ذكر الفراش في القرآن الكريم في سورة القارعة، حيث قال الله تعالى:
{يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ}
وقد جاء ذكره على سبيل التشبيه لحركة الناس عند البعث يوم القيامة، حيث يخرجون من قبورهم كالفراش المبثوث أي المنتشر، إشارة إلى كثرتهم وضعفهم واضطرابهم، وذلك لموج بعضهم في بعض، وركوب بعضهم بعضاً؛ لشدة أهوال ذلك اليوم، كقوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتِشِرٌ} [القمر: 7].
والظاهر أن الانتشار يجمع بين التشبيهين: تشبيه الناس عند البعث بالفراش المبثوث، وتشبيههم بالجراد المنتشر، ولكن هناك فرق في طبيعة الحركة، فالفراش يطير لا لجهة يقصدها، بل كل واحدة منها تذهب إلى غير جهة الأخرى، أما الجراد فتطير جميعها لجهة مقصودة، ولذلك قال بعض المفسرين: إن الوصف في الآيتين لموقفين مختلفين يوم القيامة: أحدهما عند الخروج من القبور، يخرج الناس فزعين لا يهتدون أين يتوجهون، فيدخل بعضهم في بعض، فهم حينئذ كالفراش المبثوث بعضه في بعض، والثاني عند سماع المنادي فيستجيبون له ويقصدونه، فصاروا كالجراد المنتشر.
تعليقات
إرسال تعليق