يطمئن الاختصاصي النفسي جاسر صلاح في موقع (gcmhp)الالكتروني الآباء بأن العناد ولا سيما غير المبالغ فيه يعد مرحلة طبيعية من مراحل النمو النفسي للطفل يساعده على اكتشافه لنفسه وإدراك ذاته كذات مستقلة عن الكبار, وله إرادة مثل إرادة الكبار, ويساعد على الاستقرار ومع مرور الزمن ومن خلال العلاقة السوية مع الوالدين يبدأ الطفل باكتساب العادات الاجتماعية السوية ويتعلم أسلوب الحوار والتفاهم والتعاون ويكتشف أن العناد والتحدي سلوك غير سوي لا يحقق من خلاله مطالبه - خصوصاً إذا كان الوالدان يتعاملان مع الطفل بشيء من المرونة والتفاهم مع الحزم المقرون بالعطف.
أما الآباء الذين يبالغون في الحزم والأمر والنهي, مثل حالة الطفل "زيد" فقد يزرعون في نفسه أسلوب العناد والتحدي لإثبات ذاته, وقد يلجأ الطفل إلى العناد والتصميم على فعل ما يعتزم فعله متشبهاً بأبيه أو أمه عندما يصممان على فعل ما يريدانه دون بيان الفائدة أو الأسباب أو عندما يأمرون أطفالهم بفعل شيء معين - حتى لو تعارض ذلك مع رغباتهم - دون محاولة منهم لإقناع الأطفال أو التحاور معهم, فإرغام الطفل على الطاعة ليس الطريق الوحيد لحل مشاكلنا مع الأطفال بل إن المرونة والأخذ والعطاء مع الأطفال في جو من الدفء العاطفي يحول بين الأطفال والعناد المرضي.
ومن الأمور التي لها أثرها السيئ وأبلغها خطراً في نفسية الطفل شعوره بأنه مكروه من والديه ومهمل في محيط أسرته لا يهتم به أحد فإذا ما شعر الطفل بقسوة والديه عليه أحس بالمذلة وفقد الثقة بنفسه وأحس بالضعف والنقص الذي يحاول أن يعوضه بالتمرد والعناد.
ومن هنا يجب على الآباء أن يعلموا تماماً أن شخصية الطفل تتأثر كثيراً بنوع المعاملة التي يلقاها من والديه وبجو الأسرة التي يعيش فيها وبالخبرات والانفعالات والعواطف التي يحس بها.
ومن أهم الأساليب التي تحيل عناد الأطفال إلى طاعة واستجابة لوالديه هي الحرص على إظهار الصداقة والحب والحنان له في كل المواقف التي تعترضه وكذلك الحرص على مقابلة انفعالاته وعناده بهدوء تام، وحينما يهدأ نحاول مناقشته فيما بدر منه وتوضيح الخطأ والصواب له ونحاول توجيهه للسلوك المقبول مع الاستجابة لمطالبه إن كانت معقولة ومقبولة وفي رفضنا لمطالبه علينا توضيح الأسباب بصراحة وتوفير البديل.
ويتوقف قبول الطفل لتوجيهات الوالدين بدرجة كبيرة على طبيعة العلاقة الموجودة بين والديه فإذا شعر الطفل أنه محبوب ومقبول أصبح من السهل تقبل توجيهات والديه أما إذا كانت العلاقة مع أحد الوالدين أو كلاهما مضطربة وغير سعيدة فإنه قد يتقبل توجيهاتهم بدافع الخوف وليس بدافع القناعة أو قد يثور ضدهما ويرفض بعناد وعصبية شديدة ما يطلب منه القيام به.
تعليقات
إرسال تعليق