قد يبدو غريبا أن يكون هناك رهابا خاصا بالألم كون الألم يعد تجربة سيئة ويحمل الكثير من المشاعر السلبية لدى أي شخص. لكن ما يختلف لدى مصابي الرهاب المذكور هو أنهم يعانون من خوف متواصل وغير المبرر من الألم. ويكون هذا الخوف مفرطا وغير ملائم مقارنة بما يصيب الأشخاص غير المصابين بهذا الرهاب تحت الظروف نفسها. وهذا بحسب تعريف موقعي "www.medicinenet.com" و"www.fearof.net" اللذين أضافا أن ردود الفعل هذه تسبب اضطراب القلق.
ويشار إلى أن الألم ينجم إما عن الإصابة بالمرض أو التعرض لإصابة ما، كما أنه قد ينجم عن التعرض لمشاكل نفسية. فالألم من دون شك يعد أمرا سلبيا. لكن مصاب الرهاب المذكور يشعر بقلق مفرط حول تجربة الألم، ما يؤدي إلى تضخيم الأذى الجسدي والنفسي له. ويعد هذا الرهاب معيقا للشخص عن ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.الأسباب
كما هو الحال لدى جميع أشكال الرهاب النوعي، فرهاب الألم agliophobia ينشأ عن التعرض لألم مفرط في الماضي، كما أن له عوامل حقيقية، كما أن رؤية شخص عزيز يعاني من الألم قد تسبب الرهاب المذكور.
فعلى سبيل المثال، فالأشخاص الذين لديهم حساسية عالية للألم يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الرهاب، ذلك بأن درجة الشعور بالألم تختلف من شخص لآخر. فما يعد ألما شديدا لدى البعض قد يكون ألما بسيطا لدى آخرين.الأعراض
قد يختلط اﻷمر على البعض، بأن المصاب برهاب الألم إنما هو مصاب باكتئاب أو اﻻضطراب ذي القطبين أو غير ذلك من الاضطرابات النفسية.
وبناء على شدة الرهاب، فهو قد يسبب العديد من الأعراض، منها ما يلي:
- الرجفان والارتعاش.
- التعرق.
- البكاء والصراخ.
- الإصابة بنوبة كاملة من الهلع.
- تسارع الأنفاس.
- ازدياد معدل ضربات القلب.
- الدوار.
- الغثيان وغيره من الأعراض الخاصة بالجهاز الهضمي.
- عدم القدرة على التعبير عن النفس.
وفضلا عن ذلك كله، فقد يسبب هذا الرهاب للمصاب ما يلي:
- تجنب التجارب الجديدة.
- الخوف من الذهاب إلى أماكن جديدة أو مختلفة.
- تجنب الذهاب إلى أطباء الأسنان أو الأطباء بشكل عام.
- الشعور بالانفصال عن الواقع.
- وجود أفكار مخيفة حول الموت.
وغالبا ما يتفاقم ألم الأسنان أو الألم بشكل عام لدى مصابي هذا الرهاب، ما يؤدي إلى زيادة الرهاب المذكور سوءا. وذلك نتيجة عن عزوفهم عن زيارة الأطباء.
كما أن ما لديهم من مخاوف مفرطة من الألم قد تجعلهم يبالغون باستخدام الأدوية المسكنة، ما قد يؤدي إلى الحصول على جرعات زائدة منها تسبب مشاكل أخرى.العلاج
لقد وجد أن العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي ناجحان في علاج هذا الرهاب، غير أن معظم الأطباء يقولون إن مفعول الأدوية المضادة للقلق يستمر لفترة مؤقتة.
أما عن العلاجات الأخرى لهذا الرهاب، فيجب أن تجرى تحت إشراف طبيب نفسي ذي خبرة.
ومن ضمن العلاجات النفسية المستخدمة يقع العلاج التدريجي لإزالة التحسس، والذي يتم عبر تعريض المصاب لمستويات مختلفة من الألم. فهذا يساعده على معرفة ما هو الألم والإدراك بأن خوفه المفرط ليس مبررا.
تعليقات
إرسال تعليق