خطوات صناعة الإعاقة :
١- قاعدة عامة (مساعدة الآخرين فيما يحسنون ) هي أول خطوة في صناعة الإعاقة و هذه القاعدة تنطبق على الأطفال و المراهقين و البالغين فعندما تساعد شخص في أمر يستطيع القيام به أنت تسلبه الممارسة و التجربة و القدرة فيصبح عاجزاً على القيام به و يصبح معتمد عليك إعتماداً كلياً . و هذا يحدث كثيراً داخل الاسرة فتجد الوالدين يتحملون كامل المسؤولية عن أبنائهم حتى في قضاياهم الخاصة مثل الدراسة و حل الواجبات و القيام للصلاة و غيرها و الطفل هنا يمارس دوره بذكاء فيسلم المسؤولية للوالدين و لا يتحمل أي مسؤولية و لا يهتم و تموت الدوافع الداخلية له و ينتظر الأوامر بشكل مباشر من الوالدين و لا يشعر بألم الاخفاق لأن هذه القضايا ليست من مسؤولياته بل هي من مسؤوليات الوالدين , هذا النوع من التربية يخرج لنا شخص معاق نفسياً غير ناضج غير قادر على التعامل مع المتغيرات و التحديات في هذه الحياة .
عزيزتي الأم :
عندما تحملين طفلك و هو يستطيع المشي أنت تصنعين من طفلك معاقاً،
و عندما تأكلين طفلك الذي يستطيع الأكل أنت تصنعين منه معاقاً،
و عندما تتحدثين عن طفلك الذي يستطيع التحدث أنت تصنعين منه معاقاً.
٢- الخطوة الثانية :
( الحماية الزائدة )
إن الحماية الزائدة المبالغ بها للطفل تجعل منه طفلاً ضعيفاً لا يستطيع التعامل مع معطيات الحياة , تحرمه هذه الحماية من التجربة و التعلم خاصة في بداية حياته لأن خبراتنا تصقل في بداية حياتنا فالطفل تصقل خبراته في مرحلة الطفولة فنجد أن تجاربه لا تتجاوز قدراته بشكل كبير و نجد أن مشاكله و تجاربه المؤلمة متناسبة مع مرحلته العمرية و هذه التجربة و هذا الألم ينمي قدراته على تحمل الآلام و مواجهة المشاكل بحيث ينمو جسدياً و عقلياً و نفسياً بشكل متوازن.
أما في حالة الحماية الزائدة فإنه ينمو جسدياً و عقلياً و لكنه لا ينمو نفسياً بشكل متزن و ذلك بسبب حماية الوالدين من تعرضه لبعض التجارب بحجة أنه ضعيف لا يستطيع !!
صغير لا يحسن التصرف !!
و حقيقة الحياة أننا في يوم ما سوف نواجهها منفردين و لن تفرق بيننا و سوف يصدم بتجربة مؤلمة تفوق قدراته النفسية التي لم تكتمل بسبب الحماية الزائدة ..
٣- الخطوة الثالثة :
( أحلامك أوامر يا سعادة البيه )
يعاني بعض الأباء و الأمهات من فوبيا الحرمان ، و عقد من النقص و يعتقدون الحرمان شر محض ، و ذلك بسبب أنهم عانوا منه في طفولتهم !!
و لذا يلبون كل طلبات أبنائهم بدافع أن لا يشعر أبنائهم بالحرمان، أو بدافع أنني لا أريد أن يشعر أبنائي أنهم أقل من الآخرين، و يسعى الأب و الأم جاهدين لتحقيق كل طلبات أبنائهم !!
و هذا التدليل المبالغ فيه يجعل الأطفال عاجزين عن معرفة قيمة الأشياء، و عاجزين عن تحقيق الغايات، و يزرع في داخلهم إتكاليه على الاخرين في أبسط أمورهم .
و هنا ترى الأم خادمة لأبنائها في بيتها يعجز المراهق عن إحضار كأس ماء بل يطلب من الآخرين ذلك !! و هكذا يصبح الأب أشبه بخادم توصيل الطلبات و كأنه العبيد ولدوا أسياده !! هذه الشخصية المدللة عاجزة نفسياً غير قادرة على مواجهة الحياة
ضعيفة تنهار أمام أول التحديات ...
أعزائي الأباء و الأمهات
راقبوا تصرفاتكم مع أطفالكم
قبل أن يسبق السيف العذل ...
تعليقات
إرسال تعليق