لو ركز المرء جيدا بتصرفاته عندما يعود لمنزله آخر النهار قادما من عمله، سيجد بأن شخصيته عندما يكون وحده أو مع عائلته تختلف عما كانت عليه عندما كان بين زملائه في العمل أو في أي مكان عام آخر، حسب ما ذكر موقع “PTB”. الذي يشير إلى أنه عند وصول المرء لمكانه الخاص بعيدا عن الحياة العامة، تظهر شخصيته الحقيقية “غير المفلترة” إن جاز لي التعبير.
بالطبع، لا يمكن لأحد إنكار أهمية إيجاد الوقت لبقاء المرء مع نفسه أو مع عائلته على طبيعته دون أي من الإضافات المصطنعة التي يتبناها أثناء وجوده في الأماكن العامة. فجميعنا بحاجة لقضاء وقت من الخصوصية لإعادة شحن طاقاتنا من جديد، دون أي تدخلات من العالم من حولنا.
ولكن، من جانب آخر، يجب إدراك حقيقة أن للخصوصية كما لغيرها، عدة سلبيات أبرزها أنها تتيح للمرء فرصة لأن لا يكون في أفضل حالاته قولا وفعلا وتفكيرا. لن أتحدث هنا عن السلوكيات الأخلاقية الملتوية التي يقوم بها البعض عندما يختلون بأنفسهم، ولكن الحديث سيتركز على تلك السلوكيات التي تقلل من ثقة المرء بنفسه ومن تقديره لذاته.
عندما يستقر المرء في منزله يصبح من السهل عليه القيام بمثل تلك السلوكيات نظرا لعدم وجود من ينبهه أو ينتقده. وحتى في حال وجود عائلته معه، فإنه يتوقع منهم أن يحبوه بصرف النظر عن أي تصرفات سلبية يمكن أن يقوم بها.
لو أردنا النظر للأمور بإيجابية فيمكننا القول إن فترة الخصوصية التي يقضيها المرء مع نفسه أو عائلته تعد أهم الفترات التي يمكن أن تلعب دورا حيويا في تطور شخصية المرء للأفضل. فبدلا من ترك التقييم للغرباء لم لا نقوم نحن بهذا الدور ونحاول التركيز على السلوكيات التي ننتهجها عند الاختلاء بأنفسنا والتعرف ما إذا كانت بحاجة لتعديل أم لا.
وتتضمن تلك السلوكيات ما يلي:
·سهولة اختلاق الأعذار: عندما يختلي المرء بنفسه تزيد احتمالية اختلاق الأعذار لتجنب القيام ببعض الأمور المطلوبة. فعلى سبيل المثال، يمكن للمرء أن يؤجل ممارسة التمارين الرياضية لليوم التالي مقنعا نفسه بأنه متعب أو أنه غير محتاج للتمارين اليوم. أي أن المرء طالما لا يوجد معه من يمكن أن ينتقد تصرفه فإنه يلجأ لاختلاق الأعذار.
·التنازل المبكر عن الإنجاز: عندما لا تكون هناك مساءلة متعلقة بالمشروع الذي يقوم المرء به أو زمن محدد لإنجازه، فإنه يسهل عليه تركه قبل إتمامه. من الطرق التي يفكر البعض فيها أنه طالما لا يوجد من يراقبه أو يحاسبه فإنه يمكنه وببساطة ترك العمل الذي يقوم به في أي لحظة وتأجيله لأمج غير محدود. ولكن في حال اعتاد هذه الطريقة فإن التأجيل سيطال كل جوانب حياته وسيؤثر سلبا عليه.
·الأكل الزائد: كثيرا ما يميل المرء عند الاختلاء بنفسه إلى تناول الطعام دون حساب. فعندما يكون وحيدا وبعيدا في نفس الوقت عن الميزان فإنه يبدأ بالتفكير “لم لا آكل قطعة أخرى من الحلوى؟ أو لم لا أفتح كيسا من الشيبس طالما أن موعد وجبة الغداء يحتاج لساعة أخرى؟” يجب أن تحدد كيف ترغب بأن يكون وزنك وتتابع هذه الرغبة سواء كنت في مكان عام أو وحيدا في منزلك.
·الاستغراق بالتفكير السلبي: عندما يكون المرء بمفرده يصبح من السهل عليه استقبال كافة الأفكار السلبية؛ عن نفسه، عن زملائه، وعن أي من الغرباء الذين قابلهم في السوبرماركت على سبيل المثال. في حال تحولت الأفكار السلبية لعادة لدى المرء، فإنها يمكن أن تعمل على تغذية الكثير من الاضطرابات كالقلق والتوتر وحتى يمكن أن تصبح عاملا مساعدا للإصابة بالاكتئاب. لذا يجب أن يحاول المرء عند ملاحظة بدء تسرب الأفكار السلبية لذهنه أن يسارع بالتفكير والتركيز على الإيجابيات حتى يطرد تلك السلبيات ولا يسمح لها بالسيطرة عليه.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق