ونظرا لاحتياج الأبناء للاستقرار بسبب ظروف الدراسة والارتباط بمكان المعيشة وغيرها، قد لا يجد الوالدان أمامهما حلا إلا ترك باب الاختيار مفتوحا أمام الأبناء ليعيش كل منهم مع أحد الوالدين بشكل دائم.
إذا وجدت نفسك في مثل هذا الموقف، فأنت ولا شك في وضع لا تحسد عليه أنت وإخوتك، فبغض النظر عن مشاكل الارتباط البدهية بالمكان الذي ولدت وتربيت فيه، وبأصدقائك وزملائك ومدرستك، المشكلة الأكبر ستكون في احتمالية اضطرارك للافتراق عن أحد إخوتك أنفسهم، فقد تختار أنت العيش مع الأم، بينما يختار شقيقك أو شقيقتك العيش مع والدك أو العكس!
الأمر مؤسف بكل المقاييس، وقد يجد معظم الكبار أنفسهم عاجزين عن التعامل معه بالشكل الصحيح، فكيف الحال بأبناء أكبرهم في سن المراهقة؟!! لكن إذا كان لا مفر من خوض تلك التجربة الصعبة، فلا بد من محاولة التخفيف من آثارها المدمرة قدر الإمكان، والسير في خطوات محددة من أجل اتخاذ القرار الأقل ضررا:
مناقشة الأمر مع الوالدين
قد يعجبك ايضا
حاول الوصول إلى حل وسط
استخدم كل قدراتك في الإقناع حتى توصل لوالديك أن اقتسام الأبناء بينهما أمر مستحيل ولا يمت للمنطق بأي صلة، لكن من الممكن الوصول دائما لحلول وسط، كأن يقضي الأبناء أيام الأسبوع خلال العام الدراسي مع الأم مثلا، على أن يكون يوما نهاية الأسبوع مخصصين للإقامة مع الأب، وكذلك فترة الإجازة الصيفية، وبهذا يكون هناك عدل في توزيع وجود الأبناء مع كلا الوالدين دون أن يضطر الإخوة والأخوات للانفصال والحياة بعيدا عن بعضهم البعض. هذا حل معقول جدا، وببعض الحوار العقلاني، قد يمكنك بسهولة إقناع والديك به.
اعتمد على أصدقائك المقربين
في مثل هذا الموقف الصعب، لا تنعزل ولا تبتعد عن أصدقائك المقربين، ولا تخجل منهم. لا تخبر العالم كله بالطبع، لكن اختر شخصين مثلا على الأكثر من الأصدقاء المقربين، وبح لهم بمشكلتك واستمع لنصائحهم وآرائهم، فقد يمكنهم مساعدتك لأنهم يروا المشكلة من مركز المراقب، وليس مركز الطرف في الأمر. وحتى إذا لم يمكنهم إفادتك برأي ما يساعد في حل المشكلة، فيكفي بوحك لهم بما يثقل صدرك، ويكفي دعمهم لك ومساندتهم في أزمتك لتشعري أنك أفضل حالا.
كن قويا
آخر ما يمكننا أن ننصحك به أن تتحلي بالقوة والتماسك، خاصة أمام إخوتك الأصغر سنا، وتأكد أن أي محنة صعبة تمر بها في حياتك، ستمر في النهاية، وستجد نفسك بعدها أقوى وأكثر قدرة على مواجهة مصاعب الحياة وتحدياتها.
تعليقات
إرسال تعليق