حذّر أطباء من أن جرعة المدواخ الواحدة تحوي جرعة كبيرة جداً من النيكوتين تعادل 20 سيجارة.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن إقبال الأطفال والشباب على تدخين جرعات المدواخ هو أقصر طريق يقودهم لإدمان المواد المخدرة. ونبهوا الى خطورة تدخين جرعات المدواخ، لتأثيرها السيئ في الدماغ وتسببها في الإصابة بأمراض خطرة تتقدمها السرطان، والفشل الكلوي والكبدي.
وحذروا من أن تبغ المدواخ يسبب العجز الجنسي للشباب، ويؤثر في نمو الأطفال، ويهدد سلامة الرئة والإصابة بأمراض صدرية مزمنة.
أمراض نفسية
قال عضو في اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ، فضّل عدم ذكر اسمه، إن «تدخين المدواخ له أضرار نفسية شديدة، من بينها الإصابة بالاكتئاب، والقلق والتوتر المستمرين».
وأضاف أن مستشفيات في الدولة استقبلت حالات تعاني أمراضاً نفسية شديدة، وتبين أنها مدمنة للمدواخ، وهذه الحالات تعرضت لفشل دراسي، أو توقفت عن العمل بسسبب إدمان مادة الدوخة. وأكمل أن وزارة الصحة والجهات الصحية حذرت كثيراً من مخاطر التبغ، خصوصاً المدواخ، ونبهت إلى أن المستشفيات تستقبل عدداً كبيراً من المرضى المصابين بأمراض صدرية وقلبية وسرطانات نتيجة تدخين التبغ، ولاتزال معدلات التدخين مرتفعة.
وتفصيلاً، قال رئيس شعبة الأمراض الصدرية في جمعية الإمارات الطبية، الدكتور بسام محبوب، إن الدوخة تختلف عن غيرها من أنواع منتجات التبغ، لاحتوائها على نسبة نيكوتين عالية جداً، موضحاً أن متعاطي هذه المادة تظهر عليهم آثار الإدمان بشكل سريع، إذ استقبلت مستشفيات حالات لشباب يعانون تلون الشفاه واليدين، ما يدل على ارتفاع نسبة النيكوتين في الجسم لدرجة كبيرة.
وأضاف «خطورة الدوخة أنها تؤدي إلى دخول نسبة كبيرة جداً من النيكوتين في الجسم في وقت قليل، ما يسبب ارتباكاً شديداً لأعضاء الجسم، ويؤدي إلى خلل كبير في وظائفها»، متابعاً أن «دخول هذه الكمية من النيكوتين للجسم يؤدي إلى أضرار في الرئة تصل إلى حد التليف، وسرطان أو انتفاخ في هذا العضو الحساس».
ولفت محبوب إلى أن «تدخين الأطفال لهذه المادة الخطرة يعد أقصر طريق لإدمانهم المخدرات مستقبلاً، اذ يعتاد الجسم على جرعة النيكوتين التي يتلقاها فتصبح غير مؤثرة، ما يدفع الطفل أو الشاب إلى البحث عن مادة أقوى، ويجد ضالته في المواد المخدرة»، مضيفاً أن «المدخن في عمر صغير غالباً يصبح مدمن مخدرات في المستقبل».
وتابع «أجريت دراسات أخيرة في الدولة أثبتت أن نسبة التدخين بين الأطفال مرتفعة، ما يدعو إلى المطالبة بالتدخل لإنقاذ هؤلاء الصغار».
من جانبه، قال استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، الدكتور منصور أنور حبيب، إن دراسات حديثة أظهرت أن نسبة التبغ مرتفعة جداً في كل جرعة مدواخ، موضحاً أن نسبة التبغ في جرعة واحدة من بعض أنواع الدوخة القوية تعادل النسبة الموجودة في 20 سيجارة. وأضاف أن دراسات حديثة أظهرت أن كمية التبغ المرتفعة التي تدخل جسم مدخن الدوخة تقوده غالباً الى إدمان المخدرات، إذ يعتاد الجسم النسبة المرتفعة من النيكوتين، فيبحث عن مواد تحوي جرعات أكبر من المادة المخدرة.
وحذر حبيب من أن ظاهرة إقبال الأطفال على تدخين المدواخ تشكل خطراً كبيراً على صحتهم، إذ تسبب لهم الدوخة سلسلة طويلة من الأمراض الخطرة، أبرزها الإصابة بالأورام الخبيثة، خصوصاً سرطان الفم واللسان والرئة والحلق والمعدة.
وتابع «يصاب الطفل أو الشاب المدخن بالفشل الكلوي والكبدي، وتتضرر أعضاؤه الداخلية، إلى جانب تعطل عمل الرئة».
وأفاد بأن تدخين الطفل لهذا التبغ «يؤثر سلباً في وظيفة الرئة، ومحطة الأكسجين في الجسم، وبتعطلها يتأثر سلباً نمو جسم الطفل ويتأثر نمو الأعضاء الحيوية للجسم». وذكر أن «هذه الأمراض الخطرة التي يسببها تدخين المدواخ تقود إلى الموت السريع». وشدد حبيب على أن تدخين المدواخ يسبب أيضاً «عجزاً في القوة الجنسية للشاب، ويؤثر أيضاً في جودة الحيوانات المنوية، ما يسبب الإصابة بالعقم، أو إنجاب أطفال مشوهين».
تعليقات
إرسال تعليق