يحدث في بعض الأوقات أن يقوم الفرد بتأجيل عمل معين إلى الغد، بدلا من إتمامه في موعده المحدد، ويعود ذلك إلى الرغبة بالابتعاد عن متاعب المهام المطلوبة منا ولو لساعات قليلة، لكننا يجب أن نكون على يقين من أن ما علينا إنجازه سينتظرنا مهما حاولنا المماطلة والتأجيل.
بل إن عدم إتمام ما هو مطلوب منا اليوم، سيأتي لنا غدا مصحوبا بجرعة من التوتر، بسبب ضيق الوقت الذي قد يصادفنا، نتيجة ظهور بعض الأمور المهمة، والتي علينا إتمامها أيضا، لكنها قد لا تحتمل التأجيل هذه المرة.
وبحسب ما ذكر موقعا eHow وLife Hack، فإن هناك عدة مؤشرات تدل على أنك تتبنى طريقة التأجيل والمماطلة، في إنجاز ما هو مطلوب منك، ومن هذه المؤشرات ما يلي:
- افتقاد بعد النظر: إن عدم وجود صورة واضحة عما نريد تحقيقه في المستقبل، يعد من أهم الأسباب التي تؤدي للمماطلة. فلو لم تكن ترى فوائد إتمام المهمة التي بين يديك في الوقت المناسب، فإنك ستفتقد الحافز لإتمامها. ولهذا فإنه يتوجب عليك أن تكون فكرة واضحة عن كل مهمة تقوم بها، وعندها تأكد بأنك ستقوم بكل ما في وسعك لإتمامها في الوقت المناسب.
- ضيق الوقت: يعد ضيق الوقت من أكثر الأعذار شيوعا التي تبرر عدم القيام بما هو مطلوب في الوقت المحدد له. لكن، ومن حسن الحظ، فإنه من النادر جدا أن تجد من لا يملك القدرة على الأقل لتحسين كفاءته وإنجاز المطلوب، حتى وإن كان مع قليل من التأخير.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن السبب في معاناة البعض من ضيق الوقت، يعود إلى كونهم غير قادرين على تنظيم المهام المطلوبة منهم، أو لعدم قدرتهم على تحديد الأولويات، أو لعدم تمكنهم من استخدام كلمة "لا" في الوقت المناسب. ولتجاوز هذا الأمر، عليك بأن تقوم بتدوين كل ما يلزمك إنجازه في هذا اليوم حسب الأولوية والوقت المحدد له والالتزام بما دونته.
- الإرهاق: يلجأ البعض في كثير من الأحيان إلى التعبير عن شعورهم بالتعب والإرهاق لتبرير عدم قدرتهم على البدء بإتمام ما هو مطلوب منهم. كما أن العديد من الناس يقومون بالمماطلة والتسويف بشأن الأعمال المنزلية المطلوبة منهم، وذلك بحجة أنهم يشعرون بالإرهاق بعد يوم عمل شاق في وظيفتهم. الواقع أنه يجب علينا ألا ندع مسألة التعب والإرهاق بدون محاولة حلها، وذلك يكون من خلال تحديد سبب هذا التعب والنظر هل طعامنا صحي بما يكفي؟ هل نقوم بالتمارين الرياضية اللازمة لنا بشكل يومي؟ هل نأخذ حاجتنا الكافية من النوم؟ بعد أن نحدد سبب الإرهاق الذي نشعر به، علينا بأن نبدأ بمعالجته من خلال تغيير بعض السلوكات التي اعتدنا القيام بها يوميا.
- الخوف: يعد الخوف بالنسبة للبعض من أهم العوامل التي تدفعهم للتأجيل والمماطلة. فالبعض يخشون عدم تمكنهم من إتمام المهمة المطلوبة بالشكل المناسب، لذا يلجأون إلى تأجيل البدء به. وقد تندهش عندما تعلم بأن البعض يخشون النجاح!! فهم يخشون أن نجاحهم بتأدية المطلوب منهم على أكمل وجه قد يقودهم للانتقال لعمل لا يريدونه، إما بسبب بعد منطقته عن مكان سكنهم، أو بسبب خشيتهم من زيادة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
- سهولة تشتت الذهن: في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه حاليا، أصبح من الصعب على المرء أن يركز بما يقوم به، وذلك لكثرة الأمور المشتتة للذهن، حيث إنه يكون مضطرا في بعض الأوقات لإجابة هاتفه الخلوي والأرضي والرد على أكثر من 20 رسالة إلكترونية وغير ذلك من الأمور. وللتخلص من هذا الأمر، يجب عليك أن تجلس في مكان يساعدك على التركيز، وأن تحدد أوقاتا معينة لتفقد بريدك الإلكتروني، وعليك بإيقاف خاصية الإشعارات التي تخبرك بوصول رسالة إلكترونية جديدة. كما عليك أيضا بأن تغلق هاتفك الخلوي خلال بعض الفترات، التي تكون فيها محتاجا للتركيز الشديد. وتذكر بأن تبقى مسيطرا على الوسائل التكنولوجية المتاحة لك وألا تدعها تسيطر عليك.
- الشعور بالارتباك: تشعرنا بعض المهام بالارتباك، ويعود هذا الأمر في الغالب لكوننا لا نعلم من أين نبدأ. ولحل هذه المشكلة، يمكنك أن تقسم المهمة لمهام فرعية صغيرة قدر الإمكان، وتخطط لكيفية تنفيذ كل مهمة بالشكل المناسب لها. وتأكد من أن تركز فقط على القيام بالمهام الفرعية الصغيرة، وليس على المهمة الأصلية الأولى. وبعد إتمام كل مهمة فرعية، حاول أن تتأكد من أنك تسير بالطريق الصحيح نحو إنجاز المهمة الأصلية.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق