حذر الدكتور خالد مصيلحى إبراهيم أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية من استخدام الصمغ العربى فى علاج مرضى السكر والسمنة والفشل الكلوى وفقا لما نشرته مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام، بزعمها التوصل لاكتشافات طبية عديدة للصمغ العربى، وفوائده الطبية.
ويقدم الدكتور خالد كل ما يجب أن تعرفه عن الصمغ العربى، محذرا من استخدامه بجرعات كبيرة لخطورته على الجسم، ولعدم وجود أبحاث كافية علية أو إنتاج مستحضر يحتوى عليه موضحا أن الصمغ العربى هى إفرازات تخرج من جذع شجره معروفه علميا باسم " " Acacia senegalوهى موجودة فى الصومال والسنغال والسودان، ويستخدم فى صناعة الأغذية والأدوية كعامل مستحلب، ومعلق ومثبت فى المستحلبات، وعامل رافع للزوجة ليعطى القوام اللزج والسميك لبعض الصناعات الغذائية، وبعض المستحضرات الدوائية والصيدلية، ومستحضرات التجميل.
وقال الدكتور مصيلحى منذ فترة قريبة بدأ الترويج للصمغ العربى كعلاج لبعض الأمراض منها زيادة الوزن والسكر، وأخيرا الفشل الكلوى موضحا أنه لكى نستكشف حقيقة هذه الادعاءات يجب أن نعى أن الصمغ العربى يحتوى على سكريات متعددة "polysaccharides"، وهى من النوع غير القابل للهضم، فيمر فى الجهاز الهضمى دون أن يتأثر بعملية الهضم، فيعتبر من الألياف غير القابلة للهضم، موضحا أن هذا النوع من الألياف كما أثبتت بعض الأبحاث تساهم فى زيادة حركة القولون، فيساعد مرضى الإمساك المزمن، كما أن هذا النوع من الألياف ينظم امتصاص السكريات والدهون من الأمعاء، كما اثبتت بعض الدارسات قدرته فى زيادة إفراز العصارة الصفراوية المسئولة عن هضم الدهون، وأثبتت بعض الدراسات قدرته فى خفض الوزن وتقليل نسبة الكولسترول.
وأضاف: "مؤخرا ظهرت دراسة غير واضحة وغير مكتملة عن قدرة الصمغ العربى تفيد بأن الصمغ العربى قادر على تقليل حدة أعراض الفشل الكلوى، وقدرته على خفض الآثار الجانبية المصاحبة لغسيل الكلى، ولكن هذه الدراسة تعتبر ضعيفة، لقلة عدد المتطوعين الذى أجريت عليهم التجربة، مشيرا إلى أنه لم يوضح البحث الدليل العلمى المقترن بهذه النتائج، أو آلية عمله، وعدم استكمال هذه الدراسة على نطاق أوسع يعتبر جرس إنذار تحذيرى لعدم الاعتماد على هذه الدراسة فى العلاج فى ظل ضعف مقاومة مرضى الفشل الكلوى، ولا يتحملون أى تجربة دواء خاطئ.
وأوضح أن استخدام جرعات كبيرة من الصمغ العربى يمنع أيضا امتصاص الأدوية التى يتم تناولها معه فى نفس الوقت، مما يسبب خطورة شديدة على أصحاب الأمراض المزمنة، مثل مرضى القلب، والسكر، وضغط الدم، لأنها تؤثر على كفاءة أدوية هذه الأمراض، مؤكدا أنه حتى الآن الصمغ العربى لا يستخدم إلا بجرعات بسيطة فى الصناعات الغذائية، والدوائية كعامل مستحلب، ومعلق ومثبت وعامل رافع للزوجة.
وأكد أن الجرعات الكبيرة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى لاستخدامه فى حالات السمنة والسكر، وغيرها من الادعاءات ستكون غاية فى الخطورة، فى ظل غياب دراسات واضحة عن أمان الصمغ العربى فى الجرعات الكبيرة وعدم وجود دراسات لتحديد الجرعات العلاجية والجرعات السامة له، كما أنه لا يوجد دراسات كافية عن مدى خطورته على الحوامل والمرضعات.
وحذر من أى استخدامات للصمغ العربى طالما لم يتم تسجيله فى صورة مستحضر صيدلى لعلاج أمراض معينة وعند استكمال الدراسات عليه ستقوم بالطبع شركات الدواء المعروفة بالسعى لتسجيله، وطرحه فى الأسواق، ولكن حتى هذه اللحظة كل مصادر ترويجه مصادر مجهولة تهدف للربح السريع، فى ظل تعلق المرضى ببصيص أمل للشفاء، مؤكدا أنه بالرغم من كل التأثيرات السابق ذكرها، ولكنها نتائج على المستوى البحثى، ولم تذكر مدى أمان الصمغ العربى، وغير كاملة الدلائل العلمية ولا ترقى للمستوى التطبيقى، ولا ترقى لإنتاج مستحضر دوائى منه.
تعليقات
إرسال تعليق