يعانى البعض من غباء اجتماعي واسع، على الرغم من مهاراتهم المتعددة، فأغلب أطباء النفس يؤكدون أن النسبة الأكبر ممن لديهم مشكلات اجتماعية وتواصلية يتميزون ببعض المهارات الفريدة، والتى يعجز الكثيرون عن اللحاق بهم فيها.
أكد الدكتور محمد محمود، أخصائي الصحة النفسية، أن الغباء الاجتماعى يتلخص فى أنه حاجز نفسي مع الآخرين، أو بعض الأشخاص دون الآخر، يسهل إزالته بمجرد أن يضع الشخص قدميه على طريق الصواب.
وأوضح "محمود" أن الغباء الاجتماعي قد ينتج من التربية الخاطئة الشديدة الانغلاق، أو ينتج كذلك من التربية المنحلة المتحررة بشدة، حينها يجد الشخص نفسه عاجزا على اجتذاب الأشخاص نحوه، ونحو أفكاره، كما يجد صعوبة فى شرح مبتغاه، ويجد مشكلة فى التعامل مع الآخرين، معتقدا أن العيب فيهم، ولكن الحقيقة أن العيب يكمن فى شخصيته.
ويصل الشخص الذى لا يتمتع بقدرة على اجتذاب الآخرين والتعامل ببساطة معهم إلى تحول كبير إيجابى فى شخصيته، بمجرد أن يضع يده على الخلل فى شخصيته، يجب أولا أن يشعر بمشكلته الاجتماعية ويحاول حلها ذاتيا، وإن لزم الأمر يطلب المساعدة من مختص، ولكن يمكنه أن يزيل الحواجز بينه وبين الآخرين من خلال التركيز على محاسن الآخرين وذكرها لهم بكل سلس ودون تعقيد أو قصد، فهذا يأسر قلوب الآخرين ويجذب اهتمامهم، ويقوم بمحادثة نفسه عندما يشعر بالحرج من الحديث بتشجيعها ودفعها للقيام بخطوة اجتماعية دون خوف من النتائج، بل عليه أن يرمى النتائج المترتبة وراء ظهره.
وعلى هذا الشخص أيضا أن يحاول ضبط انفعالاته وإظهار عواطف متزنة جيدة تجاه الآخرين، ويتحدث معهم بانفتاح وحرية دون تعقيد أو ترصد من ذاته لما يقول ويفعل، وكذلك يحاول التقرب من الأصدقاء الاجتماعيين كى يستفيد من خبراتهم دون تقليل من نفسه، ويهتم جيدا بتدريب ذاته على المواجهة، ولسانه على التحدث بلباقة وإمساك لسانه عن التحدث عن العيوب والانتقادات، فهى تنفر الآخرين منه، ولا يقصد هنا أن يصبح الشخص منافقا يعيش فى شخصية لا تمثله، بل عليه تحسين مهاراته دون أن يفقد نمط شخصيته.
واختتم د.محمد حديثه بالنصيحة الأخيرة، المتمثلة فى بحث هذا الشخص عن جوانبه المتميزة، ويعمقه ويعمل على إبرازها أمام الآخرين.
تعليقات
إرسال تعليق