القائمة الرئيسية

الصفحات

مكافحة "داعش" عبر شبكة الإنترنت

عندما تنظر إلى استجابة العالم لتهديدات "داعش"، ستجد أن هناك فجوة واضحة جداً في المجال السيبراني.
لطالما كانت شبكة الإنترنت حاسمة في تحقيق المجموعة الإرهابية نجاحات عديدة، وذلك نظراً لكونها أتاحت لداعش إمكانية الوصول إلى الأفراد من جميع أنحاء العالم دون رقابة أو مشاكل ونشر فكرها الإرهابي فيما بينهم.
وليس ذلك وحسب، حيث يساعد الإنترنت الجماعة المتطرفة على تجنيد المقاتلين وتأمين التمويل والممولين، فضلاً عن حقيقية أنه يستخدم في تنظيم المقاتلين في الميادين المختلفة، والحفاظ على علاقات المجموعة بهم حينما يعودون إلى بلادهم الأصلية.
ولهذه الأسباب وغيرها، يبدو من الواضح أننا بحاجة ماسة إلى محاربة الموقع القيادي الذي تعتليه داعش في الفضاء الالكتروني، كما كنت تحدثت في مقالة لي نشرتها في وقت سابق.
ومع ذلك، تبين أن بعض الجهود المبذولة على صعيد مكافحة دعاية داعش تحمل آثاراً مشكوك بأمرها، بينما يخاطر بعض آخر في جعل الأمور حتى أسوأ حالاً. وبالرغم من ذلك، هناك عدة طرق لمكافحة داعش على شبكة الإنترنت، وهي تنطوي على الآتي؛
أولا :  إحداث خلل في هيكليتها؛ تعد الأساليب والجهود المتبعة حالياً لعرقلة اتصال داعش بالانترنت بدائية فقد بدأ "تويتر" -على سبيل المثال- إلغاء نشاط حسابات داعش في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، ولكن وفقاً لزميلي في المؤسسة الفكرية الأميركية "بروكينغز"، ج إم بيرغر، لم ينجح ذلك أبداً نظراً لكونه فشل في إدراك الكيفية التي تستخدم فيها داعش تويتر.
 ولذلك فإن استخدامنا لنهج أكثر استنارة سيصعب على داعش التواصل وتوظيف المقاتلين.
ثانيا :  مكافحة الدعاية المستهدفة؛ في مقالة لامعة نُشرت في مجلة "الاتلانتيك"، يرى غراهام وودز أن أحد المفاتيح الرئيسية  لمكافحة داعش يكمن في فهم أنها تختلف في تفسيرها للاسلام.
إنه لمن البادي للعيان أن أيدولوجية داعش لا إنسانية ومدمرة، ولكن مركزية تفسيرها البالي للإسلام يجعل من الهام جداً (ومن السهل في الوقت نفسه) تسليط الضوء على نفاقها.
وقد بدأت وزارة الخارجية الأسترالية فعلياً باعتماد ذلك، ولكن هناك نطاق أوسع لاستهداف الاستجابة المحلية بغية ضمها إلى جهود الوزارة.
ثالثا: التعاون الإقليمي؛  ليست أستراليا الوحيدة التي تحتاج إلى مكافحة داعش على شبكة الإنترنت إذ أعلنت وزارة الخارجية الأسترالية عن توقيعها اتفاقيات مع الإمارات العربية المتحدة بخصوص الحرب السيبرانية على داعش.
في شهر حزيران (يونيو) من العام الراحل، نشرت صحيفة "تايمز" الأسترالية مقالة بعنوان "أكبر المتبرعين بالأفراد من الجهاديين الأجانب إلى داعش".
ووفقاً لهذه المقالة، ولحقيقة أن داعش واعضاءها يواصلون استغلال شبكة الإنترنت دون أي مضايقة، فمن المنطقي جداً أن تستثمر أستراليا بشكل معقول في هجمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حتى تكمل الجهود الأخرى.
ويعد إعلان حكومة البلاد عن 18 مليون دولار للقيام بذلك دليلاً واضحاً على أن الدولة تسير في المسار الصحيح. ومن الحاسم أيضاً أن تستثمر هذه الأموال بشكل مؤثر، وأن تستقطب الدولة أعلى المستويات الفنية والخبرات من مجالات مختلفة فيما تحشد إلى جانب ذلك الموارد المتاحة بما فيها الجهود التي نشأت لدى الدول الأخرى.

"الإنتربريتر"
"فيرغس هانسون"

Reactions

تعليقات