لماذا تُعتبر "إنِّي آسف" من أصعب العبارات التي يستطيع طفل في عمر ما قبل المدرسة أن يتعلَّمها؟! قد يحسَّ الطفلُ بالأسف لفعل خطأ ما، إلا أنَّه يجد صعوبة بالغة في إيجاد الكلمات المناسبة ليعبِّر بها عن ذلك الأسف. وتقول اختصاصية علم النفس للأطفال "سوزان هتلر" إنَّ الاعتذار لا يأتي بصورة طبيعية للأطفال، ولذلك ينبغي تعليمهم ذلك السلوك.
وتقول اختصاصية علم "نشأة الأطفال" "يوري براجا" عندما يخرق طفلٌ في سنة الثالثة أو الرابعة قاعدة من قواعد السلوك المتبع، ويُطلب منه الاعتذار عن ذلك العمل؛ فإنَّ هذا الطلب يُعتبر من أصعب الأمور التي تُطلب من طفل في عمر ما قبل المدرسة.
ولاحظ الدكتور "لورانس شابيرو" ـ اختصاصي علم النفس للأطفال ـ أنَّ التقمُّص العاطفي ـ الذي يُعتبر أساس أي اعتذار ـ يُعتبر مهارة معقّدة تحتاج لسنوات ليتمكَّن الإنسان من تطويرها وإجادتها، وعدد قليل من الأطفال دون سن الخامسة أو السادسة أو الثامنة يصبح في مقدورهم الإحساس بشعور الآخرين الذين يتعرَّضون للأذى من قبلهم.
إلا أنَّ أستاذ علم النفس الدكتور "لورانس بتلر" يعتقد بأنَّ هنالك أسباباً أخرى تجعلهم يستطيعون الاعتذار، منها: اعتقادهم بأنّ الاعتذار يعني أنَّهم قاموا بفعل شيء سيئ، وهذا يعني من ثم أنَّهم سيئون. كذلك فإنَّ بعض الأطفال يسعون بشتَّى الطرق لتحاشي اللوم من جراء فعل سيئ، فمثلاً إذا حطَّم أحد الأطفال كأس ماء زجاجياً فلربَّما يُتهم بسرعة أحد والديه بأنَّه هو الذي دفعه للقيام بذلك.
وفي أحيان أخرى فإنَّ صفة الشعور بالكبرياء تنمو عند الأطفال قبل صفة التقمُّص العاطفي. وهذا الشعور بالكبرياء، يبعد الطفل عن قول كلمة الاعتذار، بيد أنَّه يستطيع أن يعبِّر عن ذلك بأسلوب آخر مثل أن يقدِّم شيئاً للشخص الذي أخطأ في حقه.
وكما لاحظت "براجا" فإنَّ الغضب الشديد الذي يتملَّك الوالدين رُبَّما يجعل الأمور أكثر سوءاً ؛ فمثلاً إذا حطّم الطفل إحدى القطع الزجاجية الثمينة التي طُلب منه عدم لمسها، فإنَّ الغضب الشديد الذي يصدر عن الوالدين ـ نتيجة لذلك ـ سوف يولِّد لدى هذا الطفل غضباً شديداً مماثلاً كرد فعل، وكلما عظم استياء أحد الوالدين عن خطأ الطفل قلّ احتمال اعتذاره عن الخطأ الذي ارتكبه. وكذلك فإنَّ الطفل الذي يقوم بكل وضوح بخرق القوانين المُتّبعة، كضربه للكبار في حالة إحباط مثلاً، فلربَّما يسيطر عليه الخطأ كلياً ولا يستطيع أن يعتذر عن فعله، مع الوضع في الاعتبار بأنَّ هنالك حالتين يسيئ فيهما الطفل السلوك: إحداهما السلوك السيئ غير المتعمَّد كسكب الحليب، والأخرى السلوك السيئ المتعمَّد مثل الإساءة إلى الآخرين أو تعمُّد كسر شيء. وفي كلا الحالتين قد يحسُّ الطفل بشعور سيئ لكنه لا يعرف ماذا يفعل.
ولكن تعليم ابنك كلمة الاعتذار في مثل هذه الحالات سيساعده كثيراً في معالجة المشاكل التي تقع له مستقبلاً، ويتم ذلك بالاختلاء بالطفل جانباً بعد قيامه بسلوك سيئ، وإفادته بأنَّ كلمة الاعتذار ستجنِّبه الإحراج أمام الآخرين.
وإذا تعمَّد أحد الأطفال القيام بعمل سيئ ؛ فقد أجمع معظم اختصاصيي علم النفس بأنَّ اعتذاره فقط لا يكفي. ويقول الدكتور "شابيرو" إنَّ الاعتذار في حالة اعتداء الطفل بالضرب على شقيقته مثلاً لا يمنعه من تكراره معها مرَّة أخرى. ويجب على الوالدين وضع التعليمات والقوانين المنزلية بصورة واضحة وتطبيقها على أطفالهم، مع ملاحظة أنَّ الوالدين يجدان صعوبة في تطبيق العقاب على أطفالهم؛ وذلك لعدم رغبتهما في إيذاء مشاعرهم، ولكن إذا تعمَّد الطفل القيام بفعل سيئ لابدَّ أن يكون هنالك عقاب لذلك، فمثلاً إذا ضرب شقيقته؛ لأنَّها لم تعد له لعبته بعد الفراغ من اللعب بها، فيمكن أخذ اللعبة بعيداً عنه وحرمانه من اللعب بها عدَّة أيام.
يقوم بعض الأطفال بالاعتذار أكثر من اللازم خوفاً من اللوم والعقاب، وعندما يقوم الطفل بالاعتذار فور فعله سلوكاً سيئاً خوفاً من غضب أحد الوالدين، فهذا يعني أنَّ هذا الطفل يسير في الطريق السليم نحو تعلُّم الاعتذار.
وبالطبع فإنَّك ـ كوالد أو والدة ـ هدفك هو تعليم طفلك ضرورة متى ولماذا يعتذر؟ وفيما يلي بعض التوجيهات والإرشادات من الخبراء التي تساعدك على ذلك:
- وضِّح لطفلك كيف يعتذر، وذلك بالاعتذار نيابة عنه في حضوره، وذلك يوضِّح عملياً التصرُّف الصحيح. وعندما تفقد السيطرة على نفسك مع طفلك لا تنسى أن تعتذر له.
- تنبيه الطفل باستمرار إلى القوانين التي تحكم تصرُّفاتهم، وتكرار أهمية الاعتذار في حالة السلوك الخطأ.
- الإقتراح على الطفل أن يقوم بشيء يعبِّر عن الحب، إضافة لكلمة الاعتذار؛ لأنَّ كلمة الاعتذار المجرَّدة في بعض الأحيان لا تعبِّر عن الشعور الحقيقي، كأن يعانق شقيقه بعد الاعتذار له.
- الإشادة بالسلوك الحسن: عندما يقوم الطفل بسلوك حسن كالاعتذار لشخص آخر؛ فيكون من الأفضل الإشادة بذلك التصرُّف أمام الآخرين.
- لعب الأدوار بواسطة الدمى: وذلك بأن تقوم الأمُّ مثلاً بوضع حوار للدمى، تقوم الأمُّ فيه بدور المتحدِّثة نيابة عنهم، ويهدف الحوار إلى تعليم الأطفال السلوك الحسن.
- نظراً إلى أنَّ الطفل لا يميل إلى الاعتذار فإنَّه عادة يحاول لوم الطفل الآخر للأعمال غير المستحبة. ولذلك من الأفضل عدم الضغط على الطفل للاعتذار، وإنَّما مناقشة المشكلة مع الطرفين، وإفادة الطفلين المتنازعين بأنَّ المشاركة في اللعب هي القانون السليم للعب.
على الرغم من صعوبة جعل الطفل يعتذر؛ فإنَّ الوضع يتطلّب المحاولة المستمرة. وكما قالت "بارجا" فإنَّ الأطفال في النهاية سيعرفون السبب الحقيقي، وهو أنَّ الأخلاق الحميدة ومراعاة مشاعر الآخرين لهما أهميتهما للبقاء في هذا العالم.
وتقول اختصاصية علم "نشأة الأطفال" "يوري براجا" عندما يخرق طفلٌ في سنة الثالثة أو الرابعة قاعدة من قواعد السلوك المتبع، ويُطلب منه الاعتذار عن ذلك العمل؛ فإنَّ هذا الطلب يُعتبر من أصعب الأمور التي تُطلب من طفل في عمر ما قبل المدرسة.
ولاحظ الدكتور "لورانس شابيرو" ـ اختصاصي علم النفس للأطفال ـ أنَّ التقمُّص العاطفي ـ الذي يُعتبر أساس أي اعتذار ـ يُعتبر مهارة معقّدة تحتاج لسنوات ليتمكَّن الإنسان من تطويرها وإجادتها، وعدد قليل من الأطفال دون سن الخامسة أو السادسة أو الثامنة يصبح في مقدورهم الإحساس بشعور الآخرين الذين يتعرَّضون للأذى من قبلهم.
إلا أنَّ أستاذ علم النفس الدكتور "لورانس بتلر" يعتقد بأنَّ هنالك أسباباً أخرى تجعلهم يستطيعون الاعتذار، منها: اعتقادهم بأنّ الاعتذار يعني أنَّهم قاموا بفعل شيء سيئ، وهذا يعني من ثم أنَّهم سيئون. كذلك فإنَّ بعض الأطفال يسعون بشتَّى الطرق لتحاشي اللوم من جراء فعل سيئ، فمثلاً إذا حطَّم أحد الأطفال كأس ماء زجاجياً فلربَّما يُتهم بسرعة أحد والديه بأنَّه هو الذي دفعه للقيام بذلك.
وفي أحيان أخرى فإنَّ صفة الشعور بالكبرياء تنمو عند الأطفال قبل صفة التقمُّص العاطفي. وهذا الشعور بالكبرياء، يبعد الطفل عن قول كلمة الاعتذار، بيد أنَّه يستطيع أن يعبِّر عن ذلك بأسلوب آخر مثل أن يقدِّم شيئاً للشخص الذي أخطأ في حقه.
وكما لاحظت "براجا" فإنَّ الغضب الشديد الذي يتملَّك الوالدين رُبَّما يجعل الأمور أكثر سوءاً ؛ فمثلاً إذا حطّم الطفل إحدى القطع الزجاجية الثمينة التي طُلب منه عدم لمسها، فإنَّ الغضب الشديد الذي يصدر عن الوالدين ـ نتيجة لذلك ـ سوف يولِّد لدى هذا الطفل غضباً شديداً مماثلاً كرد فعل، وكلما عظم استياء أحد الوالدين عن خطأ الطفل قلّ احتمال اعتذاره عن الخطأ الذي ارتكبه. وكذلك فإنَّ الطفل الذي يقوم بكل وضوح بخرق القوانين المُتّبعة، كضربه للكبار في حالة إحباط مثلاً، فلربَّما يسيطر عليه الخطأ كلياً ولا يستطيع أن يعتذر عن فعله، مع الوضع في الاعتبار بأنَّ هنالك حالتين يسيئ فيهما الطفل السلوك: إحداهما السلوك السيئ غير المتعمَّد كسكب الحليب، والأخرى السلوك السيئ المتعمَّد مثل الإساءة إلى الآخرين أو تعمُّد كسر شيء. وفي كلا الحالتين قد يحسُّ الطفل بشعور سيئ لكنه لا يعرف ماذا يفعل.
ولكن تعليم ابنك كلمة الاعتذار في مثل هذه الحالات سيساعده كثيراً في معالجة المشاكل التي تقع له مستقبلاً، ويتم ذلك بالاختلاء بالطفل جانباً بعد قيامه بسلوك سيئ، وإفادته بأنَّ كلمة الاعتذار ستجنِّبه الإحراج أمام الآخرين.
وإذا تعمَّد أحد الأطفال القيام بعمل سيئ ؛ فقد أجمع معظم اختصاصيي علم النفس بأنَّ اعتذاره فقط لا يكفي. ويقول الدكتور "شابيرو" إنَّ الاعتذار في حالة اعتداء الطفل بالضرب على شقيقته مثلاً لا يمنعه من تكراره معها مرَّة أخرى. ويجب على الوالدين وضع التعليمات والقوانين المنزلية بصورة واضحة وتطبيقها على أطفالهم، مع ملاحظة أنَّ الوالدين يجدان صعوبة في تطبيق العقاب على أطفالهم؛ وذلك لعدم رغبتهما في إيذاء مشاعرهم، ولكن إذا تعمَّد الطفل القيام بفعل سيئ لابدَّ أن يكون هنالك عقاب لذلك، فمثلاً إذا ضرب شقيقته؛ لأنَّها لم تعد له لعبته بعد الفراغ من اللعب بها، فيمكن أخذ اللعبة بعيداً عنه وحرمانه من اللعب بها عدَّة أيام.
يقوم بعض الأطفال بالاعتذار أكثر من اللازم خوفاً من اللوم والعقاب، وعندما يقوم الطفل بالاعتذار فور فعله سلوكاً سيئاً خوفاً من غضب أحد الوالدين، فهذا يعني أنَّ هذا الطفل يسير في الطريق السليم نحو تعلُّم الاعتذار.
وبالطبع فإنَّك ـ كوالد أو والدة ـ هدفك هو تعليم طفلك ضرورة متى ولماذا يعتذر؟ وفيما يلي بعض التوجيهات والإرشادات من الخبراء التي تساعدك على ذلك:
- وضِّح لطفلك كيف يعتذر، وذلك بالاعتذار نيابة عنه في حضوره، وذلك يوضِّح عملياً التصرُّف الصحيح. وعندما تفقد السيطرة على نفسك مع طفلك لا تنسى أن تعتذر له.
- تنبيه الطفل باستمرار إلى القوانين التي تحكم تصرُّفاتهم، وتكرار أهمية الاعتذار في حالة السلوك الخطأ.
- الإقتراح على الطفل أن يقوم بشيء يعبِّر عن الحب، إضافة لكلمة الاعتذار؛ لأنَّ كلمة الاعتذار المجرَّدة في بعض الأحيان لا تعبِّر عن الشعور الحقيقي، كأن يعانق شقيقه بعد الاعتذار له.
- الإشادة بالسلوك الحسن: عندما يقوم الطفل بسلوك حسن كالاعتذار لشخص آخر؛ فيكون من الأفضل الإشادة بذلك التصرُّف أمام الآخرين.
- لعب الأدوار بواسطة الدمى: وذلك بأن تقوم الأمُّ مثلاً بوضع حوار للدمى، تقوم الأمُّ فيه بدور المتحدِّثة نيابة عنهم، ويهدف الحوار إلى تعليم الأطفال السلوك الحسن.
- نظراً إلى أنَّ الطفل لا يميل إلى الاعتذار فإنَّه عادة يحاول لوم الطفل الآخر للأعمال غير المستحبة. ولذلك من الأفضل عدم الضغط على الطفل للاعتذار، وإنَّما مناقشة المشكلة مع الطرفين، وإفادة الطفلين المتنازعين بأنَّ المشاركة في اللعب هي القانون السليم للعب.
على الرغم من صعوبة جعل الطفل يعتذر؛ فإنَّ الوضع يتطلّب المحاولة المستمرة. وكما قالت "بارجا" فإنَّ الأطفال في النهاية سيعرفون السبب الحقيقي، وهو أنَّ الأخلاق الحميدة ومراعاة مشاعر الآخرين لهما أهميتهما للبقاء في هذا العالم.
تعليقات
إرسال تعليق