من الخطأ أن يعتقد المرء بأن المعرفة تأتيه فقط من المدرسة والجامعة، فالحياة بحد ذاتها يمكن أن تمنح المرء دروسا يصعب إيجادها في أي من الكتب الأكاديمية. لكن مع الأسف فإن الرحالة والمدون أندرو والتون يرى بأن الحياة السريعة التي نعيشها جعلتنا ننسى تلك الدروس.
فضلا عما سبق، فإن المرء عندما يبدأ سن النضج يصبح أكثر عنادا عما كان عليه وهو ما يزال طفلا صغيرا، الأمر الذي يحتاج جهدا مضاعفا لإعادة إحياء الدروس الحياتية في قلبه وإقناعه بها.
وفي ما يلي تذكير بعدد من الدروس الحياتية المهمة التي يجب أن تبقى حاضرة في أذهاننا:
- تعرف على الفرق بين أن تكون منتجا وأن تكون مشغولا: تذكر ألا تسمح لعملك أن يقودك، لا تسمح بأن يسيطر العمل على حياتك ويمنعك من قضاء بعض الوقت مع عائلتك، ولا تسمح للعمل أن ينسيك أجمل اللحظات التي يمكن أن تقضيها مع أطفالك. هذا لا يعني ألا تحب عملك، فالعمل مطلوب وهو من ضروريات الحياة لأسباب عدة لا يتسع المجال لذكرها، لكن تذكر بأن تحسن استغلال وقتك بحيث تكون منتجا وليس منشغلا على الدوام.
- كن صبورا: في عالم اعتاد على الرسائل الفورية، والإنترنت عالي السرعة، وتطبيقات الهواتف الذكية التي تقوم بكل ما يخطر ببالك تقريبا بلمسة واحدة، أصبح الناس يريدون الحصول على كل شيء بشكل فوري وبدون إبطاء، لكن الصبر من الفضائل المحمودة التي يجب عدم نسيانها. تذكر دائما بأن الربح على المدى البعيد أفضل من الربح على المدى القصير، فقد تتعرض لموقف في العمل يثير غضبك وسخطك ويجعل استقالتك أفضل ما يمكن أن تفعله في تلك اللحظة. لكن، هل سيكون الحال كذلك بعد يوم؟ بعد أسبوع؟ بعد شهر؟ هل ستتمكن من إيجاد فرصة بديلة بالكفاءة نفسها، أم أنك ستندم لأنك تسرعت بتقديم استقالتك لمجرد يوم سيئ صادفك في عملك؟
- اعلم بأن أهم علاقاتك هي تلك التي تربطك بنفسك: لا تحاول أن تقوم بكل شيء بدون التفكير بنفسك. تنفس، استرخ، مارس الرياضة، فكلها أمور تحافظ على صحتك التي يعمد كثيرون على تجاهلها إلى أن يتعرضوا لوعكة صحية تعرفهم أهمية الانتباه لصحتهم التي هي أغلى ما يملكون. لذا، لا تحرق نفسك بالعمل لإرضاء الآخرين، متجاهلا احتياجاتك الخاصة التي يجب أن تأخذ الأولوية في حياتك. هذه ليست دعوة للأنانية، ولكنها دعوة لعدم إهمال نفسك.
- أحسن الظن بالآخرين، فلكل منهم قصته غير المروية: هل تذكر موظف الصيانة الذي طلبت منه أن يأتي لإصلاح ثلاجتك؟ هل تذكر رأيك به بأنه لا يحسن التعامل مع الزبائن نظرا لإهماله طلباتهم؟ يحمل البعض طباعا سيئة لكن هذا لا ينطبق على الجميع، فهناك من يعانون مشاكل مختلفة جعلتهم يتصرفون بهذه الطريقة. لذا حاول ألا تكون معاملتك بالمثل، فأنت لا تعلم قصة الطرف الآخر، هذا لا يعني السكوت عن حقك، لكن حاول أن تضع العذر للآخرين بدلا من أن تأخذ سلوكياتهم بشكل شخصي ضدك.
- عش حاضرك: الحياة قصيرة، ومن الخطأ إضاعتها بالتفكير بآلام الماضي أو مخاوف المستقبل. هل تحب أن تكون ذلك الزوج الذي يعمل بجد ليتمكن من شراء المنزل الذي تمنته زوجته، لكنك في الوقت نفسه لا تنتبه لنعمة وجودكما معا في هذه اللحظة؟ هل تريد أن تكون ذلك الأب الذي يجهد نفسه بالتخطيط لمستقبل ابنه، ولكنه ينسى أن اليوم سيكون أول يوم لابنه في المدرسة وهو يحتاجه إلى جانبه؟ لا تسرع الأمور، فالحياة ليست مضمارا للسباق، امنح نفسك فرصة لتعيش حاضرك.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق