مثلما تشكل عادات المرء حياته اليومية بحيث يكون إنسانا ناجحا في حال كانت عاداته إيجابية ويكون العكس في حال كانت عادات سلبية، فإن أنماط التفكير التي ينتهجها المرء تؤثر على حياته أيضا.أنماط التفكير تلك، وفي حال كانت سلبية فإنها تكون مدمرة لحياة المرء وتشكل عائقا يصعب عليه تجاوزه، حسبما ذكر موقع "Addicted2Success".
ولكن، ومن حسن الحظ، فإن تلك الأنماط يمكن إعادة تشكيلها بحيث تعمل في صالح المرء وليس ضد مصلحته. فيما يلي سنستعرض عددا من أكثر أنماط التفكير السلبية وكيفية إعادة تشكيلها من جديد:
- البحث عن المشاكل بالرغم من عدم وجودها: يعاني البعض من مشكلة البحث الدؤوب عن المشاكل. فتجدهم لا يرون في أي موقف يمر بهم سوى مشكلة أو سبب لإنشاء مشكلة على الرغم من أن تلك المواقف لو عرضت على غيرهم لن يجدوا الشعور نفسه تجاهها. ولمواجهة هذا النمط من التفكير ينبغي على المرء أن يسأل نفسه "ما الذي يهمني إن حدث هذا بالفعل؟" فغالبا ما سيلحظ المرء أن المشكلة التي يتوقع حدوثها لن تكون بالشدة التي تستحق أن تستحوذ على تفكيره على المدى البعيد. وحتى لو كان المرء يرى في نفسه القدرة على إيجاد الحلول المناسبة فإن بعض العقبات الصغيرة غالبا ما تحل نفسها بنفسها بمرور الوقت وبالتالي أيضا لا يجب الاستغراق بالتفكير بها.
- توقع النتائج دون وجود دلائل عليها: قد لا يبدو أن هذا النمط من التفكير مؤذيا ولكنه في بعض الحالات يكون مدمرا أيضا. فعندما يعتاد المرء على استباق الأحداث بتوقع نتائج سلبية لحدث معين يمر به دون أن يمتلك دليلا منطقيا على حدوث تلك النتيجة فإنه يعرض نظرته للحياة بأكملها لأن تكون نظرة محدودة تعيق تقدمه في أي مجال من مجالات حياته، نظرا لكونه سيقنع نفسه بأنه يفهم العالم بشكل صحيح لدرجة تتيح له الوصول للنتائج قبل حدوثها. هذا النمط من التفكير يغلق الباب في وجه أي تقدم في الحياة لذا يجب على المرء أن يتعود بأن يفكر مليا بالنتائج التي وصل لها ويراجع الأسباب التي أوصلته لها قبل أن يعتبرها حقيقة واقعة.
- رؤية الحياة إما باللون الأبيض أو الأسود: الفوضى تعتبر جزء من الحياة، فالقوانين لا تطبق دائما، لذا فإن اعتبار رؤيتك لموقف معين سليمة ليس بالضرورة أن تكون مواقف الآخرين خاطئة، فالحياة ليست باللونين الأبيض والأسود، فهناك العديد من الألوان بل إن لكل لون العديد من التدرجات، وبالتالي فإن نمط تقييد المرء لنظرته للحياة سيعيق تقدمه في شتى مجالاتها. لذا عندما يجد المرء نفسه ينظر لموقف معين بطريقة جامدة "إما أبيض أو أسود" فيجب عليه أن يفكر بحقيقة أن لكل قاعدة استثناء وعندما يجد الاستثناء للموقف الذي يمر به سيتمكن بمرور الوقت من أن يتقبل أن ينظر للأمور من زوايا متعددة.
- استهلاك الوقت باختراع الأعذار: تمر بالمرء مراحل يكون خلالها يدرك جيدا ما الذي يريده والذي يمكن أن يسعده وبالتالي يغير حياته رأسا على عقب للأفض، ولكنه وعلى الرغم من علمه ذاك إلا أنه يحصر نفسه بمكانه معتمدا على الأعذار التي يتقن اختراعها. الأعذار تتميز بأنها تبقي المرء متجمدا مكانه، الأمر الذي لن يوصله لتحقيق أهدافه. لتجاوز هذا الأمر يجب على المرء أن يعي أن الوقت الذي يمضي به لن يعود، لذا يجب أن يسعى خلف هدفه دون النظر للأعذار التي قد لا تكون سوى أسباب وهمية لمنعه من التقدم.
- الغيرة من نجاحات الآخرين: على الرغم من أن هناك جوانب إيجابية للغيرة كتحفيز المرء على التقدم ولو من باب المنافسة إلا أن معظم أنواع الغيرة تعد كشرارة النار الذي يمكن أن تحرق حياة المرء بأكملها. لذا فبدلا من التدقيق بنجاحات الآخرين ومقارنة المرء نفسه بهم يجب عليه أن يفكر بنفسه فقط وينظر للتقدم الذي حققه منذ خمس سنوات إلى الآن مثلا ويحاول أن يزيد هذا التقدم ويجعل المنافسة ذاتية بينه وبين نفسه.
- التفكير الزائد: في حال كان المرء يعاني من التفكير الزائد عن الحد فإن تفكيره هذا غالبا ما سيقوده للعثور على كل السلبيات التي تمر حوله. لذا يجب على المرء أن يتعود على التركيز بحاضره وأن يعمل على امتلاك أفكاره بدلا من تركها تسيطر عليه.
صحيفة الغد
تعليقات
إرسال تعليق