على رغم أنها قد تبدو شيئا تافها، إلا أن القدرة على خوض الاحاديث القصيرة مهارة يجب اكتسابها. ويتمتع الذين يستطيعون التحدث مع الاخرين، حتى الغرباء، حول بعض الموضوعات بمقدرة تمكنهم من تأسيس علاقات اجتماعية جيدة.
وفي مجال العمل قد تفتح هذه الاحاديث القصيرة أبواب التعارف التي ربما تظل مغلقة إذا لاذ الجميع بالصمت. والقدرة على خوض محادثات دون خجل هي مهارة بالغة الاهمية بالنسبة للعلاقات الاجتماعية. وقد يؤسس الحديث الذي يمتد لدقائق معدودة حول الطقس أو كرة القدم لانشاء علاقات أكثر جدية.
وتقول سوزان سيتز الطبيبة النفسية بشتوتجارت: "الاحاديث البسيطة تلفت نظر الاخرين إلى المرء وتساعده على ترك انطباع طيب لديهم بقدر المستطاع."
والقدرة على التحدث مع الاخرين في الوسط المهني شيء مهم. وتضيف سيتز "أولئك الذين يمتلكون تلك المقدرة ينشئون علاقات أكثر ودا وحميمية مع زملائهم ورؤسائهم في العمل."
والافتقار إلى هذه المهارة الاجتماعية عيب خطير. ويقول ستيفان ليرمر الطبيب النفسي بميونيخ الذي تخصص في دراسة فن الاحاديث القصيرة "عند لقاء رئيس العمل بالمصعد على سبيل المثال ينبغي على المرء أن يسعى لبدء محادثة صغيرة بشكل سلس وطبيعي بدلا من التزام الصمت."
وهناك قواعد تحدد موضوعات الاحاديث القصيرة. ويقول ليرمر: "لا ينبغي انتقاد أي شخص لان هذا يعتبر من سوء الخلق ودائما ما يعطي انطباعا سلبيا." وبشكل عام يستحسن التحدث عن الموضوعات الايجابية وتجنب الموضوعات المثيرة للجدل التي تتعدد حولها الاراء."
ويفضل التحدث عن العمل والاسرة والهوايات ويستحسن تجنب موضوعات مثل الدين والمشكلات الشخصية والسياسة والامراض. وعند بدء الحديث مع الغرباء ينصح ليرمر بانتظار الوقت المناسب واستجماع الشجاعة ومحاولة استخدام القبول الشخصي للتأثير على الاخرين.
وفي دنيا العمل قد يلجأ المرء إلى الاحاديث القصيرة للوصول إلى غرض بعينه. فقبل عقد اجتماع مهم على سبيل المثال يحاول المرء التحدث لمعرفة بعض المعلومات عمن سيشاركون في الاجتماع لتحديد الموضوعات التي يمكن التحدث عنها بعد ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق