ليس صحيحاً أن المراهقين في حاجة ماسة إلى التشجيع على التصرف بحرية فردية أكثر وتحمل المسؤولية. فهم يشعرون بأنهم لا يقدرون على قدر وافٍ منها، ويريدون تنظيم أوقاتهم والزمن الذي يصرفونه في واجباتهم المنزلية، ويرغبون في أن يمتلكوا الحرية في اختيار ملابسهم وانتقاء أصدقائهم، وفي انتسابهم لبعض مؤسسات النشاط الرياضي أو الثقافي أو الاجتماعي أو الفني، ويمارسون ما يشاؤون خلال قضاء عطلتهم الصيفية.
وهذه الرغبة في الاستقلال وفي اتخاذ القرارات وفي ممارسة النشاطات وفي إشباع الهوايات، ما هي إلا جزء من تحمل المسؤولية، ويتضمن تحمل المسؤولية أيضاً احترام الآخرين، والتعاون معهم، مع العمل على عدم التسبب في إلحاق أي ضرر للآخرين أفراداً وجماعات، وكذلك البُعد عما يؤذي النفس.
وقد تصاحب المراهق تصرفات مرفوضة من طيش أو تدخين، أو قيادة السيارات، وفي هذه الأحوال مهم جداً ألا يكون الآباء ولا المدرسون وعاظاً أو متزمتين، وإنما ينبغي أن تكون لهم ثقة وإيمان بالمراهقين، وأن يوفروا لهم كل الفرص لاكتساب الخبرات، والتعرف على الأخطاء. وكل ذلك من خلال جسور تواصل ممدودة بين الآباء والأبناء.. فتتراجع الأخطاء بروح ودية ومن ثم تصوب حتى تنجلي عنها الغشاوة.
فسن المراهقة هو الوقت المناسب لذلك، وكثيرون ممن بلغوا العشرين أو الثلاثين يفتقدون الشعور بالاستقرار، وهؤلاء يسعون إلى اللهو، وينشدون الأوقات السعيدة التي فاتتهم أثناء المراهقة لأي من الأسباب.
المهم هو أن نستفيد من كل فرصة لإفهام المراهقين أننا نراهم معقولين في تصرفاتهم، وأنهم عقلاء يؤمنون بالاعتدال فيما يصدر عنهم، وأنهم يستقرون في أعمالهم ويبنون أسراً، ويكونون مفخرة لأسرهم ومجتمعهم وأنفسهم.
وقد تكون الفرصة مواتية لتعليم المراهق المسؤولية عندما يجيب الوالد ابنه، أو الوالدة ابنتها في هذه السن لطلب ما، فمن الحكمة أن تجيب الأم: “بالطبع يا عزيزتي، ولكن دعينا نجلس لنتحاور في هذا الموضوع من كل جوانبه”.
ومن الأوقات المناسبة الأخرى في سن المراهقة لتعلم المسؤولية، حين يظهر الولد ميلاً جديداً نحو مهنة ما، أو يطغى عليه شعور بالرغبة في مزاولة نشاط معين أو في الالتحاق بإحدى الجمعيات أو الأندية، وقد يعود الولد من ورش المدرسة ومخابرها ولديه رغبة في تطبيق ما شاهد أو تعلم، وعلينا أن نشجعه لتطبيق هذه المعلومات الجديدة، ويتعاون الآباء والأبناء في أيام العطلات على التخطيط لمشاريع جديدة يستخدم في تنفيذها أدوات آلية.. وليتعاون الأبناء فيما بينهم للقيام برحلة في نهاية الأسبوع، يخططون لموقعها ولما يلزمهم من أكل وتسالٍ وأمتعة ووسائط نقل، ويعدون لقضاء برنامج ممتع خلالها، يتخلله لعب ورقص وترفيه ومباريات ثقافية وعلمية.
مثل هذه الرغبات تنطبق على النوادي والكشافة والمنظمات الطلائعية والشبيبية والجمعيات الخيرية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية، وكلها تزيد في تعلم المسؤولية عند المراهقين، واكتساب فصول جديدة منها من الرفاق، ومن النشاطات والخبرات التي يتوصلون إليها.
وإذا تمكن الآباء من الاشتراك أو الإنصات إلى بعض من دردشات المراهقين، فسيجدون في هذه الدردشات كثيراً من الأفكار الجدية والسديدة التي يمكن أن تكون مادة للشعور بالمسؤولية، ما يمكِّن الآباء والمدرسين من أن يفعلوا الكثير للمساعدة على توجيه هذا التفكير لمسالك بنائية إيجابية.
والقاعدة التربوية المهمة، تقول “إذا أردت أن يعتمد ابنك على نفسه، فجرب أن تعتمد عليه حتى تعلمه الاعتماد على نفسه، فإذا كنت أنت أصلاً لا تعتمد عليه في شيء، فكيف إذن سيتسنى له تعلم الاعتماد على نفسه، إذا كنت أنت غير واثق من قدراته وإمكاناته، وبالتالي لا تعتمد عليه في إنجاز بعض الأمور، فكيف سيثق هو في نفسه، ويركن لقدراته؟”.
والمطلوب من الأب أن ترفع يده عنه وعن مساعدته، ويفسح له المجال ليقضي مصلحته بنفسه، ويتركه لينجز بعض أعماله بنفسه، فيقدم أوراقه للمدرسة بنفسه، وتكون أنت معه بمثابة الصاحب، ويعمل واجباته المدرسية بنفسه، وتكون أنت بمثابة الموجه. وبصفة عامة، فإن أي سلوك يستطيع الطفل أن يؤديه، عليك أن تفسح له المجال حتى يستطيع أن ينجزه معتمدا على نفسه.
ولكن أنت تحتاج إلى إبعاد نفسك عن مساعدة ابنك، وأنتِ تحتاجين إلى ذلك، فالمشكلة الأساسية التي تعترض طريق تعليم الأبناء الاعتماد على النفس هي أن الآباء أنفسهم، خصوصا الأمهات، هم الذين لا يستطيعون أن يبتعدوا عن التدخل في شؤون الأطفال، ولا أن ينأوا بأنفسهم عن الاشتراك معهم في قضاء مصالحهم، ولا أن يتركوا لهم الفرصة ليمارسوا حياتهم بأنفسهم، وقد يكون هذا التدخل بسبب حبهم لأبنائهم، أو بقصد حمايتهم، ولكن الواقع هو أنك تُعوقه عن أداء دوره، وتسلبه الفرصة التي تجعله يجرب الاعتماد على نفسه، فيكون حبك له ضارا، وتكون حمايتك له مؤذية.
ومن ثم يأتي دور التعزيز لسلوك الاعتماد على النفس، فبعد أن يقوم الطفل بما يريد بنفسه، لا بد أن تثني على الطفل، وتمدح قيامه بالسلوك الصواب منفردا، وتحكي للضيوف، وتعرفهم إلى مسمع منه طبعا، كيف أنه عمل كذا وكذا، وقام بكذا وكذا، كأنك تتفاخر بابنك الطيب، أو تتباهين بابنتك اللطيفة.
وهذه الرغبة في الاستقلال وفي اتخاذ القرارات وفي ممارسة النشاطات وفي إشباع الهوايات، ما هي إلا جزء من تحمل المسؤولية، ويتضمن تحمل المسؤولية أيضاً احترام الآخرين، والتعاون معهم، مع العمل على عدم التسبب في إلحاق أي ضرر للآخرين أفراداً وجماعات، وكذلك البُعد عما يؤذي النفس.
وقد تصاحب المراهق تصرفات مرفوضة من طيش أو تدخين، أو قيادة السيارات، وفي هذه الأحوال مهم جداً ألا يكون الآباء ولا المدرسون وعاظاً أو متزمتين، وإنما ينبغي أن تكون لهم ثقة وإيمان بالمراهقين، وأن يوفروا لهم كل الفرص لاكتساب الخبرات، والتعرف على الأخطاء. وكل ذلك من خلال جسور تواصل ممدودة بين الآباء والأبناء.. فتتراجع الأخطاء بروح ودية ومن ثم تصوب حتى تنجلي عنها الغشاوة.
فسن المراهقة هو الوقت المناسب لذلك، وكثيرون ممن بلغوا العشرين أو الثلاثين يفتقدون الشعور بالاستقرار، وهؤلاء يسعون إلى اللهو، وينشدون الأوقات السعيدة التي فاتتهم أثناء المراهقة لأي من الأسباب.
المهم هو أن نستفيد من كل فرصة لإفهام المراهقين أننا نراهم معقولين في تصرفاتهم، وأنهم عقلاء يؤمنون بالاعتدال فيما يصدر عنهم، وأنهم يستقرون في أعمالهم ويبنون أسراً، ويكونون مفخرة لأسرهم ومجتمعهم وأنفسهم.
وقد تكون الفرصة مواتية لتعليم المراهق المسؤولية عندما يجيب الوالد ابنه، أو الوالدة ابنتها في هذه السن لطلب ما، فمن الحكمة أن تجيب الأم: “بالطبع يا عزيزتي، ولكن دعينا نجلس لنتحاور في هذا الموضوع من كل جوانبه”.
ومن الأوقات المناسبة الأخرى في سن المراهقة لتعلم المسؤولية، حين يظهر الولد ميلاً جديداً نحو مهنة ما، أو يطغى عليه شعور بالرغبة في مزاولة نشاط معين أو في الالتحاق بإحدى الجمعيات أو الأندية، وقد يعود الولد من ورش المدرسة ومخابرها ولديه رغبة في تطبيق ما شاهد أو تعلم، وعلينا أن نشجعه لتطبيق هذه المعلومات الجديدة، ويتعاون الآباء والأبناء في أيام العطلات على التخطيط لمشاريع جديدة يستخدم في تنفيذها أدوات آلية.. وليتعاون الأبناء فيما بينهم للقيام برحلة في نهاية الأسبوع، يخططون لموقعها ولما يلزمهم من أكل وتسالٍ وأمتعة ووسائط نقل، ويعدون لقضاء برنامج ممتع خلالها، يتخلله لعب ورقص وترفيه ومباريات ثقافية وعلمية.
مثل هذه الرغبات تنطبق على النوادي والكشافة والمنظمات الطلائعية والشبيبية والجمعيات الخيرية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية، وكلها تزيد في تعلم المسؤولية عند المراهقين، واكتساب فصول جديدة منها من الرفاق، ومن النشاطات والخبرات التي يتوصلون إليها.
وإذا تمكن الآباء من الاشتراك أو الإنصات إلى بعض من دردشات المراهقين، فسيجدون في هذه الدردشات كثيراً من الأفكار الجدية والسديدة التي يمكن أن تكون مادة للشعور بالمسؤولية، ما يمكِّن الآباء والمدرسين من أن يفعلوا الكثير للمساعدة على توجيه هذا التفكير لمسالك بنائية إيجابية.
والقاعدة التربوية المهمة، تقول “إذا أردت أن يعتمد ابنك على نفسه، فجرب أن تعتمد عليه حتى تعلمه الاعتماد على نفسه، فإذا كنت أنت أصلاً لا تعتمد عليه في شيء، فكيف إذن سيتسنى له تعلم الاعتماد على نفسه، إذا كنت أنت غير واثق من قدراته وإمكاناته، وبالتالي لا تعتمد عليه في إنجاز بعض الأمور، فكيف سيثق هو في نفسه، ويركن لقدراته؟”.
والمطلوب من الأب أن ترفع يده عنه وعن مساعدته، ويفسح له المجال ليقضي مصلحته بنفسه، ويتركه لينجز بعض أعماله بنفسه، فيقدم أوراقه للمدرسة بنفسه، وتكون أنت معه بمثابة الصاحب، ويعمل واجباته المدرسية بنفسه، وتكون أنت بمثابة الموجه. وبصفة عامة، فإن أي سلوك يستطيع الطفل أن يؤديه، عليك أن تفسح له المجال حتى يستطيع أن ينجزه معتمدا على نفسه.
ولكن أنت تحتاج إلى إبعاد نفسك عن مساعدة ابنك، وأنتِ تحتاجين إلى ذلك، فالمشكلة الأساسية التي تعترض طريق تعليم الأبناء الاعتماد على النفس هي أن الآباء أنفسهم، خصوصا الأمهات، هم الذين لا يستطيعون أن يبتعدوا عن التدخل في شؤون الأطفال، ولا أن ينأوا بأنفسهم عن الاشتراك معهم في قضاء مصالحهم، ولا أن يتركوا لهم الفرصة ليمارسوا حياتهم بأنفسهم، وقد يكون هذا التدخل بسبب حبهم لأبنائهم، أو بقصد حمايتهم، ولكن الواقع هو أنك تُعوقه عن أداء دوره، وتسلبه الفرصة التي تجعله يجرب الاعتماد على نفسه، فيكون حبك له ضارا، وتكون حمايتك له مؤذية.
ومن ثم يأتي دور التعزيز لسلوك الاعتماد على النفس، فبعد أن يقوم الطفل بما يريد بنفسه، لا بد أن تثني على الطفل، وتمدح قيامه بالسلوك الصواب منفردا، وتحكي للضيوف، وتعرفهم إلى مسمع منه طبعا، كيف أنه عمل كذا وكذا، وقام بكذا وكذا، كأنك تتفاخر بابنك الطيب، أو تتباهين بابنتك اللطيفة.
تعليقات
إرسال تعليق