“تحدي دلو الثلج” أصبح كالحمى التي تجتاح العالم، نظرا لانتشاره السريع بين الناس بشكل أصبح كالظاهرة العالمية التي يسعى الكثيرون لتجربتها.
استطاعت ظاهرة “تحدي دلو الثلج” أن تجذب الملايين حول العالم، خصوصا بعد أن بدأ عدد كبير من مشاهير السياسة والفن والرياضة بتجربتها، لكن وعلى الرغم من أن هذا التحدي يبدو كاللعبة المسلية، إلا أن هناك بعض الأمور التي تتعلق به والتي علينا ألا نغفلها:
• التحدي ليس لاختبار قدرات المشارك وإنما لدعم مرضى “التصلب الجانبي الضموري”: يهدف “تحدي دلو الثلج” إلى زيادة الوعي حول مرض “التصلب الجانبي الضموري” أو ما يعرف بـ”ALS”. وحسب ما يعرف موقع “LifeHack” المرض فإنه يصيب من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي وتؤثر على الدماغ والعمود الفقري. علما بأن المصابين بهذا المرض يفقدون قدرتهم على الحركة بمرور الوقت، حيث يبدأ هذا المرض بإصابة الأطراف ومن ثم ينتشر تدريجيا. وبما أنه حتى الآن لا يوجد علاج فعال لهذا المرض، فإن فكرة “تحدي دلو الثلج” تقوم على زيادة التوعية حوله والحصول على تبرعات لدعم الأبحاث المتعلقة بشأنه.
• من يقبل بـ”تحدي دلو الثلج” عليه أن يتبرع لدعم الأبحاث الطبية بشأن مرض الـ”ALS”: لعل أسوأ ما في “تحدي دلو الثلج” هو من يقبل به ولا يقبل بأن يتبرع. فما فائدة صب ماء مثلج على رأسك ومن ثم ترشيح غيرك لقبول التحدي طالما أنك لن تدعم الأبحاث الطبية بالمال؟ فهذا كمن يذهب لحفل خيري معين ويتناول وجبة الغداء أو العشاء المقامة بتلك المناسبة ويخرج دون أن يسهم بالتبرع لسبب تلك الحفلة!
• من يقبل بـ”تحدي دلو الثلج” يجب أن يسهم بنشر التوعية بـ”ALS” للعالم: لو قبلت بـ”تحدي دلو الثلج” ولم تذكر كيفية دفع التبرعات أو تذكر معلومات حول المرض فاعلم أنك فشلت بالتحدي. فالهدف من التحدي ليس للتسلية، لذا لو لم تذكر أي معلومة حول المرض ولم تخبر الناس عن الكيفية التي يمكنهم من خلالها دفع التبرعات لدعم المرض فإنك لم تقم بأي شيء مفيد.
• لا تحكم على التحدي من خلال من قام به بشكل خاطئ: على الرغم من أن البعض يقومون بذكر معلومات عن المرض وبالتبرع له، إلا أنهم ينتقدون التحدي ويرسلون صورة سيئة عنه للآخرين متناسين أنه حدث خيري لجمع التبرعات.
وتبين أن عددا كبيرا من الناس يوجهون انتقاداتهم لهذا التحدي نظرا لكونهم يحكمون عليه من خلال أشخاص لم يقوموا به بالطريقة الصحيحة. حاول أن تبحث عن أشخاص عبر موقع “اليوتيوب” مثلا، قاموا بالتجربة بطريقة صحيحة وليس من أجل التسلية، حتى لا تظلم مرض “ALS” من خلال ابتعادك عن محاولة تفهم طبيعته والتبرع للأبحاث التي تهدف لإيجاد علاج له. باختصار فإن الذين يخطئون بطريقة تنفيذ “تحدي دلو الثلج” لا يخطئون بحق التحدي وإنما يخطئون بحق أنفسهم لأنهم لم يعوا حقيقة الهدف من المشاركة.
• المؤشرات تؤكد نجاح “تحدي دلو الثلج”: آخر الإحصائيات تشير إلى أنه تم من خلال “تحدي دلو الثلج” جمع أكثر من 80 مليون دولار أميركي لصالح الأبحاث الخاصة بمرض “ALS”، بينما لم يجمع أكثر من 2 مليون دولار أميركي السنة الماضية!! تلك الأرقام تؤكد أنه على الرغم من المشككين ومن الأشخاص الذين يشاركون دون علم بأهداف المشاركة إلا أن “تحدي دلو الثلج” بالفعل قوة إيجابية لا يستهان بها.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق