كنت من الأشخاص الساعين لإرضاء الآخرين فمن المرجح أن يبقى جدول أعمالك ممتلئا بخدمات ترى أنه يجب عليك تقديمها للآخرين.
· عدم قدرتك على قول كلمة “لا”: سواء أكنت تقول نعم لكل ما يطلب منك وتنفذه أو تقول نعم بداية ومن ثم تدّعي المرض للتخلص من التزاماتك فاعلم بأنك تعاني من مشكلة يجب أن تسعى لحلها وتضع أهمية مناسبة لاحتياجاتك.
· تحكّم من حولك بتصرفاتك:
من الطبيعي أن تتأثر سلوكيات المرءبالمحيطين به سواء الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل. لكن عندما يتعلق الأمر بمن يسعى لإرضاء الآخرين فإنه يكون على استعداد للتخلي عن أهدافه في سبيل إرضاء من حوله. فعلى سبيل المثل قد يتناول المرء كميات كبيرة من الطعام على الرغم من أنه يسير على حمية معينة لمجرد أنه يرى بأن تناوله للطعام يمكن أن يسعد من حوله بشكل أو بآخر.
· لا تعترف بأن مشاعرك قد تعرضت للأذى: لا يمكن للمرء أن يبني علاقات متينة مع الآخرين لو لم يعترف بأن مشاعره تعرضت للأذى منهم في بعض الأحيان. اعلم بأن إنكار شعورك بالغضب أو الحزن أو الحرج أو الإحباط لن يؤدي إلا لإبقاء علاقاتك مع الآخرين سطحية.
الغد
تعليقات
إرسال تعليق