المعدة عضو حساس بدرجة عالية، يتأثر بكثير من الأمور أثناء الليل والنهار, واذا لم يحسن الشخص التعامل مع معدته, سيتسبب ذلك في العديد من الأعراض المزعجة أبرزها حرقة المعدة(الحموضة) .
يعالج كثير من الناس حرقة المعدة باستخدام أدوية متوفرة في الصيدليات، وقد تساعد هذه الأدوية على تخفيف المشكلة على المدى القريب، خصوصا إذا كانت الأعراض خفيفة وغير متكررة, لكنها غير كافية إذا كانت الأعراض شديدة.
تؤكد اختصاصية الجهاز الهضمي د.إسلام شنك بأن حموضة المعدة تحدث عندما يختل التوازن بين انتاج الحمض الهاضم للبروتينات, وبين الغشاء المبطن لجدار المعدة. ينتج عن ذلك ضعف الطبقة المبطنة للمعدة مما يسهل للحمض اختراقها والوصول الى نسيج المعدة, وهذا يؤدي الى الإحساس بالألم والشعور بالحرقان.
يشعر المريض المصاب بحرقة المعدة بحرقان في المنطقة السفلية من الصدر أو بالمريء، حسبما ذكرت د. شنك, وانتفاخ وشعور بالتخمة, وقد يشعر بأعراض أخرى أهمها مرارة في الطعم، أو صعوبة في البلع، أو تغيير في نبرة الصوت، أو آلام في الصدر شبيهة بآلام الذبحة الصدرية، أو التهابات متكررة في الحنجرة والقصبات الهوائية.
وتبين د.شنك وجود عوامل تساعد على حدوث حموضة المعدة أبرزها: الإكثار من التوابل, والتدخين، والإكثار من الدهون والمشروبات الغازية, وحوامض الفواكه, وتناول الأدوية عشوائيا دون استشارة الطبيب, وشرب الكحول، فضلا عن التوتر والقلق.
وقد يكون سبب الاصابة بالحرقة جرثومة تستوطن جدار المعدة, وتساعد على إضعاف الطبقة الواقية, وتأتي العوامل المهيئة لتساعد على ظهور الاعراض بشكل بارز.
وتنصح د. شنك بتجنب الأكل قبل النوم بمدة لا تقل عن 2-3 ساعات, وإذا كان لا بد فيجب عدم ملء المعدة, وتجنب التدخين حيث أن النيكوتين يهيج غشاء المعدة لإفراز حموضة عالية، كما أن نفس المادة تقوم بارتخاء الصمام السفلي للمريء والذي ينتج عنه ارتجاع في الحموضة.
وتوصي د. شنك بعدم شرب الماء أو السوائل بعد الأكل من نصف ساعة إلى ساعتين, وتجنب بعض المأكولات التي ينتج عن تناولها حرقة مثل الكاكاو، والشاي، والقهوة، والبهارات، والنعناع، والأكلات الدهنية، وعصير البرتقال والليمون، والمشروبات الكحولية .
وتضيف:ينبغي اختيار الأطعمة الصحية الناضجة والطازجة، وتناولها بأجزاء صغيرة، ومضغها جيداً حتى تتفتت قطعاً صغيرة متمازجة باللعاب، مع مراعاة التأني في الأكل بين كل لقمة والتي تليها, وعدم خلط الأنواع بشكل يصعب على المعدة تهيئة أماكن لها, والحذر من تناول المكسرات بكثرة فهي مليئة بالدهون وقد تزيد الحموضة عند بعض الناس.
من جهة ثانية أكدت الأبحاث الحديثة أن الإبر الصينية يمكن أن تخفف من حرقة المعدة لأنها تساعد على الاسترخاء, وأوضح فريق من الباحثين الأستراليين أنهم وجدوا من خلال الدراسة التي أجريت على عدد من المتطوعين المصابين بحرقة المعدة أن التنبيه الكهربائي للوخز بالإبر في المعصم قد خفف من عدد مرات ارتخاء العضلات العاصرة في المنطقة من المريء للمعدة.
ويسمح الإسترخاء المؤقت في العضلات العاصرة للحامض المعدي أن يرتد إلى المريء مرة أخرى, وهذا الارتخاء في العضلات يعد أساس ميكانيكة الشعور بالحموضة، والتي تحدث عادة عندما يرتد الحامض من المعدة إلى المريء .
وتعتبر د.شنك العلاج بالعسل مناسبا للتخفيف من الآلام والحرقان والميل إلى القيء, وقد يؤخذ العسل مع قشر الرمان المجفف المطحون خصوصا في الصباح, فالعسل مع قشر الرمان مادة دابغة لجدار المعدة الداخلي ويساعد على سرعة شفاء التقرحات.
وتشير د. شنك الى ان أفضل طريقة لتناول العسل لعلاج الحموضة تكون بأخذ ملعقة كبيرة من العسل الطبيعي صباحا قبل الإفطار بساعة على الأقل, وملعقة أخرى مماثلة قبل النوم، ومع الوجبة الرئيسية ملعقة كبيرة, وهذه مهمة نظرا لمعادلة العسل للأحماض والأنزيمات التي تفرز في المعدة لهضم الطعام، فيقلل العسل من ضررها على جدار المعدة والجهاز الهضمي عامة .
وتنبه د. شنك إلى ضرورة مراجعة الطبيب لأن حموضة المعدة قد تسبب على المدى البعيد بتقرحات في نهاية المريء, مشيرة إلى انه ينتج عن ضعف العضلة بين المريء والمعدة تسرب إفرازات المعدة (المواد الحامضة) والتي من شأنها أن تسبب التهابات وتقرحا وجروحا ونزيفا في نهاية المريء .
وإذا كانت الأعراض مستمرة أو يصاحبها ألم أو قيء أو حموضة وما شابه فعلى المريض مراجعة الطبيب في العيادة, ومن الممكن تناول بعض الأدوية الخافضة للحموضة لكن باستشارة الطبيب.
وتختتم: المعدة لها نظام في تقبل الأكل، والإنسان عليه أن يتعايش معه، فعلى المصاب محاولة التقليل من الدسم والشحوم الحيوانية وتجنب أي شيء سبق أن سبب له تلبكاً أو تخمة كالحمضيات أو الفلفل أو البهارات، فهذه الأمور ربما تزعج البعض, والبعض الآخر لا تزعجه.
صحيفة الغد
تعليقات
إرسال تعليق