ترى كيف تتصرف عندما تفقد مفاتيح سيارتك للمرة العاشرة في أسبوع، أو عندما يقوم أحد السائقين بشكل مخالف بتجاوز سيارتك في الطريق، أو عندما تتكرر شكوى جارك المزعج من ابنك الذي يضايقه، أو عندما يقدم لك النادل فنجان قهوة باردا؟ ألا تعتقد بأن جميع ما سبق أمور تسبب الضيق والاستياء؟
الأمور السابقة وغيرها تحدث لكل منا، ورغم أن جميعها لا تستدعي الوقوف الطويل عندها، إلا أنها تستمر في إثارة غضبنا، حسبما ذكر موقع “dumblittleman”. مثل تلك المواقف كفيلة بإصابة كثيرين بالغضب ودفعهم للجدال والنقاش المطول والحاد، بل إن البعض يحملون ضيقهم معهم للفراش والسبب أنهم ببساطة لا يستطيعون نسيان الأمر بسهولة مهما كان بسيطا.
ردة فعل المرء على الأحداث التي تمر به يمكن اعتبارها بأنها مبرمجة داخله، لذا لو أراد تغيير ردة فعله على الأشياء البسيطة وعدم التوقف عندها فإنه يحتاج أن يعمل على إعادة برمجة نفسه. والبداية تكون عبر تعويد المرء لنفسه على تقبل ما يحدث له من مواقف، ويجب التأكيد هنا أن المطلب هو تقبل الأمر وليس الاقتناع به؛ حيث يستطيع المرء مواصلة حياته بشكل معتاد ولا يتوقف بسبب ثقل إحساسه بالضيق لأي حدث عابر يمر به.
وفيما يلي عدد من النصائح التي من شأنها المساعدة في عملية إعادة برمجة المرء لنفسه:
- تنفس ببطء: نعم.. يمكن للمرء تغيير حالته النفسية بمجرد قيامه بأخذ عدة أنفاس عميقة وبطيئة. عندما يمر المرء بموقف يشعره بالغضب أو الاستياء، فإنه، وبشكل لاإرادي، يبدأ بأخذ أنفاس ضحلة ومتسارعة، مما يفسر لنا أن القيام، وبشكل متعمد، بأخذ أنفاس عميقة وبطيئة من شأنه إعادة الهدوء للمرء وبشكل شبه فوري.
- تعرف على مشاعرك: لا تتردد بتسمية شعورك باسمه الحقيقي. هل هو ضيق؟ إحباط؟ استياء؟ مهما كان الشعور فهو لك الآن وعليك أن تتعامل معه والبداية تكون بتعريف نفسك عليه، بدون انتقاد أو تحليل، فقط اذكر اسمه مجردا. هذا الأمر من شأنه مساعدتك على الإحاطة بشعورك لإيجاد السبل المناسبة للتخلص منه.
- ذكر نفسك بقلة أهمية الحدث الذي أشعل غضبك: صغائر الأمور هي صغيرة بالفعل ولا تستحق التوقف طويلا عندها. فقيام أحد الأشخاص بمقاطعتك بالحديث، أو بالتحدث في الهاتف بدون أن ينتبه بأن الإشارة خضراء مما تسبب بتأخيرك ثوان معدودة، كلها أمور وإن كانت محفزة لعدد من المشاعر السلبية لديك فيجب أن تتأكد بأنها لا تستحق كل هذا. لذا عليك أن تطرح على نفسك عددا من الأسئلة مثل: هل يستحق الموضوع تكبيره؟ هل يستحق الموضوع أن أغضب بشأنه بشكل يظهر على وجهي أمام الناس؟ هل سيكون هذا الموضوع مهما بعد 5 أيام، أو 10 أو شهر كامل؟ غالبا ما ستكون إجابة تلك الأسئلة تتمثل بكلمة واحدة هي “لا”. ومن هنا تتبين أهمية تذكير نفسك بأن الأمر لا يستحق الوقوف عنده؛ حيث إن هذا التذكير سيمنحك الفرصة لتغيير برمجتك السلبية بأخرى أكثر إيجابية.
- ابحث عن الجانب الإيجابي في الموقف الذي يمر بك: قوة المرء تتمثل بقدرته على إيجاد الجانب الإيجابي في كل شيء يمر به. اعلم بأن كل ما يعترض طريقك يحمل بداخله جانبا إيجابيا، لذا حاول أن توجه تركيزك لإيجاد هذا الجانب. سيكون الأمر صعبا خصوصا لو كنت تتعامل مع مواقف تشعرك بظلم الآخرين لك وأنانيتهم، لكن اعلم أنه في وقت ما ستكتشف بأنه يكفيك أنك تعاملت مع الموقف بقوة وصلابة قدر الإمكان.
صحيفة الغد
تعليقات
إرسال تعليق