تقع على عاتق الامهات في هذا العصر مسؤولية كبيرة، سواء من خلال تربية الأطفال أو المواءمة بين متطلبات المنزل والعمل، وهذه المسؤوليات تولد التوتر وفجأة نجد الأم تصب جام توترها على أطفالها فتجد نفسها تعامل الاصدقاء وزملاء العمل أفضل مما تعامل أطفالها، والحقيقة ان الأطفال ليس عليهم ان يتفهموا توتر الام ولا يمكنهم اصلاح المشاكل.
على الام أن تفكر للحظات ما الذي يوترها فقد تكون امضت وقتا وهي تنظف او تغسل او حتى تلعب لعبة الكاندي كراش أو كانت مضغوطة لتسليم تقرير للعمل، وعليها القيام بما وسعها حتى تتجنب افراغ هذا التوتر على أطفالها.
ولكن كيف يمكن للام ان تتحكم بعواطفها وتوترها امام أطفالها، وهذا سؤال تطرحه الام على نفسها ربما كلما تؤول الى الفراش فتشعر بالذنب لأنها صفعت طفلها او عاملته بطريقة مجحفة، والحل يكمن في خطوات على الام إدراكها واستيعابها وممارستها لكي يحيا الطفل في بيئة صحية،
أولى هذه الخطوات ان لا تعدد الأم المهام وتركز على أطفالها، فمن السهل ان تعتقد الام ان حل مشكلة تكدس الاعمال هو القيام بأكثر من شيء في آن واحد، والمرأة تفخر أنها تستطيع القيام بأكثر من مهمة في آن واحد على عكس الرجل، ولكن هذا الامر يجلب التوتر، فالام تعود من المنزل بعد يوم عمل شاق وتحاول الطبخ وتنظيف المنزل وطي الغسيل، ثم يأتي طفلها ذو الخمسة أعوام ويبدأ بالتحدث ويبدي رغبة في اللعب مع الام، والأم هنا تفرغ كل تعبها وتوترها على طفلها لانه بنظرها في تلك اللحظة يمنعها من القيام بالمهام الموكلة إليها، ولكن توقفي لحظة، الغسيل يمكنه الانتظار على الحبل والعشاء يمكن تأجيله، ولكن تلك اللحظات مع طفلك لا تنتظر فالطفل يكبر وهو يحتاج الام والاب في كل لحظة وهذا لن يزيد من توترك، على العكس سيجلب الفرحة والراحة والاهم يمنعك من الشعور بالذنب بعدما يخلد الطفل الى النوم.
على الام ان تنشئ روتينا في بيتها لكي يعرف كل فرد مهامه وبالتالي يخفف من التوتر بشكل عام، فالطفل عندما يعرف ان هنالك وقتا للعب ووقتا للنوم ووقتا للاستحمام تقل المجادلات بين الام والطفل ما يخفف الضغط على الأم. كما على الام ان لا تقارن نفسها بأمهات أخريات فهي ليس من واجبها ان تكون الأم الخارقة، فكل أم تعرف نقاط ضعفها ونقاط قوتها وعلى الام ان تحيط نفسها باناس يرفعون من معنوياتها ويقدمون الدعم لها.
ولعل أهم ما يمكن للأم القيام به هو ان تضع نفسها مكان طفلها، فأحيانا على الأم ان تنظر الى الأمور من منظور طفلها فهم لا يعنون مضايقة الام او اغضابها فهم صغار يتعلمون ولا يعرفون العالم الخارجي جيدا، لا يدركون لماذا عليهم الاسراع ولماذا تشعر الام بالاحباط فالعالم بسيط بالنسبة لهم واذا ادركنا هذه الحقيقة سنتوقف عن افراغ الغضب عليهم.
غالبا ما تنظر الام الى طفلها وكأنه شيء وليس انسانا، فعندما تشعر الام بتوتر تنظر الى الطفل كأنه الشيء الذي يمنعها من الانجاز في المنزل، ولكن هم اناس صغار لهم أفكارهم وأحلامهم لهم ايامهم الجيدة وايام سيئة مثلنا تماما، فالغسيل أو الكي أو المهام هي الاشياء التي تقف امام بقائنا مع أطفالنا وقضاء وقت معهم.
على الام أن تقلل من المهام عندما تكون مع أطفالها واذا كان المنزل مكدسا بالاشياء عليها التقليل منه، من أجل اراحة نفسها وتقليل المهام الموكلة إليها، واهم من هذا ان تجد وقتا لنفسها لتقوم بما تحب وهذا يضيف فرحا ويحسن من المزاج.
تعليقات
إرسال تعليق