القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة قصيرة: هامش الحرية


كان قد مضى على سفر الخادمة عدة أسابيع، وما أن وضعت المفتاح في سكرة الباب حتى تناهى إلى سمعها صوت جلبة في الداخل أسرعت وفتحت الباب ، يا ألهي ما هذا من دعا هؤلاء أنت أيها المشاكس، وبدأ الجميع بالركض وهي تحاول إمساكهم خرجوا مسرعين من الباب الذي ظل مفتوحا، ستنال عقابك بعد قليل، ينظر إليها مستغربا جنونها أو كأنه يقول ماذا فعلت حتى تغضبي، أغلقت الباب وهالها منظر المطبخ الأواني في الأرض ، الخزانة مفتوحة كيس الحبوب ممزق وفارغ، نظرت إليه بغضب أشاح بوجهه عنها، أحتاج إلى يومين إجازة من عملي كي أنظف من وراء أصدقائك، ومنذ متى تحضر أصدقاء إلى المنزل !! ألم أخبرك أن تستقبلهم في الحديقة، تدخل إلى غرفتها تخلع ملابس العمل وترتدي ملابس أخرى تمضي إلى المطبخ تلمح شيء على الأريكة في غرفة الضيوف ، من هذا النائم يفتح عيناه بتكاسل يغمضهم مرة أخرى، يلحق بها إلى غرفة الضيوف يسمعها أنت قم يلا بسرعة برة يتحرك ببلادة ، يلا...يلا تصرخ يركض سريعا يقفز من شباك المطبخ إلى الحديقة، أما أنت فقصاصك أنت تقضي الوقت كل صباح في الخارج حتى عودتنا ولن أترك لك نافذة المطبخ مفتوحة حتى تتعلم كيف تستقبل أصدقاءك خارج منزلي، ألا يكفيك أننا نستقبلهم في الحديقة لأجلك كي تلعب معهم ، ونقدم لهم ما لذّ وطاب لأجل سعادتك يا صاحب السعادة ، الأولاد يضحكون عليها، لم تضحكون، لأنك تحدثينه كأنه يفهم، ومن قال لك إنه لا يفهم، دعا أكثر من سبع قطط إلى المنزل يلعبون ويتمططون على المقاعد وأطعمهم طعامه و ها هو ينتظر عقابه الذي يستحق ولن أفتح له النافذة مرة أخرى حتى يتأدب، استأنفوا ضحكهم أملا منهم بإن تعدل عن قرارها ولكنهم يعرفونها كم تغضب عندما يستغلون هامش الحرية فيما لا ترضى، خلص حبيبي معلش كلهم كم يوم وبتسامحك وما تزعلها مرة ثانية.
نبيلة زيدان
Reactions

تعليقات