القائمة الرئيسية

الصفحات

وزراء عرب انتهت حياتهم بالانتحار


رغم أن ظاهرة الانتحار في البلاد العربية أقل انتشاراً وقبولاً من غيرها من المجتمعات الأخرى، إلا أن شخصيات سياسية عدة أقدمت عليها...
"العربي الجديد" يرصد  قصص 4 مسؤولين كبار، أثار انتحارهم جدلاً واسعاً في العالم العربي، وصل إلى حدّ نفي الأمر، والقول إنه جرى التخلص منهم:

 

1- محمود الزعبي
يصادف اليوم الذكرى الـ17 لانتحار رئيس الوزراء السوري، محمود الزعبي، صاحب أطول فترة رئاسة وزراء في سورية، والذي ظلت حادثة انتحاره تشغل الكثيريين، نظراً للظروف الغامضة المحيطة بها. ولد الزعبي في درعا بقرية خربة غزالة في عام 1935 وحصل على شهادة الهندسة الزراعية.
شغل منصب رئيس مجلس الشعب من عام 1981 إلى عام 1987، ثم عين رئيساً للوزراء ليستمر في منصبه حتى عام 2000، حيث قدم استقالته بسبب اتهامات بالفساد وسوء الإدارة، وطرد من حزب البعث الحاكم، ووضع تحت الإقامة الجبرية في منزله. وقرر حافظ الأسد محاكمته بسبب فضيحة طائرات الـ"إيرباص الفرنسية". ووجهت له ولعدد من كبار الوزراء تهماً بتقاضي عمولات غير مشروعة تقدر بـ1244 مليون دولار أميركي، عند شراء 6 طائرات إيرباص للخطوط الجوية السورية، تمت عام 1996.
وفي 21 مايو/أيار عام 2000، وعندما كان محمود الزعبي تحت الإقامة الجبرية في منزله، أقدم على الانتحار بطلقة نارية حتى لا يواجه المحاكمة، كما قيل حينها، لكن كثيرين شككوا بالقصة، وقيل إن عناصر من الحكومة والمخابرات هم من قاموا بتصفيته بعد أن هدد بكشف كل صفقات الفساد مع المتورطين فيها.
توفي محمود الزعبي عن عمر يناهز الـ65 عاماً، وبعد ثلاثة أسابيع من وفاته توفي حافظ الأسد في 10 يونيو/حزيران عام 2000.



2- عبد الحكيم عامر
ولد عبد الحكيم عامر في أقصى صعيد مصر بالمنيا، سنة 1919 في قرية أسطال. تخرج من الكلية الحربية عام 1939. وشارك في حرب 1948 في وحدة جمال عبد الناصر، ومن ثم بتشكيل تنظيم الضباط الأحرار داخل الجيش، ولعب دوراً كبيراً في القيام بالثورة عام 1952، وتولى عقبها منصب قائد عام الجيش المصري.ِ وفي العام التالي 1953، أصبح رئيساً للأركان. وفي عام 1964 أصبح نائباً أول لرئيس الجمهورية.
وضعت نكسة 1967 نهاية لمستقبله، حيث أعفي من كافة مناصبه وأحيل إلى التقاعد. ثم وُضع قيد الإقامة الجبرية في منزله في آب/أغسطس من عام النكسة، بسبب التصرفات الارتجالية غير المدروسة لقيادته المعارك، وانهياره عبر قرار الانسحاب الكيفي من سيناء. وكان يصر على محاكمته ومحاكمة قيادات الجيش ليتحمل معظم مسؤولية الهزيمة، كما طاولته شائعات مسيئة.

في 13 سبتمبر/أيلول من عام 1967 أعلن عن وفاة المشير عبد الحكيم عامر، منتحراً  بسم السيانيد بڤيلا صغيرة بإحدى ضواحي الجيزة، وشكك بعض أفراد أسرته بالرواية مطالبين بفتح تحقيق في مقتله. حيث أكدت زوجته برلنتي عبد الحميد، خلال تصريحاتها الصحافية، أنها توصلت إلى دليل مادي على قيام أجهزة عبد الناصر بقتله للتخلص من الحقائق التي بحوزته بشأن أسرار النكسة، وأن الطبيب الذي حقق في الوفاة أكد لها أنه مات مسموما.
أعيد التحقيق في قضية مقتل عامر من جديد في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، بعد طلب مقدم من عائلته، وأمر النائب العام حينها بإغلاق التحقيق في القضية وحفظها، وبالتأكيد على رحيل المشير منتحرا. وفي عهد الرئيس المعزول، محمد مرسي، قرر النائب العام إحالة البلاغ المقدم من أسرة المشير في عهد حسني مبارك عام 2010، إلى القضاء العسكري، للتحقيق في وفاته.
 

3- توفيق أبو الهدى

ولد في مدينة عكا عام 1895، وينتمي إلى أسرة التاجي الفاروقي المعروفة في الرملة في فلسطين، درس الحقوق لمدة ثلاث سنوات، انتقل إلى عمان عام 1922 وعين مديراً للواردات، وخلال السنوات الست استطاع أن يتدرج وبسرعة في سلم المناصب، حتى تولى رئاسة المجلس التنفيذي في سبتمبر/أيلول 1938. ليشغل بعدها رئاسة الوزراء لأكثر من 12 مرة.

في 1 يوليو/تموز 1956، عُثر على جثة توفيق أبو الهدى مشنوقاً في حمام منزله. ويروي ناصر الدين النشاشيبي، أهم موظفي الديوان الملكي الأردني، وكان صديقاً شخصياً للملك حسين : "في شهر يوليو/تموز عام 1956 وجد رئيس الوزراء الأردني، توفيق أبو الهدى، مشنوقاً في حمام منزله ... وتكتم القصر على الجريمة ولكن أخبارها تسربت إلى الناس وتعددت التفسيرات...فالقصر أعلن أن رئيس الوزراء قد انتحر ... بينما قالت مصادر المعارضة إن الأمير نايف، عم الملك حسين، هو الذي كتف رئيس الوزراء وشنقه حتى يبدو الأمر انتحارا بسبب دور رئيس الوزراء في استبعاد نايف، بعد عزل أخيه الملك طلال، واختيار حسين بن طلال ملكاً بدلاً من عمه، الذي كان وصيا على العرش ويرى نفسه أحق بالحكم".



4- غازي كنعان
عسكري وسياسي سوري تخرج من الكلية العسكرية في حمص عام 1964، عُين بعدها رئيساً لجهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان عام 1982 حتى نهاية عام 2002، حيث عاد إلى سورية ليُعين على رأس  شعبة الأمن السياسي. وفي أيلول/سبتمبر 2004 عُيّن وزيراً للداخلية، وبقي في منصبه حتى انتحاره الغامض في 2005.
كان اللواء كنعان أحد المطلوبين للتحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، وأعلنت واشنطن تجميد أصوله وممتلكاته. وكانت آخر مقابلة له في الإعلام عبر  اتصال هاتفي مع إذاعة "صوت لبنان"، أعرب فيها عن حزنه من المسؤولين اللبنانيين وخيبة أمله منهم، ونفى اتهامات بالرشوة تداولتها محطة نيو تي في، وختم المقابلة بقوله:" هذا آخر تصريح ممكن أن أعطيه" وطلب من مقدمة البرنامج أن تعطي تصريحه لثلاث محطات تلفزيونية لبنانية.

وفي صباح يوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2005 غادر اللواء كنعان مكتبه في وزارة الداخلية لمدة ثلث ساعة إلى منزله، ثم عاد ودخل إلى مكتبه وبعد عدة دقائق سمع صوت طلق ناري وكانت الطلقة من مسدس في فمه، وفق إفادة العميد، وليد أباظة، مدير مكتب غازي كنعان، وكانت حادثة انتحار كنعان الثانية بعد انتحار رئيس الوزراء الأسبق، محمود الزعبي، في مايو/أيار 2000.
اتهم فاروق الشرع وزير الخارجية السوري آنذاك وسائل الإعلام اللبنانية بدفع غازي كنعان إلى الانتحار، بينما شكك الشارع السوري بالقصة، لا سيما أنها حادثة الانتحار الثانية لمسؤول رفيع يخفي في جعبته الكثير من الأسرار، والتي إن خرجت للعلن ستطيح برؤوس قد تطال هرم السلطة نفسه، وتناقلوا سراً نكتة تقول: "انتحر غازي كنعان.. بست رصاصات في الفم".
Reactions

تعليقات