الاختصاصي النفسي د.خليل أبوزناد، يلفت إلى أن زلة اللسان رغم أنها من الناحية الاجتماعية ينظر لها على أنها خطأ وهفوة تستدعي الشعور بالندم، إلا أنها من الناحية النفسية تعبير صادق عن مكنون النفس والمشاعر الحقيقية المخفية أو المكبوتة لسبب أو لآخر.
ويقول "أحيانا طبيعة الحياة تتطلب أن نخفي حقيقة مشاعرنا وآرائنا على من حولنا، ولكن في لحظة الانفعال يحدث خروج عن هذه السيطرة على المشاعر وتخرج الكلمات بشكل مندفع لتكشف عن كل ما في داخل النفس، لهذا يمكن أن تعتبر زلة اللسان أصدق ما يعبر عن الشعور الحقيقي لأنه لم يسبقها تفكير أو تزييف".
ويضيف "كثير من زلات اللسان تحدث في لحظات الانفعال أو فقدان التحكم، ومن أفضل الطرق حينها التوقف عن الكلام إذا خرجنا عن شعورنا، أما إذا حدث وخرجت زلة اللسان بلا وعي فليس هناك في هذه الحالة سوى الاعتذار وإرضاء الطرف الآخر".
من جهته، يبين استشاري الاجتماع الأسري مفيد سرحان، أن هنالك فنونا للتعامل مع الآخرين، وهذه الفنون أو الآداب أو الذوقيات يجب أن يتعلمها الجميع لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين، وغالبية التعامل بين الناس يكون من خلال اللسان أي بالكلام، لذا ينبغي أن يدرك الإنسان أهمية حسن التعامل وحفظ اللسان وقيمة الكلمة وأن يحرص على التفكير في الكلمة قبل أن ينطق بها وأن يكون كلامه "موزونا".
ويتابع "وأن يكون لسان الإنسان وسيلة لكسب قلوب الآخرين ومحبتهم والتأثير عليهم، وألا يكون وسيلة لتنفير الآخرين وإبعادهم أو لكسب عداوتهم وبغضهم، فالإنسان الناجح هو الذي يحسن اختيار الكلمات والأنسب منها، وهذا يتوقف على الشخص نفسه ومهاراته وخبرته وتجربته وفهمه بنفسيات الآخرين وما يناسبهم من كلام شريطة البعد عن الخداع والكذب والتملق".
وفي كل الأحوال، فإن الإنسان معرض للزلات والخطأ، وفق سرحان، وهذا يتطلب أمرين؛ الأول أن يحسن المستمع الظن بالمتحدث وأن يتجاوز عن الأخطاء والهفوات التي يقع فيها أي شخص بسبب التسرع أو الغضب أو سوء تقدير الموقف أو عدم القدرة على اختيار الكلمة المناسبة أو التعرض لظروف نفسية صعبة، والأمر الآخر أن لا يتردد الشخص المخطئ عن الاعتذار عن خطئه وأن لا يكابر ويصر على خطئه.
ويختم "فالاعتذار عن الخطأ فضيلة ولا ينتقص من قيمة الشخص، وكلما كان الاعتذار أسرع كان وقعه أكثر على الطرف الآخر، ولا بد أن نعلم الآخرين والأطفال خصوصا ثقافة الاعتذار".
تعليقات
إرسال تعليق