يقع البعض فريسة للمعتقد الخاطئ أن الشخص يكون محبوبا لدى الناس نظرا لصفات معينة طبيعية فيه؛ كالوسامة والموهبة والقدرة على إنشاء الكثير من العلاقات...
يقع البعض فريسة للمعتقد الخاطئ أن الشخص يكون محبوبا لدى الناس نظرا لصفات معينة طبيعية فيه؛ كالوسامة والموهبة والقدرة على إنشاء الكثير من العلاقات الاجتماعية. لكن الحقيقة مختلفة في الواقع، فمسألة ما إذا كنت محبوبا لدى الناس أم لا تقع تحت سيطرتك وحدك.
ففي دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا الأميركية، تبين أن أبرز الصفات التي تجعل المرء محبوبا لدى الآخرين لم تكن تخص درجة جاذبيته أو درجة ذكائه أو تواصله الاجتماعي، وإنما كانت تتعلق بمدى صدقه وشفافية تعامله وقدرته على فهم الطرف الآخر.
يجب على المرء أن يدرك أهمية أن يكون محبوبا لدى الآخرين، فهذا الأمر يساعده على مستوى حياته الشخصية والعملية. فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة ماساتشوسيتس الأميركية أن المديرين يستعدون لتقبل النقاش بشأن إحدى سلبيات العمل مع الموظف المحبوب حتى وإن لم يكن لديه دلائل تدعم موقفه في النقاش.
ولتكون محبوبا لدى الآخرين، عليك محاولة تجنب الصفات التي تقلل من إعجاب الآخرين بك، وفي الوقت نفسه تضاعف تركيزك على الصفات التي تزيد من درجة حب الآخرين لك. ولنتعرف على الطريقة الصحيحة لهذا، فسنستعرض فيما يلي عددا من الصفات الرئيسية التي تمنع المرء من أن يكون محبوبا:
- سرعة الغضب: يظهر البعض سرعة غضبهم لأقل موقف يتعرضون له، مما يدفع الآخرين للتساؤل عن مدى الأمن الداخلي الذي يملكه هذا الشخص. فالانفجار بوجه الآخرين بصرف النظر عن حاجة الموقف لمثل ردة الفعل هذه، يمنح الشخص الغاضب نسبة كبيرة من الطاقة السلبية، وسيصبح بعيون الآخرين أنه ذلك الشخص عسير التعامل، المخيف وغير الواثق بنفسه. يجب على المرء أن يتذكر دائما أن قدرته على السيطرة على ردود أفعاله تجعله ممسكا بزمام الأمور وتظهره بمظهر الواثق بنفسه أمام الآخرين. فعندما يتمكن المرء من التحكم بانفعالاته أمام من يتهمه بأنه أخطأ وهو ليس كذلك فسيجعله يبدو بموقف أقوى من موقف ذلك الذي اتهمه.
- التفاخر المقنّع: لا بد وأننا جميعا نعرف أشخاصا يعشقون التفاخر بأنفسهم تحت قناع توجيه الانتقاد لها. فعلى سبيل المثال، الشاب الذي يسخر من نفسه أمام الآخرين بكونه كثير الدراسة وهو في الواقع يريد لفت الانتباه إلى أنه طالب مجد، أو تلك الفتاة التي تضحك من نفسها على تدقيقها المبالغ به بخصوص كمية السعرات الحرارية التي يحتويها كل طعام تتناوله وهي في الحقيقة تريد لفت الانتباه إلى أنها تهتم بلياقتها!! يعتقد البعض أن أسلوبهم في إخفاء التفاخر بأنفسهم يعد من الأساليب الناجحة مع الجميع، بينما الواقع يشير إلى أن معظم الناس يستطيعون وبسهولة رؤية ما وراء هذا القناع المزيف، مما يجعل من يضعه في موقف سيئ كونه لا يخفي تفاخره فحسب وإنما يحاول أيضا خداع الآخرين.
- الاهتمام بالهاتف الخلوي في الوقت الخاطئ: لا شيء يبعد الآخرين عن المرء أكثر من قيامه وخلال الحديث معهم بتفقد هاتفه الخلوي. من القواعد المهمة التي علينا جميعا الالتزام بها أن نحرص على منح كامل تركيزنا لمن نتحدث معه بدون أن نشتت انتباهنا بأي شيء آخر.
- انغلاق العقل: لو كنت ترغب بأن تكون محبوبا لدى الآخرين عليك أن تتعامل معهم بعقلية متفتحة. فما من أحد يرغب بالحديث مع شخص حدد رأيه مسبقا وليس لديه الاستعداد لتغيير هذا الرأي مهما وجد من قرائن تقنعه بضرورة تغييره. حتى يتجنب المرء التعرض للانتقاد وابتعاد الناس عن خوض الحديث معه، يجب عليه أن يتعلم أن يرى العالم بعيون الآخرين، وهذا لا يعني مطلقا أن يتبنى معتقداتهم، لكن يحاول على الأقل تفهم السبب الذي دعاهم للتفكير بهذه الطريقة فهذا ربما يجعله أكثر قدرة على إقناعهم بما يريد إيصاله لهم.
تعليقات
إرسال تعليق