القائمة الرئيسية

الصفحات

للكلمات سحر خاص يضفي على علاقاتك روحا ودفئا فلحاول اختيار كلماتك

تخرج منّا في بعض الأحيان كلمات قاسية جارحة لا نعرف سببا واضحا لها تتدفق من أفواهنا كالسموم، قاصدة قتل جميع المعاني الطيبة الإيجابية من قلوب أشخاص متعطشة لسماع الكلمات الدافئة الرقيقة التي بإمكانها أن تغير مجرى حياتهم، وتحولهم من أشخاص محبطين يائسين إلى أشخاص إيجابيين ينظرون إلى الحياة بعيون يملؤها التفاؤل، ولأن كلماتنا هي التي تحدد مدى جودة علاقاتنا فلننتقيها جيدا ولنعرف أين ومتى نطلقها، فكلماتنا رسائل تشق طريقها إلى قلوب من حولنا تاركة فيها أثرا يصعب تغييره سواء كانت تلك الكلمات سلبية أو إيجابية فلكل منها تأثيرها الذي يستقر ويسكن في دواخلنا رغما عنّا.
ولأن للكلمات سحرا خاصا يضفي على علاقاتنا روحا ودفئا فلنحاول اختيار الكلمات الصادقة الشفافة، التي تزرع في أعماق من حولنا أثرا طيبا يساعدهم على تغيير أنفسهم نحو الأفضل صحيح، قد تكون هذه الكلمات بسيطة وعفوية إلا أنها قد تكون نابعة من قلب محب يتمنى لنا الخير ربما لهذا السبب تستطيع تلك الكلمات العفوية أن تصنع منّا أشخاصا مختلفين يحاولون التخلّي عن شخصياتهم المحبطة اليائسة.
واستخدامنا للكلمات ليس أمرا عبثيا وإنما هو تقنية يجهلها الكثيرون بحاجة إلى وعي ودراسة لنستطيع التعرف على كيفية استخدامها واختيار الوقت المناسب لإخراجها، فإذا عرفنا أن نضبطها جيدا فإنها بالتأكيد ستحدث فرقا واضحا في حياة من حولنا، فكلماتنا إما أن تكون كلمات لطيفة إيجابية تحمل بين ثنايا حروفها ألحانا عذبة وجميلة تجعلنا نحلق فوق الغمام مخترقة أرواحنا لتنعشها وتمنحها القوة والإصرار على مواجهة الحياة بكل ما فيها من صعوبات، وإما أن تكون جافة قاسية مثقلة بالمشاعر السلبية التي قد تقودنا إلى طريق مسدود يشعرنا بالعجز، نفقد أمامها القدرة على تحقيق الأفضل فليس هناك ما يشجعنا ويحفزنا بل على العكس تماما قد تحاصرنا في بعض الأحيان كلمات لا هدف لها سوى هدم الأحلام، والقضاء على أي بادرة من شأنها أن تحررنا من سلبيتنا فكم هي كثيرة تلك الكلمات التي تصدر عن أشخاص جل همهم تحطيم الآخرين وتجريدهم من كل شعور قد يسهم في تقويتهم.
ولأن كلماتنا عنوان بارز لشخصيتنا وطريقة جيدة لكسب أكبر عدد ممكن من العلاقات الناجحة التي تدوم طويلا فمهم جدا أن نختارها بعناية وتأن، حتى نتمكن من ملامسة قلوب أتعبتها الأوجاع لنغرس فيها حبا وأملا وتفاؤلا عندها سيصبح بإمكانها أن تستعيد نشاطها وحيويتها لتبدأ من جديد، تاركة خلفها كل ما من شأنه أن يوجعها ويحبطها ويحط من عزيمتها، فتُقبل هذه القلوب المتوجعة على الحياة بحب وإصرار متشبثة بتلك الكلمات الطيبة الحانية لعلها تجد فيها المنقذ الذي ينتشلها من يأسها واستسلامها، ولكن إذا لم تكن كلماتنا دواء شافيا باستطاعته تبرئة جراحنا التي تأبى أن تلتئم ربما، لأنها لم تجد قلوبا دافئة تحتضنها أو كلمات صادقة عفوية تنبض بمشاعر طيبة حقيقية قادرة على تضميدها فحتما ستتضاعف آلامنا وسنفقد الرغبة في تحقيق أحلامنا وأمنياتنا، مستسلمين لكلمات لا معنى لها الهدف من ورائها تشويه كل ما هو جميل وتمزيق قلوب لا ذنب لها سوى أنها تبحث عن أحد يحررها من ضعفها وعجزها.
فجميعنا دون استثناء بحاجة ماسة لسماع الكلمات الرقيقة الشفافة وذلك لأنها تستطيع وبكل بساطة ملامسة أوجاعنا، وتحويلها إلى طاقة جبارة بإمكانها أن تبدد كل تلك العتمة التي احتلت حياتنا رغما عنّا، واستبدالها بشعاع لطيف يخترق أرواحنا الغارقة في سباتها العميق الهاربة من واقعها المؤلم الذي يفتقر للمشاعر ويقدس كل ما هو مادي بحت فيأتي ذلك الشعاع ليوقظها من غفوتها علها  تخرج من سلبيتها، وكلها يقين بأن هناك كلمات أرقى وأجمل لا بد لنا أن نسمعها ونتأثر بها لنستطيع أن التقدم بهمة وعزيمة وخطوات واثقة، تتطلع إلى صنع حياة مشرقة عمادها المشاعر الحقيقية الدافئة التي ترسلها كلمات عذبة صافية مهمتها نشر كل المعني الإيجابية التي من شأنها أن تشجعنا وتبث في أعماقنا الحماس والحيوية التي لم نعد نذكرها جيدا، ربما لأننا استسلمنا لضعفنا وسمحنا لكلمات تافهة سخيفة أن تقتحم دواخلنا لتمزقها بخناجرها الحادة محدثة فيها شرخا كبيرا من الصعب ترميمه.
Reactions

تعليقات