القائمة الرئيسية

الصفحات

يمر المرء في مراحل حياته بالكثير من المشاعر اليومية سواء أكانت تلك المشاعر إيجابية أم سلبية؛ كالحب والكره، الحماسة والغضب، الفرح والحزن.
لكن، ونظرا لتقارب المشاعر الإيجابية من بعضها، إلى حد ما، والأمر نفسه ينطبق على المشاعر السلبية، ونظرا لعدم وجود أجهزة دقيقة تستطيع أن تقدم للمرء المعرفة بطبيعة مشاعره، فإنه يقع كثيرا في الخلط فيما بينها.
يرى موقع "LifeHack"، أن أولى ركائز الذكاء العاطفي تتأتى من خلال الوعي الذاتي بالمشاعر المختلفة التي تمر بالمرء؛ حيث إن الوعي الذاتي يعمل على زيادة قدرة المرء على التعرف على مشاعره عبر المراقبة الذاتية بحيث يتمكن من النظر لمشاعره نظرة أكثر موضوعية تجعله أكثر قدرة على التعرف على مسببات تلك المشاعر ومدى تأثيرها على تصرفاته.
تعد العواطف أحد أنواع السلوك البشري الذي يمكن المرء من التعبير عن نفسه تجاه شخص أو حدث ما، لكن مشكلة تلك العواطف أنها بديهية وسريعة، بمعنى أنه بمجرد أن يمر حدث معين بالمرء، فإن عواطفه تظهر بشكل تلقائي وسريع، الأمر الذي قد يجعلها تخطئ في ردة فعلها في بعض الأحيان.
لذا فإنه يستحسن في بعض الأحيان التوقف قليلا ومحاولة استجواب مشاعرك قبل أن تتخذ القرار بالتفاعل معها.
وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن المزاج السيئ الناتج عن الاستماع لموسيقى غاضبة أدى إلى زيادة ميل صاحبه للحكم على تصرفات من حوله بأنها تصرفات خاطئة.
وهذه النتيجة تعد خير دليل على مدى تأثير مشاعر المرء على تصرفاته وبالتالي ضرورة استجوابها قبل أن تتحكم به.
قد يصاب المرء بالمزاج السيئ لأسباب عدة؛ كالتأخر عن موعده بسبب أزمة مرورية أو لكون فنجان قهوته انسكب على قميصه أو لأسباب عدة أخرى مشابهة، ومن ثم فإن هذا المزاج السيئ يؤدي إلى التأثير سلبا على انطباعات المرء تجاه من يتعامل معهم.
ورغم أنه عقلانيا يعلم بأن حالته المزاجية ليست شرطا أن تكون مرتبطة بتصرفات من حوله، لكن عقله الباطن يستمر بصنع الرابط بين مشاعره والأشخاص من حوله.
فيما يلي عدد من الأسئلة التي يستحسن للمرء أن يطرحها على مشاعره ليكتسب المزيد من الفهم لطبيعتها:
- ما الذي أشعر به؟ لا تقل بأنه لديك شعورا سيئا أو حسنا، ولكن حاول أن تكون أكثر تحديدا للوصف. هل لو كان شعورك سيئا يمكن أن يكون شعورا بالغضب أو الحزن أو الإحباط؟ هل لو كان شعورا حسنا يمكن أن يكون شعورا بالفرح أو بالحماسة أو بالفخر؟ حاول دائما أن تجد كلمة أو اثنتين للتعبير عن إحساسك الحالي.
- متى بدأت أشعر بهذا الشعور؟ منذ متى وأنت تشعر بهذا الشعور؟ هل بدأ معك للتو أم أنه مستمر معك منذ فترة سواء بشكل متقطع أو مستمر؟
ما المسبب الرئيسي لإحساسي بهذا الشعور؟ حاول أن تفكر بالأحداث التي مررت بها بحثا عن رابط معين بينها وبين الإحساس الذي يمر بك. ترى هل هناك مسبب واضح لتلك المشاعر؟
- ما الأسباب الفرعية المحتملة لشعوري الحالي؟ ترى ما العناصر المساعدة التي يمكن أن تكون قد أدت لمشاعرك الحالية؟ ربما تجد بأن هناك عددا من الأمور الصغيرة المتراكمة والتي أدت لشعورك الحالي هذا.
- هل أنا متوتر؟ في كثير من الأحيان يؤدي التوتر والإرهاق إلى نوع من التضخيم لمشاعر المرء. فعلى سبيل المثال؛ فقد وجدت الدراسة نفسها التي تحدثت عنها أن عدم حصول المرء على ساعات نوم كافية يؤدي إلى شعوره بالغضب ويزيد احتمالية الجدال بين الزوجين.
- كيف يجب عليّ التعامل مع تلك المشاعر؟ حاول أن تكتشف الطريقة الأمثل للتعامل مع المشاعر السلبية التي تمر بك. هل تفضل الحديث مع شخص معين أو ربما تود الاستماع للموسيقى أو تقوم بممارسة رياضة المشي مثلا؟.
- هل يفضل أن أنتظر إلى أن تختفي تلك المشاعر؟ لا يعني إحساسك بشعور ما أنه يجب أن تتفاعل معه. ففي بعض الأحيان، يستحسن ترك الأمور تسير بطبيعتها مدركا بأن المشاعر، وخصوصا السلبية منها، لا تدوم للأبد. الأشخاص الذين لديهم اتصال متين بين أجزاء الدماغ الخاصة بالتفكير والخاصة بالشعور يمتلكون ذكاء عاطفيا أكبر من غيرهم. وهذا بسبب أن قدرة المرء على التفكير بمشاعره تساعده على إيجاد "حائط عازل" بين مشاعره ورد فعله عليها بحيث لا يتصرف بتهور بناء على قوة المشاعر التي يحس بها.
Reactions

تعليقات