من الاعتقادات السائدة بين الكثيرين أن الأعشاب ومنتجاتها تعتبر آمنة ومفيدة، وإذا لم تتحقق الفائدة منها فلا ضرر يمكن أن يحدث عند تناولها!. وعادة ما يتم استغلال هذا الأمر في تسويق المنتجات، فبمجرد وجود مصطلح " طبيعي " أو " عشبي " سيعطي انطباعا أن المنتج آمن ولا خطر من تناوله.
تعتبر المنتجات العشبية والطبيعية المصنعة من قبل شركات عالمية آمنة بالمجمل عند استخدامها بالشكل الصحيح، ولكن فعالية هذه المنتجات تتباين بناءً على عوامل متعددة منها جودة التصنيع وجودة المادة الفعالة، وقد تتسبب هذه المنتجات بحدوث أعراض جانبية مشابهة للأدوية وقد تؤثر على بعض الأمراض المزمنة وقد تتعارض أيضاً مع بعض الأدوية. ومما يجدر ذكره أن الجهات المختصة بمراجعة المنتجات الدوائية والعشبية قبل السماح بدخولها للأسواق تضع شروطا ومعايير للموافقة على المنتجات الدوائية للتأكد من فعاليتها ومدى أمانها أكثر من تلك الشروط والمعايير المطلوبة للموافقة على استخدام المنتجات العشبية. لذلك من الأهمية بمكان الانتباه لمكونات المنتجات العشبية والتحذيرات المرتبطة بها، والأفضل استشارة الطبيب أو الصيدلاني عن أي ضرر محتمل عند تناولها وخصوصاً لدى المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط، أو عند تناول أدوية على المدى البعيد، فعلى سبيل المثال قد يؤدي تناول بعض الأعشاب إلى زيادة فعالية أدوية السكري أو أدوية الضغط وتتسبب بحدوث هبوط في سكر الدم أو الضغط مما يؤثر سلباً على صحة المريض. كما تؤدي بعض الأعشاب إلى زيادة درجة التميع بالدم وهو أمر قد يراه البعض مفيداً للحماية من الجلطات والتخثرات الدموية، ولكن من جهة أخرى قد يؤدي تناولها إلى زيادة احتمالية النزيف لدى الأشخاص المعرضين له أو للذين يستخدمون أدوية مميعة للدم ومن أهمها دواء الوارفارين.
عزيزي المريض على الرغم من الفوائد المتعددة للأعشاب والمنتجات النباتية لا تتردد بإعلام طبيبك عن تناولك لأي منها، فكونها طبيعية لا يعني أنها لن تسبب لك المشاكل وخصوصاً عند إصابتك بأحد الأمراض المزمنة أو تناولك للأدوية معها.
تعليقات
إرسال تعليق