القائمة الرئيسية

الصفحات

مؤشرات تنبهك الى انك تقوم بعملية التخريب الذاتي



غالبا ما يتصف الأشخاص الناجحون بحبهم للتحدي، وللتحدي وجهان مختلفان، فعندما يكون هذا التحدي بحثا عن الوصول لهدف معين، يكون إيجابيا، لكن المشكلة أن الأمر لا يكون دائما بهذه البساطة، ففي بعض الأحيان يكون هذا التحدي موجها نحو الذات، الأمر الذي قد يؤدي بالمرء إلى تخريب نفسه.
ويعد التخريب الذاتي الذي يحدث في فترات متباعدة من الأمور المألوفة، مثل القيام بذكر شيء لمديرك في العمل أو لشريك حياتك، كان من الأجدر عدم ذكره إطلاقا. لكن وفي حال أصبح التخريب الذاتي أمرا معتادا بالنسبة لك، عندها فإنه لن يؤثر فقط على إمكانية إظهار طاقاتك الحقيقية، وإنما سيمتد تأثيره ليشمل منعك من العيش حياة سعيدة، بشكل يجعلك ترضى عما تقدمه من أداء على المستويين العملي والعائلي.
وهذه مجموعة من الإشارات التي يمكن أن تنبهنا إلى أننا نقوم بعملية التخريب الذاتي:
- التركيز على الجوانب السلبية وتجاهل الجوانب الإيجابية: لا يقتصر ضرر هذا الأمر على شعور المرء بخيبة الأمل، وعدم الرضا فقط، وإنما أيضا سيؤدي إلى ابتعاد الناس من حول هؤلاء الأشخاص الذين يركزون على الجوانب السلبية.
وغالبا ما نرى بأن الأشخاص الناجحين يبدأون بالتركيز على الجوانب السلبية بمجرد قيامهم بخطوة صغيرة، لكنها خاطئة، وتسيطر عليهم وتمنعهم من تقدير أنفسهم، وتنسيهم إنجازاتهم السابقة، كونهم يركزون فقط على هذه الخطوة ولا شيء غيرها.
- السماح للمخاوف بأن تسيطر على خطط المرء وطموحاته: غالبا ما يشعر المرء الذي لديه قابلية التخريب الذاتي بالخوف والقلق من النتائج المستقبلية لتصرفاته، ويبدأ يحدث نفسه (ماذا لو فشلت؟ كيف سينظر لي الناس عندئذ؟) ويبدأ شيئا فشيئا بالاستسلام لمخاوفه. علينا بأن نعلم أن الخوف الزائد يشبه الفيروس الذي يسيطر على حياتنا بشكل كامل، ومع مرور الوقت، يتحول الخوف إلى مشاعر القلق وعدم الرضا وفقدان الأمل، ونصاب بشلل كامل يمنعنا من تحقيق أي تقدم على المستوى الشخصي.
- التركيز على الماضي: قد يتسبب التركيز على الماضي بفقدان الفرص التي تأتي بالحاضر. يأتي التركيز على الماضي بطريقتين؛ فالبعض يركز على نجاحاته السابقة في الوقت الذي يركز فيه البعض الآخر على إخفاقاته السابقة. وعلى كلتا الحالتين يجب أن نعلم بأن التركيز على الماضي سيمنعنا من التقدم خطوة للأمام. ومن نتائج التركيز على الماضي إغراق النفس بالحزن والكآبة والاستسلام لعبارات الندم مثل؛ "لو فعلت كذا، لو قمت بكذا، كان بإمكاني كذا"، أو اللجوء للمهدئات وتناول الطعام بشكل شره بحثا عن تخفيف سيطرة ذكريات الماضي.
- الشعور بعدم الكفاءة: يعتاد البعض على تكرار عدد من الجمل في نفسه مثل؛ "أنا لست بذكاء فلان، أنا لست جذابا كفلان، أنا لا أملك المهارة التي لدى فلان، أنا لا أملك ثروة كالتي عند فلان". بصرف النظر عن صحة أو خطأ العبارات السابقة، فعلينا بأن نعي أن تكرارها سيرسخ في أذهاننا حقيقة وجود شخص ما في مكان ما يعد أفضل منا، ولديه أكثر مما لدينا، ونتيجة هذه المقارنة الداخلية، ستؤكد لنا بأننا لم ولن نكون الأفضل، وبالتالي ستعيق طموحاتنا إلى حد بعيد.
- الاقتناع بالقليل: بدلا من أن يقوم الشخص بالدفاع عن أحلامه مهما كانت درجة صعوبتها، نجده يرضى بالقليل وذلك فقط لكونه لا يشعر بأنه يستحق أن يحصل أكثر مما حصل عليه فعلا.
- ابتعاد الناس: توجد لدى البعض مشاعر كامنة بالخوف من الفشل، وبأنهم أقل من غيرهم، الأمر الذي يجعلهم يدفعون الناس للابتعاد عنهم، وغالبا يكون هذا الأمر نتيجة لشخصيتهم الميالة للنقد وعدم الثقة والسلبية تجاه الآخرين.
- البراعة في المماطلة والتسويف: يعتاد البعض على تأجيل مشاريعهم المهمة ومسؤولياتهم الخاصة حتى آخر لحظة، قبل أن يقوموا بتنفيذها، الأمر الذي يجعلهم يتعجلون بإنجازها، كي يلحقوا بالوقت، مما يجعل أداءهم يحمل درجة المتوسط، بدلا من الممتاز التي كان بإمكانهم الحصول عليها لو لم يقوموا بهذا التأجيل.
لو وجدت بأنك تحمل صفة أو أكثر من الصفات السابقة، فاعلم أنك تقوم بما يسمى بالتخريب الذاتي، وللتخلص من هذه الصفة إليك فيما يلي بعضا من النصائح التي ستساعدك:
- عندما تقوم بخطأ معين، حاول قدر الإمكان أن تتعلم منه، وتذكر بأن الفشل يعد جزءا مهما بمسألة التعلم.
- عندما تشعر بالخوف يغزو أفكارك، قم بكتابة ما يخيفك، حيث إن هذه الكتابة ستجبرك على تحويل مخاوفك إلى كلمات، الأمر الذي قد يخفف من تأثيرها عليك. وبعد أن تكتب هذه المخاوف اسأل نفسك هل يمكنني عمل شيء لمواجهة الموقف؟ لو كان بإمكانك فعل أي شيء مهما كان بسيطا، سارع بفعله كي تتجنب نتائج أكثر سوءا في حال وقوفك كمتفرج. وفي حال لم يكن باستطاعتك فعل شيء، فتذكر أن القلق والخوف لن يساعداك على تخطي الموقف، وحول انتباهك على الأمور التي يمكنك السيطرة عليها.
- توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، واعلم بأن الشيء الرائع لدينا كبشر، هو أن لكل منا صفات خاصة تميزه. قد لا تكون الأكثر أناقة بين زملائك، أو قد لا تمتلك أفخم سيارة بينهم، أو ليست لديك قدرتهم على تنظيم أوقاتهم بالشكل الصحيح، لكن ماذا لديك أنت؟ قد تحمل شهادات أعلى منهم، قد تكون لديك شخصية جذابة ومحبوبة أكثر من أي شخص آخر من أصدقائك؛ أي أن الأمر يحتاج منك فقط أن تفكر وتتعرف على ما يميزك، وثق بأنك وبقليل من البحث ستجد أكثر من صفة كانت خافية عليك.
Reactions

تعليقات