الحديث المؤنَّن ، ويقال : المؤنأن : وفيه مبحثان :
1- تعريفه : وهو : " مارواه الراوي بصيغة " أن " دون أن يذكر سماعا، أو تحديثا، أو إخبارا، أو نحو ذلك .
2- حكمه : اختلف العلماء في حكم الحديث المؤنَّن على قولين :
أ- فمنهم من ذهب إلى أنه من قبيل المنقطع .
ب-وذهب الجمهور إلى أن حُكْم " أَنَّ " هو حُكْم " عَنْ " وأنه لااعتبار للحروف والألفاظ فقط .
وعندي: أن في الحديث المؤنَّن تفصيلا ، وذلك أن الراوي – غير الصحابي – إذا قال: إن فلانًا قال ، فهو بين حالين :
إما أن يكون قد أدرك زمن الشئ الذي يرويه، أو لا ؟ فإن كانت الحالة الأولى؛ فهو كالحديث المعنعن، حسب تفصيله السابق ، وإن لم يكن مدركا؛ ففيه تفصيل ذكرته في كتاب " إتحاف النبيل " .
وخلاصته : أن الراوي إذا لم يشهد ما حكاه : فالراجح الحكم بعدم الاتصال ، وإن لم يكن الراوي مدلِّسًا ؛ لأنه لم يُسْند ذلك إلى من فوقه ، ولم يشهد وقوع ما حكى عنه شيخه ، إلا إذا ظهرت قرينة تدل على الاتصال : كأن ياتي الحديث من طريق أخرى محفوظة ، بإسناد ذلك إلى الشيخ ، أو ما يدل على أن الراوي تسامح في التعبير عند روايته ، أو يكون مشهورًا بالرواية عن شيخه ، أو يخرج الحديث كذلك أحد الشيخين ولايُنتقد عليه ، فكل ذلك يشير إلى الاتصال ، والله أعلم .
ذكر الحافظ أن لفظة " عن " و " أنَّ " قد تَرِدُ ولايتعلق بها حكم باتصال ولا انقطاع، بل يكون المراد بها سياق قصة، سواءأدركها الناقل أو لم يدركها ، ويكون هناك شئ محذوف مقدر، وضَرَبَ أمثلةً لذلك، منها : ما أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه قال : " ثنا أبوبكر بن عياش ثنا أبوإسحاق عن أبي الأحوص أنه خرج عليه خوارج فقتلوه، ثم قال الحافظ :لم يُرِدْ أبو إسحاق بقوله: " عن أبي الأحوص " أنه أخبره بذلك ، وإنما فيه شئ محذوف تقديره: " عن قصة أبي الأحوص " أو "عن شأن أبي الأحوص " وما أشبه ذلك، لأنه لايمكن أن يكون أبو الأحوص حَدَّثَه بعد قَتْله " اهـ.
تعليقات
إرسال تعليق