المرض الاجتماعي والمرض النفسي والفرق بينهما العديد من علماء النفس يستخدمون المصطلح سوسيوباثي (مرض اجتماعي) وسايكوباثي (مرض نفسي) بشكل مترادف, ولا يوافق باحثون رواد في علم النفس على كيفية وجود فروقات معنوية بين الحالتين. هذا المقال يوضح الفروقات الرئيسية بين الحالتين.
حسب الدليل التشخيصي الامريكي الخامس تصنف كلتا الحالتين ضمن اضطرابات الشخصية المضادة للمجتمع (انتي سوشيل) وتشترك الحالتين بالعديد من الخصال السلوكية التي تقود الى الخلط بينهما, ومن المشتركات بين الحالتين:
تقليل احترام القوانين والتقاليد الاجتماعية.
تقليل احترام حقوق الاخرين.
الفشل بالشعور بالندم او الشعور بالذنب.
الميل لاظهار سلوك عنيف.
وبالاضافة الى المشتركات فإن لكل من المرضى النفسيين والمرضى الاجتماعيين خصائصهما الفريدة.
يميل المرضى الاجتماعيون الى ان يكونوا اكثر عصبية ويسهل انفعالهم. انهم متقلبون الى الانفجار في المشاعر, مثل حالات الغضب كما انهم غالبا ما يكونوا غير متعلمين ويعيشون في هامش المجتمع (ليسوا بمكانة عالية اجتماعيا وليسوا معروفين), كما انهم غير قادرين على الاستمرار بعمل او مكان معين فترة طويلة. انه صعب لكنه ليس مستحيل للمرضى الاجتماعيين ان يكونوا العلاقات مع الاخرين. والعديد من المرضى الاجتماعيين قادرين على تكوين علاقات مع افراد معينين او داخل مجموعة معينة فقط, كما انهم ليس لديهم اي اعتبارات للمجتمع وقواعده. وهم بأعين الاخرين مشوشون جدا. واي جريمة ترتكب من قبل المرضى الاجتماعيين تحدث بالمصادفة وليس عبر تخطيط مسبق.
المرضى النفسيون, غير قادرون على انشاء علاقات عاطفية او الشعور بعاطفة حقيقية مع الاخرين, على الرغم من ان لهم شخصيات جذابة وساحرة. المرضى النفسيون متلاعبون جدا ويمكنهم ان ينالوا ثقة الناس بسهولة. حيث انهم يستطيعون ان يمثلوا المشاعر, ورغم عدم قدرتهم على الشعور بها, غير انها تبدو طبيعية للاشخاص غير الشكوكين. المرضى النفسيون يميلون ان يكونوا متعلمين ويحصلون على اعمال ثابتة. وبعضهم يمتلكون عوائلا وعلاقات طويلة الامد بفعل تلاعبهم وتصنعهم. وعندما يقترف المرضى النفسيون جريمة فإنهم يخططون جيدا لكل التفاصيل مقدما وحتى انهم يعدون خططا بديلة للطوارئ. وبخلاف المرضى الاجتماعيون فإن المرضى النفسيون يبقون هادئين وباردي المشاعر ودقيقين.
سبب المرض النفسي ايضا يختلف عن سبب المرض الاجتماعي (1). حيث ان سبب المرض النفسي هو الطبيعة (الجينات) بينما يكون المرض الاجتماعي نتيجة لمزيج من الطبيعة والتنشئة والبيئة (nature and nurture) المرض النفسي يتعلق بالعيوب الفسيولوجية التي تنتج من عدم تطور الجزء المعني بالمسؤولية والتحكم والمشاعر في الذهن.
بينما المرض الاجتماعي, يميل ان يكون مزيجا من الصدمات النفسية في الطفولة والاعتداءات العاطفية. حيث يظهر المرض الاجتماعي وكأنه تم تعلمه من قبل الشخص بدل ان يكون فطريا, المرضى الاجتماعيون قادرون على التعاطف في ظروف محدودة دون غيرها ومع اشخاص محددين دون غيرهم.
المرض النفسي اخطر من كل اضطرابات الشخصية المضادة للمجتمع بسبب طريقة فصل مشاعر المرضى النفسيين عن افعالهم, معما بلغت فضاعة تلك الافعال. إن العديد من القتلة المتسلسلين سيئي السمعة, ومنهم تيد بوندي Ted Bundy وجون واين كاسي John Wayne Gacy , دنيس ريدر Denis Rader (اربط, عذب, اقتل Bind, Torture, Kill BTK) كانوا مرضى نفسيين غير نادمين على افعالهم. المرضى النفسيين القتلى يتعاملون مع ضحاياهم من الابرياء وكأنهم ليسوا بشرا وذلك بالاعتداء عليهم من اجل الاستمتاع فقط.
المقال للدكتور سكوت بون بروفيسور الاجتماع وعلم الجريمة في جامعة درو
تعليقات
إرسال تعليق