القائمة الرئيسية

الصفحات

نصائح لتطوير ذاتك وتقوية شخصيتك

يرى الكثير من الناس إن التغيير مستحيل، وأن الطبع أو العادة ما هي إلا قدر مقدور ولا يغير المقدور إلا مُقدّره، أي أن التغيير حسب...

يرى الكثير من الناس إن التغيير مستحيل، وأن الطبع أو العادة ما هي إلا قدر مقدور ولا يغير المقدور إلا مُقدّره، أي أن التغيير حسب وجهة نظر هؤلاء عملية خارجية ليست بيد الإنسان. والحقيقة تخالف ذلك، فعملية التبديل والتغيير ممكنة رغم ما يعترضها من صعوبات. 

وقبل البدء في عملية التغيير لا بد من معرفة أن العادة قابلة للكسر والتغيير، وأن أولى مراحل التغيير هي: - الملاحظة: لا بد من معرفة وإدراك الشيء الخطأ والشيء الذي تعمله، لاحظ سلوكك بشكل واعٍ، وتأمل حتى في نفسك وتصرفك تحت أي ضغط من الضغوط.

- القرار: وهنا لابد من اتخاذ القرار الحازم والمحمّل بالطاقة العالية والهمة الرفيعة، ولابد من مصاحبته إيمان بأن التغيير ممكن، ثم العزم على ما يلزم فعله من أجل التغيير.

- التعليم: وهذه المرحلة مصاحبة وملازمة جداً لمرحلة القرار السابقة، حيث عليك أن تتعلم كيف تمارس هذا القرار، وتتعلم مهارات جديدة. وطرق التعليم عديدة ومتنوعة، من محاضرات وقراءة كتب ومشاهدة أشرطة وحضور مؤتمرات، وأخذ الدروس والدورات، ويا حبذا أخذ قدوة لك، فإن في ذلك بالغ الأثر في إحداث التغيرات الجذرية.

- الممارسة:  لا بد من ممارسة ما تعلمته واستوعبته في حياتك يومياً حتى يصبح جزءاً منها، وبذلك فإن العادات القديمة شيئاً فشيئاً تزحف إلى الخارج، ولن يكون ذلك سهلاً يسيراً، إلا أنه بالإصرار والتحدي وقوة الإرادة تصل إلى ما تريد.

- المواظبة: واصل عملك حتى الإنجاز، وكن مواظباً مهما حدث لا تتوقف.

- التلقين الذاتي: إن للتلقين الذاتي تأثيراً حقيقياً في بناء التماسك الداخلي للإنسان وترميم ما تمزق منه كما أن له تأثيراً حقيقياً في منع سقوطه ضحية الشك والتردد والخوف والإحباط، وللإيحاء والتلقين قدرة على أمرين مختلفين:

الأول:  بناء ما ليس موجوداً في الفرد مثل الثقة بالنفس والطموح في الحياة.

الثاني: توقيف الخسارة والانهيار.

والتلقين ينبغي أن يكون ممارسة يومية، وهو سلاح مجرب من أسلحة تغيير الطباع والعادات، يمكن من خلاله لأي شخص أن يرتفع إلى مراتب عليا من النجاح، فإذا اعتقد الفرد أنه مهزوم فستكون مهزوماً لا محال، وإذا ظننت أنك منبوذ ستصبح منبوذاً، وإذا رغبت بالفوز ولكنك ظننت أنه لا يمكنك الفوز، فمن المؤكد أنك لن تفوز، ولكي تطبق التلقين الذاتي إليك بعض العمليات:

- اذهب إلى مكان هادئ لا إزعاج فيه ولا مقاطعة وأغلق عينيك وكرر بصوتٍ عالٍ حتى تسمع كلماتك بنفسك لما تريد الحصول عليه مثل (أنا شجاع، أنا قادر على فعل …).

- كرر ذلك في كل وقت وكل مكان.

- اكتب ما تريد الوصول له وما كررته سابقاً وضعه في مكان بارز يمكنك مشاهدته في أغلب الأوقات وكلما مررت عليه اقرأ بعمق وأحفظه في ذاكرتك.

وهناك افتراضات أو قواعد أو قناعات أساسية يجب أن يحفظها ويعمل بها الإنسان في حياته اليومية لكي يرفع من سلوكه، ويجعل تفكيره إيجابياً وهي 

- ليس هناك فشل بل هناك تجارب.

- الأكثر مرونة هو الأكثر تحكُماً.

- إذا كنت تفعل دائماً ما اعتدت على فعله، فإنك تحصل دائماً على ما اعتدت الحصول عليه.

- احترم وتقبل الناس كما هم.

- أنا أتحكم في عقلي إذاً أنا مسؤول عن نتائج أفعالي.

- التعلم هو الحياة، ولا نستطيع إلا أن نتعلم.

- باستطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا ومستقبلنا بإعادة برمجة حاضرنا.

- أشد الأضرار التي ممكن أن تصيب الإنسان، هو ظنه السيئ بنفسه.

والآن كيف تطور ذاتك وتقوي شخصيتك؟

- طور ذاتك بزيادة ثقتك بنفسك: الثقة أساس لابد منه للنمو العقلي والعاطفي للإنسان، وبالثقة يحقق الإنسان آماله وأهدافه، ويتخذ قراراته، ويتعامل مع الآخرين من دون أن يشعر بالخوف والقلق، ومن غير أن تهتز شخصيته من الداخل، وبالثقة يسير الإنسان في دروب الحياة مفعماً بالأمل والإيجابية.

- طور ذاتك بإدارتك لوقتك: لا نجاح للمرء من دون أن يعرف كيف يصرف وقته، فالوقت ليس شيئاً يمكنك توقيفه حتى يتسنى لك معرفة ما تفعل به، ولا هو مثل المال يمكنك ادخاره أو تخزينه لوقت الحاجة، وإنما هو العمر الذي لا بد أن ينقضي سواء استعملناه في خير أو شر، أو تركناه حتى يمر وينتهي.

- طور ذاتك بتقوية شخصيتك: يقول الإمام علي بن أبي طالب “أفضل المعرفة معرفة الإنسان نفسه”، بمعرفة الإنسان نفسه وشخصيته ومعرفة مواطن القوة فيها فيعززها، ومواطن الضعف فيها فيقوم بتقويتها، ومعرفة الإنسان أصناف الناس وشخصياتهم، ومنها يتقبل الاختلاف معهم ويقوم بتحسين التواصل معهم ومع نفسه.

- طور ذاتك بتعلمك فن الحوار والاستماع: الحوار من وسائل الاتصال الفعّالة، وهو صفة بشرية من شأنه تقريب النفوس وترويضها وكبح جماحها بإخضاعها لأهداف الجماعة ومعاييرها، وبالحوار الهادف تجذب عقول الناس وتُريح نفوسهم، ولا تنسَ تعلم فن الاستماع والإصغاء، فالمنصت هو المغناطيس الذي يلجأ إليه الناس لتفريغ همومهم وأحزانهم.

- طوّر ذاتك بمعرفتك التفكير الإيجابي وكيف تفكر: الفرد اليوم مطالب بأن يتحدى كل القيود التي تشل تفكيره، وأن يستجيب لنداء الرسالة، ويقوم بالبناء المنهجي لتفكيره، فليكن تفكيرك إيجابياً حتى تعيش سعيداً في هذه الدنيا وتستفيد من ماضيك وتتحمس لحاضرك وتتفاءل لمستقبلك، وينشط عقلك ويقلب المحنة إلى منحة، والسيئة إلى حسنة، والسقطة تجربة، وبذلك لا يعرف الفشل طريقاً لك، وتكون عنصراً فعّالاً أينما وقعت نفعت.

- طوّر ذاتك بمعرفتك التفكير الإبداعي: كن شخصاً مبدعاً ولا تلتفت إلى ما يقوله غيرك من تعليقات سلبية ومثبطة، وحاول أن تنمي مهارة الإبداع لديك، واعلم أنها مهارة تستطيع أن تكسبها، وبالإبداع تستطيع كسر الملل والروتين وتطور مهاراتك ومعارفك وتُغني حياتك بالتجارب والمواقف الجميلة، ولذلك فكر في كل حياتك الشخصية، وحاول أن تبدع ولو قليلاً في كل مجال.

- طوّر ذاتك بتعلمك كيف تستفيد وتتعامل مع مشكلاتك: تعلم كيف تبسط المشكلة وتفككها إلى عناصرها الأولية وتعالجها، تعلم كيف تهجم على المشكلة بدل الهروب منها، تعلم كيف تتكيف مع المشكلة حينما لا يكون لها حل عاجل، تعلم كيف تحل المشكلات بسرعة وبجهد أقل، تعلم كيف تقلل من التوتر عند حدوث المشكلة، تعلم أن المشاكل التي تواجهها في هذه الحياة هي فرصتك الحقيقية لأن تبذل أفضل ما عندك، وأن السعادة ليست في غياب المشكلات من حياتنا وإنما في التغلب على هذه المشكلات.

- طوّر ذاتك بتغلبك على الفشل: إذا أردت أن تنجح فاعرف أسباب الفشل، واعرف أن النجاح والفشل إرادة فمن أراد النجاح سلكه، ومن أراد الفشل مشى في طريق الفاشلين، فالفاشل هو من أراد الفشل، كما أن الناجح هو من أراد أن ينجح، والفاشلون أرادوا الفشل بعقلهم الباطن على الرغم من أنهم تظاهروا بأنهم يريدون النجاح في عقلهم الظاهر.

- طوّر ذاتك بتعلمك كيف تكون منتجاً ونافعاً: حاول أن تنجح في إدارة ذاتك وفي تعاملك مع نفسك، ثق بنفسك، فعدم الثقة بالنفس يؤدي إلى التكاسل عن الخير، لأنك ترى نفسك ضعيفة ودونية، ولكي تكون منتجاً وناجحاً حدد هدفك وبدقه، اكتب إيجابياتك وستجد نفسك أكثر سعادة، وسيكون تقديرك لذاتك أكثر، وإنجازاتك ستزيد، اقرأ وتعلم وطور نفسك دائماً، وطبق ما تعلمته وبعد تطبيقه انشره للناس ولمن تحب، اكتشف قدراتك واستغلها، واعرف عيوبك وحاول التخلص منها، وخطط ليومك ولعامك ولحياتك كلها.

- طور ذاتك بتعلمك كيف تكون ناجحاً اجتماعياً: تعلم فن التعامل مع الناس على اختلاف طباعهم، لكي تحوز على احترامهم وتقديرهم، وإن استطعت ذلك فإنه سيسعدك أنت في المقام الأول، لأنك ستشعر بحب الناس لك وحرصهم على مخالطتك ومتعة التعامل معك.

Reactions

تعليقات