القائمة الرئيسية

الصفحات

تأثير حمل المرء للحقد والضغينة تجاه نفسه و أسرته

الغد- تعد الأحقاد والضغائن تجاه الآخرين بمثابة الجبل الثقيل على صدر من يحملها. لكن قد يشعر بنوع من أنواع الضغائن في فترة من فترات حياته، وتكونت عن حدث مهم أو تافه مر بالشخص سبب له هذا الشعور.
وكلما طالت الفترة التي يحس فيها المرء بالحقد زادت فرص تحوله لمرارة في قلب صاحبه.
 إن قيامك بمسامحة شخص آخر لا يعني مجرد أن تقول له سامحتك على ما بدر منك، وإنما يجب أيضا أن تقوم بتنحية مشاعر الاستياء والغضب جانبا حتى تتمكن من الاستمتاع بحياتك من جديد، فربما تكون أول المتأثرين بالضغائن التي تحملها تجاه الغير كون هذه الضغائن ستؤثر سلبا على كافة مناحي حياتك.
وفيما يلي تأثير حمل المرء للحقد والضغينة سواء تجاه نفسه أو أسرته، حسبما ذكر موقع Self growth:
• الاحتفاظ بسجلات خاصة لكل شخص: إن مشاعر الحقد ستؤدي بالمرء إلى أن يحتفظ داخل عقله بسجلات تحتوي على كل أخطاء من حوله، أو قام بها هو شخصيا. والمرء لا يقوم فقط بزيارة متكررة لتلك السجلات، وإنما يعمل على تطبيق تجارب الماضي على الحاضر معتبرا ومصورا لنفسه بأن الأخطاء التي ارتكبت بحقه ستتكرر مجددا، وبالتالي سيزداد عمق تلك الضغائن في نفسه. بدلا من أن يحاول استخدام تلك السجلات لإيجاد الأعذار لمن ارتكب الخطأ بحقه.
• الاعتقاد بأن رأي الشخص هو السليم والباقي على خطأ: الضغائن والأحقاد تجعل المرء يعمد على تجاهل كل أخطائه وأي أذى تسبب به في مقابل تركيزه على أخطاء الطرف الآخر. علما بأن أي شعور بالمرارة داخل القلب ستدفع المرء للتصرف من موقع الضحية والشخص المجني عليه، الأمر الذي يعني أن تصبح معظم أحاديثه ومناقشاته عبارة عن شكوى متكررة، ونادرا ما تهدف تلك النقاشات لالتئام الجروح أو لتعلم التصرف بحكمة وعدم الاندفاع وراء ما تمليه عليه مشاعره وإيجاد طريقة تمكنه من المضي قدما في طريقه دون التوقف عند كل خطأ يرتكب بحقه.
• النظر للحياة من خلال منظور جدي جامد: تزداد الجدية لدى المرء الذي يعتبر عرضة لحمل الضغائن تجاه غيره بحيث أنه يتعامل مع كافة جوانب الحياة بشكل جدي تماما. الأمر الذي يجعل تعامله مع أحد الأشخاص الذين يتعاملون مع الحياة بطريقة أكثر ليونة، يثير حنقه وغضبه.
• الحقد يولد الحسد: في حال حصل الشخص الذي تحمل ضغائن ضده على أي منحة أو ترقية من أي نوع فإن استياءك وحقدك عليه سيتضخم ومن ثم يزداد ثقل الحمل الذي تضعه على كاهلك.
• الابتعاد عن متع الحياة المختلفة: في الوقت الذي يكون فيه الناس يستمتعون بمختلف مباهج الحياة، يكون الشخص الحامل للضغائن يعاني من إقفال عقله وشعوره بأنه شخص غير مرغوب فيه ضمن مجتمعه.
• الشعور بأنه يحق للمرء حمل الضغائن: المشكلة بهذا الأمر أن أول من يدفع ثمن حمل تلك الضغائن هو الشخص نفسه الذي يحملها وذلك لأن وجهة نظره ستتشوه بفعل التوتر والضغط والاستياء الذي يخلف حمل الضغائن. يرى إيرنست هولمز، الكاتب والمدرس الروحاني، بأن خبرة المرء هي النتيجة المنطقية لرؤيته الداخلية علما بأن أفقه يكون محدودا مع درجة إدراكه واقتناعه بأنه يحق له حمل الضغائن تجاه البعض. ومن ثم فإن افتقار وعيه للمنظور الصحيح سيؤدي إلى تعبيرات غير صحيحة أيضا، وسوف يعتبر أي تصرف من قبل البعض بأنه بمثابة هجوم شخصي عليه.
• عدم القدرة على السيطرة على أفكار الآخرين: على الرغم من هذا فإنه يمكنك السيطرة على ردة فعلك تجاه تصرفات الآخرين. المشكلة أن من يحمل الضغائن سواء أكانت ناتجة عن سبب كبير أو تافه فإنها تجعله ينظر للناس من منظور أنهم لا يتغيرون، بينما الواقع يشير إلى أنه هو الشخص الذي لا يتغير ولا يمكنه أن ينمو روحيا وفكريا. ومن ثم فهو لا يؤذي بضغائنه وأحقاده سوى نفسه.
• الأثر السلبي للضغائن والأحقاد على الجسد والسلوك والعلاقات: تعمل الضغائن على جعل من يحملها شديد الحساسية تجاه أي تصرف يقوم به الناس؛ حيث يعتبره بمثابة الإهانة له، الأمر الذي يشعره بحالة من التوتر والقلق الدائمين.
• التركيز على الجزيئات: يعتاد الشخص الذي لديه ضغائن ضد البعض على النظر والتفكر طويلا بالجزيئات والأحداث الصغيرة تاركا المشهد الكبير الذي قد يحتوي على الكثير من الإيجابيات إلا أنه يصر على حبس نفسه في الجزيئات السلبية.
أما عن الطرق المناسبة للتخلص من الأحقاد فذلك من خلال الرغبة الذاتية الحقيقية بالتخلص منها لمصلحتك الشخصية، وهذا لا يعني أن تتقبل تصرفات البعض تجاهك وإنما يعني أن تمنع أحاسيسك الداخلية من أن تتحكم في يومك بأكمله. يمكنك اختيار أن تقول بأن "الأمر قد انتهى ويجب أن أتعلم منه، فهو ربما يكون إشارة لي من أجل تعديل بعض السلوكيات السلبية لدي، كل ما علي فعله الآن هو التركيز على الحاضر الذي أعيشه".
يمكنك تطبيق هذه الطريقة للتخلص من ضغائنك القديمة أيضا وستشعر بفارق إيجابي كبير على نفسك وحياتك.


Reactions

تعليقات