الغيرة والحقد من الأسباب التي تجعل الشخص يأخذ الأمور بشخصية، فقد تؤدي غيرته على صاحب الفكرة إلى رفضها والسخرية منها، رغم أنّه في داخله يعلم أنّها صحيحة وصالحة.
أن الشخص الذي يتعامل مع الأمور بشخصية وبناء على أهوائه لا يرى إلا رأيه أو رأي من يحب، ويعتبره صواباً لا يقبل الخطأ، ورأي غيره خطأ لا يقبل الصواب، حتى انّ الفكرة الواحدة إذا طرحت ممن يتعصب ضده رفضها، وإذا طرحت بعد ذلك ممن يتعصب له قبلها.
“التهجم الشخصي حجة من لا حجة له، فربما يلجأ البعض سريعاً إلى الشخصنة المسيئة عندما يفتقدون الحجج التي يمكن أن يسوقوها في نقاشهم ضد رأي معين في مسألة اجتماعية معينة”،
أنّ التهجم أو الشخصنة يمكن أن تكون عادة أو سلوكا مكتسبا ضمن نوع من الفكر يفتقد أبسط مبادئ المنطق أو التحليل الواقعي لمختلف القضايا.
ويصدر التهجم من الشخص على الموضوع أو الفكرة التي تتم مناقشتها تلقائياً، لأنّ هذا ما اعتاد عليه عقله، بحسب مطارنة، الذي يلفت إلى أنّ الشخصنة تزداد عند نقاش القضايا الساخنة التي يشعر الفرد أن مناقشتها أو تحليلها منطقياً يهدد نظرته التي اعتاد عليها للعالم، خصوصا عندما يكون صاحب الفكرة أو الموضوع شخصا يعارضه في الأفكار أو على خلاف اجتماعي معه فيبدأ بمعارضته وإن كان محقا.
“ضعف ثقة الشخص بنفسه من أهم الأسباب التي تدفع البعض لأخذ الأمور بشخصنة”، مبينا أن ضعف ثقة الشخص بنفسه تحول الخلافات الفكرية لمعارك شخصية، مؤكدا أن جعل الفكرة أو الموضوع الذي يتم نقاشه مرتبطا بالأشخاص يُحول الحوار الموضوعي إلى سجال شخصي. هؤلاء الأشخاص أنانيون وينطلقون من ذاتهم ولا يدركون شخصيات الآخرين.
هذا النوع من الشخصيات مغلقة وغير مرئية وغير قابلة ولا تصلح لعمل مجتمعي أو عمل فريق وتعاني من اكتئاب ذاتي ولا تتقن فن الحوار ولا تؤمن بالشخصيات مع من حولها.
أنّ الحوار ثقافة مجتمع قبل أن يكون مهارة فردية، وقوام الحوار الصحيح هو تقبل الرأي الآخر، مؤكدة أن من حق الشخص التعبير عن رأيه وأن يمنح فرصة توضيحه والدفاع عنه بشكل منطقي وموضوعي.
أما كيفية التعامل مع الأشخاص الذي يأخذون المواضيع بشخصنة، فينبغي عدم تبادل الإساءة الشخصية مع من يتركون موضوع الحوار ويتهجمون على محاوريهم، وهنا يأتي دور الفرد في تطوير أساليب حواره والعمل على تفهم الآخرين وربما إعطائهم العذر لجهلهم.
لذلك من المهم الحوار مع أولئك الأشخاص وتذكير الشخص المتهجم بموضوع النقاش وبهدوء بدون أن يسحبه إلى الوقوع في النقاش والحوار الهمجي غير المنطقي
تعليقات
إرسال تعليق