تقضي الكثير من النساء أسابيع وشهور في استعادة ذكريات علاقة حب فاشلة، في حين يتجاوز الرجل الأمر سريعا رغم أن الألم يستمر لفترة أطول. ظاهرة أثارت انتباه العلماء فحاولوا إيجاد تفسير علمي لها.
الدموع والاستماع للأغاني الحزينة واسترجاع الذكريات، علامات كلاسيكية تمر بها الكثير من النساء بعد فشل علاقة عاطفية أو زوجية. وفي الوقت الذي تحاول فيه المرأة لشهور طويلة محاولة تحليل العلاقة الماضية، يتماسك الرجل سريعا ويواصل حياته بشكل طبيعي. أثارت هذه الظاهرة اهتمام العلماء وكانت المحرك وراء دراسة أجريت في جامعة Binghamton الأمريكية في نيويورك.
وشملت الدراسة التي جاءت لرصد الاختلافات بين الجنسين في التعامل مع فشل علاقة حب، 5705 أشخاص من 96 دولة قيموا درجة معاناتهم في علاقات عاطفية سابقة بدرجات تبدأ من صفر وتنتهي بـ10. وكان متوسط معاناة النساء بعد فشل العلاقات العاطفية نحو 6.84 نقطة على هذا المقياس مقارنة بـ 6.85 نقطة للرجال.
أما الألم الجسدي الذي عانت منه النساء بعد فشل العلاقة فكان 4.21 درجة في المتوسط مقابل 3.75 نقطة للرجال. وتعتبر هذه النتائج مفاجئة إلى حد بعيد إذ أن درجة المعاناة لم تختلف بشكل كبير، ما يؤكد أن الفرق يكون في شكل هذه المعاناة ومدتها.
ورصدت الدراسة التي نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية، اختلافات في المشاعر التي تعتري المرأة والرجل بعد فشل العلاقة، فمشاعر الغضب والقلق والخوف هي التي كانت سائدة بين النساء، في حين يسيطر الإحساس بالضياع على الرجل بعد فشله في الحب.
وتتناسب هذه النتائج مع الصورة التقليدية للمرأة بعد انتهاء العلاقة إذ تبدأ في الإكثار من تناول الطعام لاسيما الحلوى، وتقضي فترات طويلة في مشاهدة صورها مع الحبيب السابق. أما الرجل فيحاول شغل نفسه بالرياضة أو متابعة المباريات أو ربما البحث عن حب جديد، لكن أثر الألم في القلب يدوم لديه فترة أطول.
ويوضح مشرف الدراسة كرياغ موريس أن السبب الأساسي في اختلاف رد فعل المرأة والرجل على فشل علاقة عاطفية، هو الطبيعة البيولوجية لكل منهما فالمرأة تستثمر أكثر بكثير في العلاقة من الرجل. ويضيف موريس لصحيفة "دي فيلت": " العلاقة العاطفية العابرة قد تتحول سريعا إلى حمل يستمر تسعة أشهر وتمتد لسنوات طويلة في رعاية طفل والاعتناء بأموره، على عكس الرجل الذي ينتهي الأمر بالنسبة له سريعا". (DW)
تعليقات
إرسال تعليق