يلزم نفسه بالمجاملة، ويعتقد أن بضغطه على أعصابه، سيكون أقرب لمن حوله. يفكر طويلا بمدى قدرته على توزيع الابتسامات على الجميع، من أجل أن يرضيهم، لكنه رغم ذلك يفشل في تكوين إجابة حقيقية ترتكز على الصدق والوضوح مع الذات، تلك التي تستطيع طبعا حسم النتيجة.
فهو بحاجة ماسة إلى أن يتخلص من متاعبه وكثرة الضغوط التي ترهقه، جراء تمسكه بالمجاملة والمبالغة في تقديمها، بدون أي ضوابط أو قيود تقضي بمنعه من الموافقة الدائمة على كل الآراء المطروحة، والتحدث بكلام عام غير محدد، لا يعكس أبدا وجهة نظره الشخصية.
يقرر التمرد على تلك الالتزامات اليومية المرهقة، باعتبارها حملا ثقيلا عليه، يفقده الكثير من عفويته ويتركه تابعا لغيره، ممن يعرفون نقطة ضعفه، لعله بالمقابل يستعيد ولو جزءا بسيطا من استقلاليته المكبلة بسلاسل الإحساس بالذنب والخوف من أن تهتز صورته في أعين من حوله، فيضطر إلى إبداء التصنع والنفاق كحل سريع لتدارك الموقف.
ما يعرفه جيدا، هو أنه كغيره قد ينتابه الشعور بالملل من كل شيء، حتى أنه قد يستسلم لمزاجه المتقلب الذي يفرض عليه أن يتحول من حالة إلى أخرى ببضع ثوان أحيانا، ما يؤدي إلى ضياع روح المجاملة المتكلفة والتنصل من تلك الابتسامات الزائفة المغايرة ربما لمشاعره.
هو في قرارة نفسه، يدرك أن تخليه المؤقت عن قناع المجاملة الذي يتعمد ارتداءه دائما، سيضعه حتما في موضع استهجان ولوم من قبل أناس اعتادوا أن يبقى مبتسما في وجوههم، يحادثهم بلطف ويوافقهم على كل آرائهم ومقترحاتهم بدون أي مناقشة.
لذلك يغضبهم تغيره معهم، ويبدأون بوضع التخمينات التي يرون أن بإمكانها أن تزيل اللبس عن تصرفاته غير المتوقعة على الأقل بالنسبة لهم. وبحكم أنهم مختلفون في التفكير فمن الطبيعي جدا أن يحدث تضارب واختلاف في وجهات النظر التي يطرحونها.
فبعضهم يجد أن وراء صمته وعدم تبسمه والاكتراث بوجودهم، مشكلة كبيرة تتمثل في أن هناك من يريد الإيقاع بينه وبينهم، لدرجة أنه قد يتجرأ على اتهامهم بكلام ليس له أساس من الصحة، فقط من أجل أن يؤذيهم ويفسد الشكل الحقيقي لعلاقتهم.
والبعض الآخر يعتبرون تغيره معهم تجاهلا لهم، ولكل ما يقولونه أو يفعلونه، فتزداد التحليلات وتكثر الأسباب لديهم، لكنهم مع ذلك يفكرون في استدراجه لمعرفة الحقيقة التي يخفيها خلف صمته المريب والمستهجن، ليتمكنوا من وضع حد لكمية الأسئلة المتدفقة التي تسيطر عليهم، وتحرمهم من التفكير بواقعية، بعيدا عن تلك النوايا السيئة التي يفترضونها دائما ويقنعون أنفسهم بها.
في هروبه منهم يفتقد لعفويته لكونه يحاول حماية حدوده وتأمينها من أي خطر قد يهددها. يبحث عن أكثر الإجابات منطقية، كأن يبرر ابتعاده عنهم وتجنبه الحديث معهم بأنه مهموم أو متعب، رافضا أن يبوح لهم برغبته في الانفلات من عبء المجاملة وتبعاتها التي تتطلب منه نمطا واحدا في المعاملة لا يخضع أبدا للتغييرات.
يضايقه ذلك كثيرا، لكنه بالمقابل يصر على مقاومة إلحاحهم الشديد، حتى يكون بمقدوره التحرر من حصارهم الذي يرغمه حتما على الانقياد لآراء غريبة عنه، لا تنسجم مع مشاعره وأحاسيسه.
نخطئ جميعا عندما نعتقد أن بإمكاننا إرضاء الآخر بالمجاملة، لكثرة الالتزامات التي قد تترتب علينا وتغرقنا أكثر في تقديم تنازلات لسنا مستعدين أبدا لتقديمها.
لكن تنبهنا لهذا الخطأ ورغبتنا الجادة في التراجع عنه، يحفزاننا كثيرا على استعادة ما افتقدناه من ملامحنا الخاصة تلك التي تشعرنا ولو قليلا بأننا موجودون بقرارنا نحن، وليس بقرار من أولئك الذين يسعون لإلغاء شخصيتنا وتهميشها لنبقى تحت سيطرتهم نتحرك بأمر منهم، رغم أننا نكره ذلك الرضوخ لكونه يجبرنا على تبني آراء الآخر وقناعاته بدون أن نلتفت حتى إلى دواخلنا التي تشوهت بفعل الكذب والتصنع وتحميلها أكثر من اللازم.
كل هذه الأسباب مجتمعة، تجعلنا نعيد النظر في الخيارات كافة المتاحة أمامنا، لعلنا ننجح في مواجهة أنفسنا من خلال طرح جريء ومنطقي، يعكس تماما سياستنا في الحياة وطريقة تعاملنا مع الآخر، بعيدا عن أي زيف أو قمع لقناعاتنا.
فهو بحاجة ماسة إلى أن يتخلص من متاعبه وكثرة الضغوط التي ترهقه، جراء تمسكه بالمجاملة والمبالغة في تقديمها، بدون أي ضوابط أو قيود تقضي بمنعه من الموافقة الدائمة على كل الآراء المطروحة، والتحدث بكلام عام غير محدد، لا يعكس أبدا وجهة نظره الشخصية.
يقرر التمرد على تلك الالتزامات اليومية المرهقة، باعتبارها حملا ثقيلا عليه، يفقده الكثير من عفويته ويتركه تابعا لغيره، ممن يعرفون نقطة ضعفه، لعله بالمقابل يستعيد ولو جزءا بسيطا من استقلاليته المكبلة بسلاسل الإحساس بالذنب والخوف من أن تهتز صورته في أعين من حوله، فيضطر إلى إبداء التصنع والنفاق كحل سريع لتدارك الموقف.
ما يعرفه جيدا، هو أنه كغيره قد ينتابه الشعور بالملل من كل شيء، حتى أنه قد يستسلم لمزاجه المتقلب الذي يفرض عليه أن يتحول من حالة إلى أخرى ببضع ثوان أحيانا، ما يؤدي إلى ضياع روح المجاملة المتكلفة والتنصل من تلك الابتسامات الزائفة المغايرة ربما لمشاعره.
هو في قرارة نفسه، يدرك أن تخليه المؤقت عن قناع المجاملة الذي يتعمد ارتداءه دائما، سيضعه حتما في موضع استهجان ولوم من قبل أناس اعتادوا أن يبقى مبتسما في وجوههم، يحادثهم بلطف ويوافقهم على كل آرائهم ومقترحاتهم بدون أي مناقشة.
لذلك يغضبهم تغيره معهم، ويبدأون بوضع التخمينات التي يرون أن بإمكانها أن تزيل اللبس عن تصرفاته غير المتوقعة على الأقل بالنسبة لهم. وبحكم أنهم مختلفون في التفكير فمن الطبيعي جدا أن يحدث تضارب واختلاف في وجهات النظر التي يطرحونها.
فبعضهم يجد أن وراء صمته وعدم تبسمه والاكتراث بوجودهم، مشكلة كبيرة تتمثل في أن هناك من يريد الإيقاع بينه وبينهم، لدرجة أنه قد يتجرأ على اتهامهم بكلام ليس له أساس من الصحة، فقط من أجل أن يؤذيهم ويفسد الشكل الحقيقي لعلاقتهم.
والبعض الآخر يعتبرون تغيره معهم تجاهلا لهم، ولكل ما يقولونه أو يفعلونه، فتزداد التحليلات وتكثر الأسباب لديهم، لكنهم مع ذلك يفكرون في استدراجه لمعرفة الحقيقة التي يخفيها خلف صمته المريب والمستهجن، ليتمكنوا من وضع حد لكمية الأسئلة المتدفقة التي تسيطر عليهم، وتحرمهم من التفكير بواقعية، بعيدا عن تلك النوايا السيئة التي يفترضونها دائما ويقنعون أنفسهم بها.
في هروبه منهم يفتقد لعفويته لكونه يحاول حماية حدوده وتأمينها من أي خطر قد يهددها. يبحث عن أكثر الإجابات منطقية، كأن يبرر ابتعاده عنهم وتجنبه الحديث معهم بأنه مهموم أو متعب، رافضا أن يبوح لهم برغبته في الانفلات من عبء المجاملة وتبعاتها التي تتطلب منه نمطا واحدا في المعاملة لا يخضع أبدا للتغييرات.
يضايقه ذلك كثيرا، لكنه بالمقابل يصر على مقاومة إلحاحهم الشديد، حتى يكون بمقدوره التحرر من حصارهم الذي يرغمه حتما على الانقياد لآراء غريبة عنه، لا تنسجم مع مشاعره وأحاسيسه.
نخطئ جميعا عندما نعتقد أن بإمكاننا إرضاء الآخر بالمجاملة، لكثرة الالتزامات التي قد تترتب علينا وتغرقنا أكثر في تقديم تنازلات لسنا مستعدين أبدا لتقديمها.
لكن تنبهنا لهذا الخطأ ورغبتنا الجادة في التراجع عنه، يحفزاننا كثيرا على استعادة ما افتقدناه من ملامحنا الخاصة تلك التي تشعرنا ولو قليلا بأننا موجودون بقرارنا نحن، وليس بقرار من أولئك الذين يسعون لإلغاء شخصيتنا وتهميشها لنبقى تحت سيطرتهم نتحرك بأمر منهم، رغم أننا نكره ذلك الرضوخ لكونه يجبرنا على تبني آراء الآخر وقناعاته بدون أن نلتفت حتى إلى دواخلنا التي تشوهت بفعل الكذب والتصنع وتحميلها أكثر من اللازم.
كل هذه الأسباب مجتمعة، تجعلنا نعيد النظر في الخيارات كافة المتاحة أمامنا، لعلنا ننجح في مواجهة أنفسنا من خلال طرح جريء ومنطقي، يعكس تماما سياستنا في الحياة وطريقة تعاملنا مع الآخر، بعيدا عن أي زيف أو قمع لقناعاتنا.
تعليقات
إرسال تعليق