يعرف الآينوزيتول بفوائده المتعددة، ﻻ سيما ما يتعلق منها بالصحة النفسية. وقد كان هذا المكمل يقع ضمن مجموعة فيتامينات (B)؛ إذ إنه كان يعرف أيضا بفيتامين (ب8). ولكن عندما اكتشف بأن الجسم يقوم أيضا بإنتاجه؛ حيث إنه عنصر من عناصر السائل النخاعي، خرج من هذه المجموعة وأصبح يعرف بأنه عامل مساعد للنواقل العصبية الرئيسية في الدماغ.
ويتواجد هذا المركب الطبيعي في العديد من الأغذية، منها الحبوب والمكسرات والفواكه. يقوم الإنسان بالحصول على غرام واحد من هذا المكمل يوميا عبر الغذاء. كما وتقوم الكليتان بإنتاج غرامين آخرين.
وهذه بعض فوائد "الآينوزيتول" النفسية
- القلق ونوبات الهلع: ﻻ تنفع الأدوية المضادة للقلق لجميع مستخدميها، كما أن العديدين لا يستطيعون تحمل أعراضها الجانبية. أما الآينوزيتول، فهو مادة طبيعية أثبتت فائدتها كمضادة لجميع أنواع القلق، منه اضطرابات الهلع واضطراب الوسواس القهري ورهاب الساح.
ووجدت إحدى الدراسات بأنه قلل من أعراض القلق تماما كما فعل الدواء الشهير فلوفوكساماين، ولكن من دون أعراض جانبية، والتي تضمنت لدى مستخدمي الفلوفوكساماين الشعور بالتعب والغثيان.
ويعرف الفلوفوكساماين بأنه مثبط انتقائي لإعادة امتصاص السيروتونين
selective serotonin re-uptake inhibitor (SSRI).
- الاكتئاب: يعد الاكتئاب أكثر الأمراض النفسية الحديثة شيوعا، وهو يصيب النساء ضعف ما هو الحال لدى الرجال. ويذكر أن مستويات الآينوزيتول تكون أقل من معدﻻتها الطبيعية لدى مصابي هذا الاضطراب.
وعلى الرغم من أن علاج الاكتئاب بالآينوزيتول يعد أمرا منطقيا، إلا أن النتائج حول ذلك مختلطة. فقد ظهر تحسن كبير لدى مستخدميه في إحدى الدراسات على الرغم من أن المرضى توقفوا عن استخدام أدويتهم المضادة للاكتئاب.
ولكن أحد التحليلات لبعض الدراسات أظهر بأنه على الرغم من عدم تسببه بأعراض جانبية، إلا أن الدلائل على فعاليته في علاج الاكتئاب غير كافية.
ومما يجب الإشارة إليه هو أن اضطرابات المزاج التي تستجيب للمثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين تستجيب هي أيضا، بشكل عام، للآينوزيتول. فمن لا يحصلون على تحسن عند استخدامهم للمجموعة الدوائية المذكورة، فالاحتمالية كبيرة أن لا يحصلون على تحسن عند استخدامهم له.
- اضطراب الوسواس القهري: يبدو أن الآينوزيتول واعدا في علاج اضطراب الوسواس القهري، وهو نوع من اضطرابات القلق ويتسم بأفكار وسلوكات متكررة غير مرغوبة.
ووجدت إحدى الدراسات أنه يقلل من أعراض هذا الاضطراب بالفعالية نفسها التي تقوم بها الأدوية الخاصة بذلك، لكن من دون أعراض جانبية.
وكما هو الحال في الاكتئاب، فمن لا يتجاوبون مع المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين ﻻ يتجاوبون معه أيضا في علاج الاضطراب الوسواس القهري.
- النهام العصابي (البوليميا نيرفوزا): يعد الآينوزيتول مكملا طبيعيا ممتازا لمصابي النهام العصابي. فالجرعات العالية منه (18 غراما) قللت من الاكتئاب والقلق والأكل القهري المرتبطات بالاضطراب المذكور.
ويذكر أن فوائده أقوى للنساء مقارنة بما هو الحال لدى الرجال، وذلك أيضا في علاج الاكتئاب.
- متلازمة ما قبل الحيض: يعد الآينوزيتول صديقا للمرأة. ففائدته أقوى لدى النساء مما هو الحال لدى الرجال المصابين بالاكتئاب والنهام العصابي.
فضلا عن ذلك، فهو يزيل الاكتئاب والتقلبات المزاجية والقلق الناجمة عن متلازمة ما قبل الحيض.
كما أنه فعال تحديدا لدى مصابات مُتَلاَزِمَة المَبيضِ مُتَعَدِّدِ الكيسات، والذي ينجم عن الاضطرابات الهرمونية ويصيب نحو 10 % من النساء.
د. أشرف الصالحي
تعليقات
إرسال تعليق