بينما ينصح الأطباء بتنويع الأطعمة وتقديم المفيدة منها, ينصح علماء النفس تدعيم ذلك بوضع أدوات الطعام بطريقة معينة , تضمن للفرد الراحة النفسية ليقبل على الأطعمة بشهية, وأثبتت جميع الدراسات صحة مقولة أن "العين تأكل قبل الفم" لذا على كل امرأة أن تهتم بديكور المائدة .
ويؤكد العلماء أن الانسان غالبا يتناول كمية طعام أكبر اذا تناول طعامه على ضوء الشموع أو المصابيح الخافتة ، فالرغبة في إطالة الجلوس على المائدة تزداد وتكثر معها عدد اللقم وحركة اليد من الطبق الى الفم , لذا ينصح بوضع الشموع بأي لون يلائم الألوان الموجودة على المائدة، مع الحرص ألا تكون عالية أو منخفضة حتى يكون لهب الشموع بعيداً عن مستوى الأعين عند تناول العشاء، فالإضاءة المريحة هي التي تبرز وتوضح الألوان وتعطيها جمالا, و يمكن استخدام الألوان في فوط المائدة, مع الحرص على استخدام أقل عدد ممكن من الأدوات، حسب أهميتها, ويجب أن تكون الكراسي مريحة ومتناسقة ونظيفة.
ومن الجميل أن تضاف أثناء الطعام في فترة الحلويات والفاكهة أشكال جميلة مثل أن توضع سلة فواكه من البسكويت فتكون عبارة عن عجينة بداخلها الفاكهة، فتؤكل الفاكهة والبسكويت معا، ومثلها البطيخ بأن تحفر البطيخة جميعها وتوضع بداخلها قطع البطيخ في شكل جمالي مميز، كذلك تزين الأطباق بالورود المصنوعة من الفاكهة أو الخضار.
من جهة أخرى تحقق مائدة الطعام اشباعات نفسية واجتماعية مختلفة لاصحابها اذا اجتمعوا معا على مائدة واحدة، فمن الصعوبة بمكان ان يكون حوار المائدة متوترا مهما كان التوتر بين المتجمعين، بل هو حوار خفيف ظريف يمتلئ بالضحكات والنكات, وتزداد عندها الرغبة في اطالة الحديث على المائدة , فيتناول الفرد أطباقا أكثر .
ان تعود افراد الاسرة على تناول وجباتهم معا يعني التزاما ادبيا جميلا، ويعني رغبة بالتواصل معا، واعطاء مجال للحديث المشترك للهموم الاسرية، والبحث عن حلول مشتركة لمشاكل الاسرة وهمومها، ويتعلم الاطفال كثيرا على مائدة طعام الاسرة، منها آداب تناول الطعام وآداب حديث المائدة وآداب الحوار وآداب الانتماء للاسرة.
من ناحية طبية يجب أن يكون وضع الجهاز الهضمي في أتم استعداد لاستقبال وجبة الطعام ، ولأجل قدوم أكبر كمية ممكنة من الدم كافية للجهاز الهضمي ، كان وجوب الجلوس وثني الساقين تحت الجسم لحصر الدم في منطقة الجهاز الهضمي ، مع جعل الساق اليسرى مثنية واليمنى مرتكزة على القدم ، لجعل منطقة المعدة حرة طليقة .
أما تناول الطعام في وضع الاتكاء فإنه يسبب تشنج واضطراب تقلصات البلعوم فلا يستطيع الإنسان بلع اللقمة بارتياح ، وكما يحدث ارتخاء في عضلات البطن فلا تستقبل المعدة الطعام بصورة صحيحة ؛ لأن المعدة في وضعها الصحيح تكون في حالة انتصاب الجسم وارتكازه على الأرض ، وتوزانه الطبيعي دون لجوئه إلى ارتكازه الجانبي في حالة الاتكاء .
تعليقات
إرسال تعليق