القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تتصرف عندما تشعر بالحرج؟


يعرف الحرج بأنه نوع من الشعور بالقلق والارتباك، عندما تكون برفقة أشخاص آخرين، وبصرف النظر عن طبيعة شخصيتك، فإننا جميعا نمر بفترات نشعر خلالها بمشاعر الحرج التي قد تكون أقوى من المتوقع.
ومن بين المواقف التي يمكن أن يشعر الفرد فيها بالحرج، عند تسلمه وظيفة جديدة وتكون مع زملاء جدد، أو عندما يذهب لحضور حفلة معينة يؤمها أناس لم يسبق له معرفتهم، فيشعر بالارتباك، كونه في بيئة لم يعتد عليها من قبل.
وعندما يتعرض المرء لأحد المواقف التي تعرضه للحرج، فإنه يقوم بعدد من الإجراءات لوقاية نفسه من هذا الشعور، وذلك من خلال التصرف بنوع من العزلة أو الانطوائية، أو محاولة تجاهل الموقف بأكمله.
وعلى الرغم من أن القيام بهذه الأمور سيشعر الفرد بالأمان، إلا أنها لم تعد خيارات بناءة. ففي الوقت الذي يمكن فيه الاعتذار عن أية دعوة اجتماعية توجه له تجنبا لتعرضه لأحد المواقف المحرجة، إلا أنه في النهاية لن يحصل سوى على شعور مفترض بالأمن النفسي، لكنه لن يتمكن من بناء شخصيته وتنميتها وتعويدها التعامل مع العالم الخارجي.
لذا، بدلا من تجنب المواقف المحرجة، لماذا لا يحاول الفرد مواجهتها بشجاعة، وأن يتصرف بطبيعته هو. إن تجاوز الخجل الزائد لا يحتاج من الفرد، إلا اتخاذ الخطوات الصحيحة لمواجهة المواقف التي تعترضه. وفيما يلي عدد من تلك الخطوات
- حدد أسباب شعورك بالحرج: اسأل نفسك ما المواقف التي تحفز الشعور بالحرج لديك، وتأكد أن هذا الشعور ليس مرافقا دائما لك. فعلى سبيل المثال عندما تكون مع أحد الأصدقاء المقربين، فإنك قد تتصرف بطبيعتك وبعفوية تامة، بينما الشعور بالحرج لا يأتي إلا عند حدوث مواقف معينة فقط.
ولتتعرف على أسباب شعورك بالحرج حاول أن تحدد خمسة أسباب أدت سابقا لجعلك تشعر بالحرج، فعلى سبيل المثال قد تجد بأنك تتعرض للحرج عندما تكون لوحدك برفقة شخص غريب، أو عندما تكون بمكان مكتظ بالناس أو عندما يتم التطرق لموضوع معين. بعد ذلك قم بتحليل تلك الأسباب لمعرفة ما الذي جعلك تشعر هكذا، وتذكر بأن الحرج عبارة عن ردة فعل لعدم الشعور بالأمان في مسألة معينة، ولو تمكنت من تحديد هذه المسألة عندئذ ستتمكن من تجاوز حرجك.
- عزز شعورك بالأمن في مناطق الضعف لديك: بعد أن تحدد مناطق عدم شعورك بالأمن حاول أن تدعمها وتحسنها، فعلى سبيل المثال لو كنت تشعر بالحرج عندما يطلب منك المدير القيام بعمل ما على جهاز الكمبيوتر، في الوقت الذي تشعر فيه أنك لا تجيد استخدام الجهاز بشكل جيد، حاول معالجة هذا الأمر من خلال تقوية قدراتك على استخدام الكمبيوتر وتطويرها.
- ركز على قدراتك: يعمد الكثيرون منّا على التركيز على مواطن الضعف التي لديهم، الأمر الذي يجعلنا ننظر لأنفسنا باستمرار بنظرة ضعف، مما يؤدي إلى خوفنا من التعرض لأي موقف يمكن أن يسبب لنا الإحراج. لكن بدلا من هذا يجب علينا أن نبدأ بالتركيز على نقاط القوة التي نملكها.
 اسأل نفسك ما الذي تتقنه؟ ما الإنجازات التي تمكنت من تحقيقها؟ ما الأشياء التي حققتها وتشعرك بالفخر؟ خذ وقتك للإجابة عن هذه الأسئلة، وستندهش من الإجابات التي ستحصل عليها، عندما تجد بأن قدراتك تفوق ما كنت أنت تتوقعه. وتذكر بأن الجميع لديه نقاط ضعف، فلماذا نقاط الضعف لديك تشعرك بالحرج بينما نقاط ضعف الشخص المقابل لا تؤدي للنتيجة ذاتها؟
- فكر بموضوعية: يحجم الكثير من الناس عن القيام بعمل معين خوفا من آراء الآخرين نحوهم. فقد ترغب بالذهاب لعملك سيرا على الأقدام، لكنك تتراجع خوفا مما سيقوله لك زميلك بهذا الخصوص. الشيء المدهش في الموضوع هو أن مثل هذه الأفكار ليس لها وجود إلا في عقلك أنت، فالكثير من الناس لا يجدون الوقت للتفكير بأنفسهم، فكيف يمكنهم التفكير بغيرهم؟ لذا اعلم بأنك في كثير من الأحيان تكون المتسبب بإحراج نفسك جراء تدقيقك الزائد على تصرفاتك. وعندما تفكر بموضوعية وتعي هذا الأمر، ستجد بأنك أصبحت تتصرف بشكل طبيعي يظهر شخصيتك الحقيقية.
- قم بتوجيه الأسئلة: لعل هذه النصيحة تعد من أسهل الطرق وأنجحها للتعامل مع بعض المواقف التي تعرّض المرء للإحراج. فعلى سبيل المثال، قد يكون شعورك بالحرج ناتجا عن وجودك مع شخص لا تعرفه إلا منذ فترة قليلة، وترغب بأن تتحاور معه، لكنك لا تعرف ما الذي ستقوله، وهنا يمكنك البدء بتوجيه الأسئلة له مثل "ما رأيك بكذا؟" أو "هل سمعت بكذا؟" أو "حدثني عن نفسك أكثر". وبهذا الشكل تكون قد تخلصت من توترك خلال فترة إجابته عن أسئلتك، وفي الوقت نفسه تكون بدأت تتعود شيئا فشيئا على الأجواء، الأمر الذي سيعينك على تجاوز مشاعر الحرج التي تنتابك.



صحيفة الغد
Reactions

تعليقات