يعد ذهان ما بعد الولادة post partum psychosis مرضا نادرا، فهو يصيب ما يقدر بأم واحدة من كل 500-1000 أم. وعادة ما يظهر بشكل مفاجئ خلال أيام أو أسابيع بعد الوضع.
ويعد هذا الاضطراب مقلقا، ليس للمصابة فحسب، وإنما للزوج الذي ستشعره إصابة زوجته بأنها وسلوكاتها التي قد تكون مؤذية لها وللمولود خارج نطاق السيطرة، وفق ما ذكر موقعا www.postnataldepression.org و www.rcpsych.ac.uk، اللذان أشارا إلى أن لكل مصابة بهذا الاضطراب خليطا من الأعراض المعينة، والتي قد تتغير بشكل متسارع، غير أن العرضين التاليين يعدان رئيسيين:
• الوهم، والذي يعرف بالاعتقاد والإيمان التام الذي لا يمكن زحزحته بأمر غريب أو غير صحيح. ويعد الإيمان بأن المولود شيطانا أحد الاعتقادات الشائعة بين المصابات.
• الهلوسة، والتي تتضمن رؤية أشياء غير موجودة أو سماع أصوات غير حقيقية. ويعد سماع أصوات تأمر الأم بقتل الطفل من ضمن الهلاوس الشائعة.
فضلا عن ذلك، فتتضمن أعراض هذا الاضطراب ما يلي:
• الهوس.
• الكآبة.
• تصلب الأطراف أو الإفراط في مرونتها.
• التشوش.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الاضطراب يعد حالة طبية طارئة يجب أخذها للمستشفى في أسرع وقت ممكن لتلقي العلاج، غير أنه، على عكس الرأي السائد، من المفضل عدم حجز الأم المصابة في المستشفى، وذلك إن كانت ترغب بالعلاج وكانت قادرة، هي أو زوجها أو كليهما معا، على رعاية المولود.
ويذكر أن هذا الاضطراب قابل للعلاج، فإن المصابة تشفى منه تماما مع العلاج المناسب، والذي ينقسم إلى العلاج الدوائي والنفسي.
أما عن العلاج الدوائي، فإن الأدوية التي تستخدم في هذه الحالات هي تلك التي تقع في مجموعة مضادات الذهان، منها الأولانزابين، المعروف تجاريا بالزايبريكسا؛ والأريبيبرازول، المعروف تجاريا بالأبيليفاي. وتعمل هذه الأدوية عبر تقليل النشاط الزائد لمناطق الدماغ التي أدى ازدياد نشاطها إلى الإصابة بالاضطراب المذكور، حيث يؤدي ذلك إلى علاج الأعراض، ومن ذلك إسكات الأصوات الناجمة عن الهلاوس وتبديد الأوهام.
كما وتستخدم الأدوية المثبتة للمزاج في بعض الحالات.
وبما أن التجاوب مع الأدوية قد يختلف من مصابة إلى أخرى، فقد يحتاج الأمر إلى تبديل الدواء لأكثر من مرة للوصول للدواء المناسب للمصابة بشكل فردي.
فضلا عن ذلك، فينصح بالعلاج النفسي، وذلك للوصول إلى أعماق المريضة وتخليصها من الأعراض، وخصوصا الوهم.
تعليقات
إرسال تعليق