يوجد بداخل كل إنسان القدرة الكافية على التميز، وإن اختلفت المجالات التي يتميز بها كل فرد عن الآخر، إلا أن القاسم المشترك بين الناس هي امتلاك العقل القادر على التميز والإبداع بمجال معين أو أكثر، حسب ما ذكر موقع "PTB".
وبما أننا جميعا نحمل القدرة على التميز والإبداع، لماذا يشكو البعض منا افتقاد تلك القدرة؟ الواقع أن السبب الذي يمكننا من التميز هو السبب نفسه الذي يعمل على تخريب قدراتنا ومحاولة طمسها.. والسبب هو العقل.
فلو تساءل المرء عن السبب الذي يجعله يقوم وبشكل متعمد بأفعال تتعارض مع ما يحلم بتحقيقه، فإن الإجابة ستكون بطبيعة الأفكار التي تدور في عقله والتي تجعله أن يأتي بتلك الأفعال، وبالتالي فعليه أن يسعى للتنبه إليها والسعي الجاد لإيقافها الفوري:
- "أنا لست كفؤا لهذا.. لذا فالأفضل ألا أتعب نفسي بالتجربة": بالطبع أنت لست كفؤا لهذا.. حتى الآن. فالتميز بأي شيء يحتاج للتدريب الذي قد يستغرق وقتا ليس بالقصير. ولعل هذا من أصعب الأشياء على عقل المرء الاقتناع به، فمجرد النظر لدرجة التميز التي تلفت نظرنا بالآخرين في مجال معين والتي نسعى للوصول إليها، والنظر للدرجة التي نمتلكها الآن تشعرنا بالإحباط نظرا للفرق الشاسع بين الدرجتين. فعلى سبيل المثال لو كانت لديك هواية الكتابة وأردت تنميتها بحيث تتمكن من نشر روايتك الأولى، فإن عقلك سيقوم بوضع حاجز أمامك من خلال إقناعك بعدم تجربة الكتابة، وذلك لأنك ستكتب عبارات "سخيفة" مقارنة مع الكتاب الكبار الذين تطمح للوصول إليهم. ولكن عليك هنا أن تتذكر بأن من يحصلون على جوائز نوبل في الأدب كانت بدايتهم بسيطة وربما حاولوا نشر العديد من المقالات أو ما شابه ولم يجدوا من يقبل بنشرها لهم. لكن الفرق بينك وبينهم أنهم تمسكوا بأحلامهم وأسكتوا صوت الإحباط بداخلهم واستمروا على الرغم من كل العوائق التي اعترضتهم. وهنا أقول في أي شيء تسعى لتحقيقه لا تنظر للعوائق التي أمامك والتي قد تختلف وقد تفوق على العوائق التي اعترضت غيرك، ولكن انظر دائما لحقيقة أن الطرق الممهدة لم ولن يحصل عليها أحد، وكلما ازدادت العوائق ازدادت قوتك وازداد مذاق حلاوة طعم النجاح لديك. لذا فالفكرة السابقة تتحول لـ"سأحاول وأكرر المحاولة حتى أصل لمبتغاي".
- "أصبح الوقت متأخرا جدا عن السعي لتحقيق الأحلام": من السهل على عقل المرء أن يقنعه بأن قطار الفرص والأحلام قد فاته إلى غير رجعة. فمجرد أن يفكر بالمرحلة الجامعية وكيف أنه كان يملك الحرية الكافية لتحقيق ما يريد نظرا لعدم وجود مسؤوليات ثقيلة عليه بعكس وضعه الآن؛ حيث ربما يكون قد أصبح مسؤولا عن عائلة أو أن أولوياته قد اختلفت وأصبح لا يجد الوقت الكافي لنفسه. وهنا يجب أن نعلم بأن سعة الأفق والحكمة التي يمتلكها المرء الآن ربما لم يكن يمتلكها بهذه الدرجة العالية أثناء دراسته الجامعية وهذا بدوره سيساعده على الوصول لما يريد بطرق أقصر ربما لم يكن منتبها لها. ما عليه التأكد منه فقط هو هل ما يزال الحلم يراوده ويتمنى تحقيقه؟ إن كان الأمر كذلك فيجب أن يكون لهذا الحلم مكان في سلم أولوياته، فليس هناك شيء يسمى "الوقت أصبح متأخرا"، فالوقت متاح دائما طالما الرغبة ما تزال قائمة بداخلنا. لذا فالفكرة السابقة تصبح "لقد آن الأوان لأن أتحرك صوب حلمي".
تعليقات
إرسال تعليق