ومن الناحية النفسية يبين الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد أن الشخصية المتسرعة في الحكم من دون النظر إلى الموضوع بشيء من التروي تتصف بـ”الاندفاع، وعادة ما يندم المتصفون بالتسرع في الأحكام ويقعون في حرج دائم، ما يجعلهم كثيري الاعتذار للآخرين”.
وينوه أبو زناد إلى تجنب “التسرع في إصدار الأحكام على الآخرين”، لأنها قد تكون خاطئة ويندم صاحبها بعد ذلك، كما أن التنشئة داخل الأسرة لها أثر مباشر، وفق أبو زناد، في اكتساب صفة العجلة في الحكم على الآخرين من دون ترو وتثبت، فالابن يلاحظ أبويه وإخوانه الكبار يصدرون أحكامً تخصه أو تخص أقاربهم من دون أن يستمع منهم بأنهم تثبتوا عما سمعوا، لذلك عجلة بعض الناس في الأحكام صفة تكتسب من خلال التنشئة الأسرية للفرد”. ويؤكد أن كثيرا من الصفات الشخصية تنمو وتتفاعل من خلال الملاحظة بين أفراد الأسرة، ما يجدر بالوالدين مراعاة ذلك أثناء تربية الأبناء من خلال الاستماع لأبنائهم وعدم الاستعجال في إصدار أحكام تجاه الآخرين. ويضيف، أن المجتمع وثقافته عامل داعم لبعض الظواهر الإيجابية أو السلبية، التي لها أثر في إصدار الأحكام بلا تثبت وترو، ما يضعف تقبل الطرف الآخر، ويبين أن بعضهم يعمد إلى الصمت للحد من تفاقم مشكلة ما، لكن قد تعتليها أحكام لعدم الدفاع عن نفسه، فمثلا يعتبر الآخرون السكوت إقرارا من الشخص المقصود بالأحكام المطلقة عليه.
قد يعجبك ايضا
ويشارك الاختصاصي الاجتماعي د. حسين خزاعي أبو زناد الرأي قائلا “إن التسرع في الحكم يفقدنا كثيرا من الأصدقاء المخلصين، إذ لن يقبلوا منا أن نجعلهم في مرمى سوء الظن والحكم الواهم غير المبني على الحقائق، بل من الممكن أن يؤثر التسرع في الأحكام في العلاقات الاجتماعية داخل أفراد المجتمع الواحد”.
ويضيف، أنه من المهم الممارسة الدائمة والصادقة للحوار الهادئ والمتزن المبني على الاحترام المتبادل والتفهم وحسن الظن والثقة، وهذا له أثر كبير في الوصول إلى إيجاد حل وعدم إساءة الظن، ويحقق نتيجة مرضية لكلا الطرفين.
ويبين أن هناك كثيرا من الخلافات التي تقع بين أخوين وزوجين وصديقين كان سببها التسرع في الحكم أو عدم التثبت، وكم من صلة قطعت وجماعة فرقت لعدم التعامل مع الخبر المنقول وفق الأساليب الصحيحة في التثبت. ويشدد على ضرورة التأني وعدم التسرع بالفعل حتى يتم التأكد، ذاكراً أن الندم يأتي مع الاستعجال والتسرع في ردود الفعل، ما يضطر معه المرء للاعتذار.
تعليقات
إرسال تعليق