لا تزال مسألة خلع أضراس العقل موضع خلاف بين الأطباء, وقد يكون خلعها أمرا واردا في حالة حدوث بعض الأعراض، لكن أطباء الأسنان قد يقدمون على خلعها حتى إذا لم تكن سببا في أي مشكلات. ويعتقد هذا الفريق أنها قد تسفر عن مصاعب مستقبلية.
ويطلب بعض الناس من طبيب الاسنان خلع السليمة منها بمجرد حدوث ألم بسيط, معتقدين أيضا ان ذلك يجنبهم العديد من المشاكل التي قد تحدث في الفك.
يؤكد اختصاصي طب وجراحة الفم وزراعة الأسنان د.عمار رشيد أن أضراس العقل من اكثر الأسنان تعرضا للمشاكل, وقد تكون أحد الأسباب لاضطرابات وآلام الفك والأعصاب, أما اذا لم تسبب اي مشاكل فيفضل د.رشيد ابقاءها.
ويظهر ضرس العقل في سن متأخرة فلا تجد في اغلب الأحيان مكاناً بالفم, وبالتالي إما ان تظل مدفونة في عظام الفك كلية، أو تحاول البزوغ جزئياَ، فيظهر جزء منها بالفم والباقي مدفوناَ بعظام الفك.
ولأضراس العقل فوائد فهي تمنع تراكم الفضلات, وتضم جميع الأسنان وتغلق المسافات المفتوحة بين الأضراس. من جهة أخرى تلقى أطباء الأسنان في بريطانيا مؤخرا تحذيرا رسميا من عدم خلع أسنان العقل لمرضاهم إذا كانت في حالة سليمة، حتى لو رغب المريض في عكس ذلك.
وقد جاءت هذه النصيحة من جانب المعهد الوطني للجودة الصحية الذي يؤكد أن خلع أسنان العقل السليمة يعتبر أمرا لا طائل من ورائه، وأنه قد يعرض المرضى لأضرار في الأعصاب أو التلوث، والنزيف، وربما الموت في بعض الأحيان.
وينصح د. رشيد بخلع الأسنان المصابة فقط. وتبدأ مشكلة أسنان العقل إذا كان الفك ليس واسعا بدرجة كافية لاستيعابها، إذ قد تلتوي في هذه الحالة مسببة آلاما دائمة.
وتأتي مشاكل ضرس العقل, حسبما ذكر د.رشيد, إذا كان مدفوناً في عظام الفك السفلي, عندها يضغط على عصب الفك الراقد أسفله ويسبب آلاماً مبرحة تجعل المريض يصرخ صراخاً مستمراً من شدة تلك الآلام. وعندما لا يوجد هناك مساحة كافية لتبزغ كاملة, يعمل البزوغ الجزئي كمكان لتجمع الطعام واللويحة الجرثومية ويكون مكانا للاتهابات.
في بعض الاحيان تكون المسافة قليلة جدا حتى للبزوغ الجزئي, بحيث يظل منطمرا داخل عظم الفك, وتؤدي بعض وضعيات الانطمار الى اضعاف الفك السفلي او تكون بؤرة للالتهابات وامراض اللثة.
ويؤكد د. رشيد عدم وجود علاقة بين أضراس العقل, ونمو العقل او عدم نموه, لكن نسبت اليها التسمية لأن نمو هذه الاضراس تحدث في فترة ذهاب المراهقة وبداية مرحلة التعقل والرزانة.
ويعرف د.رشيد ضرس العقل بأنه الرحى الثالثة التي تبزغ في نهاية الفم, بين عمر 18 و25, وعدد اضراس العقل أربعة اثنان بالفك العلوي واثنان بالفك السفلي. وتكمن أبرز أسباب عدم ظهور ضرس العقل, حسبما ذكر د.رشيد, في اختفاء البرعم الخاص به منذ البداية, أو صغر حجم الفك بحيث لا يسمح لنمو أو ظهور ضرس العقل, أو قد ينمو ضرس العقل بصورة عرضية أو مائلة لا تسمح له بالظهور بالفك.
وعن الحالات التي تستدعي خلع ضرس العقل يقول د. رشيد: عند بروز أجزاء صغيرة من ضرس العقل على سطح اللثة, وحدوث فتحة على سطح اللثة حيث تتجمع فيها البكتيريا مسببة التهابات حادة. وايضا في حالة إتلاف الأسنان المجاورة لضرس العقل عندما لا يكون هناك متسع له على صف الأسنان, وعند وجود أمراض اللثة وتسوس الأسنان التي قد يتعرض لها ضرس العقل، والتي تؤدي بدورها إلى صعوبة تنظيفه مقارنة بغيره من الأسنان.
وفي حالة تشكل أكياس تحتوي على سائل أو تشكل أورام خطيرة على أو بجانب ضرس العقل المنغرز، مؤدية إلى تدمير عظام الفك المحيطة أو جذور الأسنان.
ويلجأ الطبيب إلى عملية جراحية لإزالة ضرس العقل المغمور كليا في العظم, ويتم قرار ابقاء أو إزالة ضرس العقل بعد مقارنة إيجابيات
وسلبيات عملية خلع ضرس العقل المغمور.
وفي حالة خلع ضرس العقل ينصح د.رشيد بتناول الأطعمة الطرية واحتساء السوائل, ووضع كمادات ثلج على الخد لتخفيف التورم.
ويراعى غسل الاسنان بالفرشاة بحذر في اليوم التالي للجراحة, ولإيقاف النزف يضغط المريض في حركة العض باستخدام قطعة شاش نظيفة.
ويوصي د.رشيد المريض بتعاطي الأدوية الموصوفة له, واتباع جميع التعليمات حرفيا, في حالة تفاقم النزف أو التورم أو استمرار الألم الشديد أو ارتفاع الحرارة.
وتشمل أعراض ظهور ضرس العقل تورم اللثة في آخر الفم, ورائحة الفم الكريهة, والتغير في مذاق الفم, والشعور بألم أو انزعاج عند فتح الفم أو عند المضغ أو العض, ويستمر الالم لعدة أيام, وبعدها يختفي الألم لعدة أسابيع أو أشهر قبل أن يرجع.
ويختم د.رشيد: تساهم زيارة طبيب الأسنان بانتظام في المساعدة على متابعة حالة الأسنان الصحية, وبعد أن يتم فحص الفم وأخذ صور الأشعة السينية اللازمة، يستطيع طبيب أسنانك أن يتحقق من بروز ضرس العقل في الوقت المناسب ومن ثم تحديد ما إذا سيتم خلعه حسب حالة الشخص.
ويفضل في بعض الحالات الابقاء على أضراس العقل تحسبا لفقدان اي أضراس ثابتة, اذ ربما يحتاج الطبيب للتعامل معها في حالة وضع التركيبات الاصطناعية الثابتة او المتحركة.
صحيفة الغد
تعليقات
إرسال تعليق