يقوم الكبد بتخليص الجسم من السموم، وهو أمر مهم جدا لصحة الإنسان. أما إذا أصيب الإنسان بالتهاب الكبد الوبائي من النوع "ج" فيتعرض الكبد لمخاطر كبيرة.
ويصيب فيروس التهاب الكبد الوبائي "ج" حاليا 150 مليون شخص. ولم يتوصل الأطباء بعد إلى لقاح مضاد لهذا المرض كما هو حال التهاب الكبد الفيروسي من النوع "ب".
ويمتلك الكبد قدرة كبيرة على التعافي من الإصابات التي تلحق به خلافا لأعضاء الجسم الأخرى، لكن الالتهابات المزمنة تترك أثرا عندما تصيبه. ويمكن أن يتطور الالتهاب في أسوأ الأحوال إلى تشمع خلايا الكبد، إذ تتعرض خلايا الكبد للتلف ويتوقف عن أداء وظائفه الأساسية كالتخلص من السموم في الجسم.
وعندما يصل الكبد إلى هذه الحالة تنتقل السموم إلى عموم الجسم عبر الدم، وحتى المواد الغذائية التي يتناولها المرء لا ينتفع منها الجسم بشكل صحيح. وفي النهاية يتوقف الكبد بشكل كامل عن العمل ليضطر المصاب إلى عملية زراعة كبد.
طرق الانتقال
وينتقل هذا المرض الخطير من الشخص المصاب إلى السليم بشكل مباشر عن طريق الجروح أو عن طريق نقل الدم. وقبل العام 1988 لم يكن مرض فيروس الكبد "ج" معروفا. ويشرح مدير اللجنة الألمانية الدائمة للتلقيح في برلين يان لا يدل أنه في السابق كانت عمليات نقل الدم من شخص إلى آخر السبب الرئيسي في نقل العدوى، لأن الأطباء حينها لم تكن لديهم إمكانية لفحص الدم عند الأشخاص مباشرة أو الدم المُتبرع به.
وفي ألمانيا مثلا يلزم القانون المصابين بمرض فيروس الكبد "ج" الإبلاغ عن مرضهم، كما يجب على الطبيب المشرف على علاج المريض الإبلاغ عن حالة المريض وحالات الوفاة بسبب ذلك المرض لدى السلطات الصحية المختصة. كما أن المختبرات التي تجري التحاليل على الدم يلزمها إبلاغ الجهات المعنية في حال اكتشافها لفيروس الكبد "ج" إذا لم يكن الشخص المعني قد سُجّل أنه حامل للفيروس.
وصنفت منظمة الصحة العالمية العام 2010 مرض التهاب الكبد الوبائي "ج" على أنه مشكلة صحية كبيرة في العالم، ووضعته في نفس درجة أمراض الإيدز والسل والملاريا. وحسب تقديرات المنظمة الأممية يقدر عدد المصابين في العالم بفيروس الكبد "ج" بـ 150 مليون شخص.
وفي الغالب يعاني المصابون من الإرهاق الحاد، كما يشعر المصاب في بعض الأحيان بآلام في المفاصل أو بضعف مردوديته وإنتاجه. لكن هذه الأعراض لا تقتصر على مرض فيروس الكبد "ج" بل تشمل أمراضا أخرى. إذ لا توجد مؤشرات مبكرة للمرض وعدد قليل فقط من المرضى يشعرون بآلام حادة.
ولذلك فإن العديد من المصابين يفاجؤون عندما يتم إخبارهم بأنهم مصابون بالمرض، فاكتشاف مرض فيروس الكبد "ج" يتم في الغالب بمحض الصدفة.
وإلى جانب نقل الدم من شخص لآخر، فإن استعمال الآلات الجراحية غير المعقمة بشكل جيد كان أبرز أسباب الإصابة بالمرض في السابق. وفي الوقت الراهن تغير الوضع مقارنة مع ما كان عليه، إذ يوضح لايدل أن أسباب انتقال العدوى في الوقت الحالي هي استعمال حقن المخدرات بشكل جماعي. كما يمكن أن ينتقل المرض عبر ممارسة الجنس.
مرضى لا يعلمون
ويشير الطبيب المختص في الكبد شتيفان فاندال إلى أن العديد ممن يحملون فيروس الكبد "ج" لا يعرفون أنهم مصابون به لغياب الآلام في الكبد، وهذا هو سر انتشار المرض، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بأكبر عضو ممتلئ في الجهاز الهضمي ويزن حوالي 1500 غرام. وعندما يتعرض 60 % أو 70 % منه للتلف فإن عمله يصبح محدودا، وكلما كان التشخيص مبكرا أمكنت الحيلولة دون تحول الفيروس إلى مرض مزمن.
ويضيف الطبيب شتيفان فاندال أن المرض يمكن علاجه، إذ حتى لو تعرض الكبد للتلف بسبب فيروس الكبد "ج" فإن المرء يلزمه علاجه لأن الكبد يمكن أن يتعافى بشكل كبير أحيانا حتى ولو تعرضت خلايا الكبد للتدمير.
وغالبا ما يتم علاج مرض فيروس الكبد "ج" بالحقن بمزيج من بروتينات الإنترفيرون وريبافيرين التي تحد من تكاثر الفيروس. ويتم إنتاج بروتينات الإنترفيرون عن طريق التكنولوجيا الحيوية على شكل حقن.
وحتى اليوم لا يوجد لقاح للحماية من الإصابة بهذا المرض، ويستبعد الخبراء التوصل إلى تطوير مادة تساعد على ذلك في المستقبل القريب. لكن فاندال واثق من تطور طرق العلاج في المستقبل، فقبل عشرين عاما كان الأطباء ينجحون في علاج شخص مصاب من أصل عشرة، أما اليوم فهم ينجحون في علاج سبعة من أصل عشرة مرضى، أما بعد ثماني سنوات فيؤكد فاندال أنهم سيتمكنون من علاج تسعة من أصل عشرة. - (الجزيرة.نت)
تعليقات
إرسال تعليق