تتعدد الوظائف التي يؤديها الكبد، فهي تتضمن معالجة معظم المواد الغذائية التي تقوم الأمعاء بامتصاصها، وإزالة الأدوية والكحول وغيرها من المواد الضارة الأخرى من الدورة الدموية، وصناعة العصارة الصفراء-وهي السائل الأخضر الذي تخزنه المرارة والذي يساعد على هضم الدهون-ويقوم الكبد أيضا بإنتاج الكوليسترول وعوامل تخثر الدم وبروتينات معينة أخرى.
وللكبد أيضا قدرة رائعة على التجدد، فهو قادر على شفاء نفسه بنفسه عن طريق استبداله أو ترميمه لخلاياه التي تصاب بالأذى. كما وأن خلاياه السليمة تقوم بتولي أمر وظائف الخلايا المصابة إما لغاية أن تترمم تلك الخلايا المصابة أو لأجل غير مسمى.
إلا أن الكبد-ومع كل ما يمتلكه من قدرات-عرضة إلى الإصابة بأمراض عديدة، من ضمنها التهاب الكبد الوبائي من نوع(أ) ((Hepatitis A وغيره.
هذا ما أشار إليه موقع www.MayoClinic.com.
وقد عرف الموقع هذا الالتهاب بأنه التهاب فيروسي معدٍ بدرجة عالية.
وعلى الرغم من أن بعض المصابين بهذا الالتهاب قد لا يظهر عليهم أي علامة أو عرض له أبدا، إلا أن آخرين قد يعتقدون بأنهم مصابون بأنفلونزا شديدة أوبالأنفلونزا المعوية-أي التهاب المعدة والأمعاء-بسبب ما له من أعراض-حسب ما ذكر نفس الموقع- الذي أضاف أن الأطفال الصغار هم أكثر ميلا للإصابة بحالات بسيطة من المرض، أما الأطفال الأكبر سنا والبالغون فهم أكثر ميلا للإصابة بحالات أكثر شدة.
وقد ذكر الموقع أن العلامات والأعراض عادة ما تظهر فجأة. وهي تتضمن ما يلي:
اصفرار الجلد وبياض العينين(وهي حالة تسمى باليرقان أو الصفار).
البول ذا اللون الغامق.
الشعور بالإرهاق.
الغثيان والقيء.
الشعور بالألم أو عدم الراحة في البطن، خصوصا في منطقة الكبد.
فقدان الشهية.
الحكة.
ألما في العضلات.
ارتفاعا طفيفا في درجة الحرارة.
وبشكل عام، فمعدل فترة حضانة الفيروس، أي الفترة التي يقضيها الفيروس في الجسم قبل ظهور علامات أو أعراض للالتهاب، قد تصل إلى شهر كامل. أما عن الشفاء، فقد يشفى الكبد تماما خلال شهر إلى شهرين إلا أن كبار السن والمصابين بأمراض معينة، من ضمنها السكري وفقر الدم، قد يحتاجون لفترات أطول للشفاء، كما وأنهم أيضا عرضة لأن تكون أعراضهم أكثر شدة من الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، فهم عرضة للإصابة بحالة نادرة تسمى التهاب الكبد المصلي(fulminant hepatitis)، والتي قد تؤدي إلى فشل كبدي وتشكل خطرا على الحياة. أما عن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها، فهم يتضمنون المصابين بمرض كبدي مزمن أو تعرضوا لنقل للكبد.
ويذكر أن معظم المصابين بالتهاب الكبد الوبائي من نوع(أ) يشفون تماما منه دون بقاء أذى دائم على الكبد. بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يتطور إلى التهاب مزمن أو تشمع كبدي. ولكنه، وعلى الرغم من ذلك، قد يسبب في بعض الأحيان تأثيرات على قدرة الكبد على أداء وظائفه.
هذا ما أوضحه الموقع. وقد أشار موقع www.vaccineinformation.org إلى أن هذا الالتهاب لا يمكن الإصابة به لأكثر من مرة واحدة، حيث إن أجساما مضادة له تنتج بمجرد الشفاء منه لتعطي الشخص وقاية لمدى الحياة.
أما عن انتقاله، فقد أوضح الموقع الأخير أن أكثر الأوقات التي يكون فيها الشخص معديا في الأسبوعين الأخيرين من فترة الحضانة. ويستمر خطر انتقال الالتهاب مع مرور الوقت، ويبقى لغاية انقضاء الأسبوع الأول من بداية ظهور الأعراض. ومن الجدير بالذكر أن الرضع أكثر قدرة على الاستمرار في نقل الفيروس لمدة أطول.
وقد أوضح موقعwww.MayoClinic.com أن المصاب قادر على نقل المرض حتى ولو لم يكن يعاني من أي عرض.
أما عن طرق انتقاله فهي تتضمن ما يلي:
حمل المصاب لطعام الآخرين أو تحضيره قبل غسل يديه جيدا، خصوصا بعد؛ استخدام الحمام.
شرب ماء ملوث.
مشاركة شخص مصاب باستخدام نفس الإبرة.
وفي حالات نادرة، عن طريق نقل الدم.
وهناك عوامل أخرى تساعد على انتقال الالتهاب، من ضمنها ما يلي:
السفر إلى مناطق تحتوي على معدلات عالية من المرض.
الإدمان على مواد محقونة أو غير محقونة.
العمل في مختبرات أو مراكز للأبحاث.
أن يكون الشخص مصابا بنزف الدم الوراثي(الهيموفيليا).
استخدام عامل تخثر مركز بسبب حالة مرضية أخرى.
وللوقاية من العدوى، فقد نصح نفس الموقع بما يلي:
ضرورة اتباع خطوات السلامة للمسافرين لمناطق من العالم ينتشر فيها الالتهاب. ومن ضمن هذه الخطوات تقشير وغسل كل الفاكهة والخضراوات الطازجة قبل تناولها، وتجنب اللحوم والأسماك غير المطبوخة تماما، والحرص على عدم شرب الماء إلا بعد غليه لمدة كافية واستخدام هذا الماء أيضا لتنظيف الأسنان، وتجنب العصائر التي تحتوي على الماء إما سائلا أو كمكعبات ثلجية.
اتباع السلوكات الصحية، فعلى سبيل المثال، غسل اليدين باستمرار- خصوصا بعد استخدام الحمام- يقي من العديد من الأمراض، من ضمنها هذا النوع من الالتهاب.
الحصول على immune globulin، وهو عبارة عن مستحضر من الأجسام المضادة. ويقوم هذا المستحضر بإعطاء وقاية لمدة تصل إلى 3 أشهر، أما الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة فهم ينصحون بتعاطي مطعوم ضد هذا الالتهاب. ومن الجدير بالذكر أن مدة الوقاية التي يمنحها المطعوم تصل إلى20 عاما.
أما المصابون بالالتهاب، فعليهم باتخاذ العديد من الخطوات لوقاية من حولهم من العدوى. ومن ضمن تلك الخطوات، كما أوضح الموقع، ما يلي:
القيام بغسل اليدين جيدا-خصوصا بعد استخدام الحمام- بفركهما بقوة لمدة 10 ثوانٍ على الأقل ثم شطفهما جيدا ثم تجفيفهما بمنديل ورقي والتخلص منه على الفور.
استخدام أواني وأدوات مطبخ نظيفة، تخصيص أوانٍ وأدوات لا يستخدمها أحد غيره.
عدم تحضير طعام لأحد.
أما عن علاج هذا الالتهاب، فقد ذكر موقعا
www.MayoClinic.com و www.vaccineinformation.org أنه لا يوجد هناك علاج أو دواء شاف منه، إلا أن المريض عادة ما ينصح بالراحة في الفراش والحصول على الغذاء والسوائل بكميات كافية ومناسبة، بالإضافة إلى استخدام دواء خافض للحرارة بعد استشارة الطبيب. وقد ذكر موقع www.MayoClinic.com أنه إذا كان الغثيان من ضمن أعراض المريض، فهو ينصح بتناول وجبات صغيرة وخفيفة خلال اليوم بدلا من ثلاث وجبات كبيرة. وينصح المريض أيضا بتناول الأطعمة سهلة الهضم، من ضمنها الشوربات والخبز المحمص. حيث إن المصابين قد يجدون أنفسهم أكثر تقبلا لها من الأطعمة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فقد يجد المريض نفسه أقدر على تحمل تناول الطعام في الصباح مما هو عليه في المساء.
أما من يكتسب التهاب الكبد المصلي فقد يستلزم إدخاله إلى المستشفى، حيث إنه يحتاج إلى المراقبة الطبية، كما أنه قد يحتاج إلى علاج إضافي للسيطرة على مضاعفات المرض، والتي تتضمن النزيف. وقد يحتاج بعض المصابين بهذه الحالة إلى نقل كبد.
ومن الجدير بالذكر أنه على المصاب بالتهاب الكبد الوبائي من نوع (أ) أن يعلم طبيبه بأي دواء يستخدمه- سواء أكان من الأدوية التي تباع دون وصفة طبية أو بها أو يقع ضمن العلاجات البديلة أو غير ذلك- حيث إن بعضها قد يكون له تأثير سلبي على الالتهاب، الأمر الذي يدعو الطبيب أن يقوم بإيقافه.
وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أنه وحسب ما ذكر موقع www.vaccineinformation.org يعتبر التهاب الكبد الوبائي من نوع (أ) واسع الانتشار عالميا. ويشيع انتشاره في مناطق معينة، من ضمنها أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ومنطقة الكاريبي. وهذا يعني أن على الشخص أخذ حذره عند وجوده في تلك الأماكن.
صحيفة الغد
تعليقات
إرسال تعليق