عندما كانَ الحسين (ابن سينا) في العاشرة من العمر جاء إليه رجلٌ قد وقع من مكان عال فـتـزحزحت عظامه ، فأتاهُ يطلبُ مساعدتهُ فطلبَ الحسين من أخيه الحارث أن يُحضِرَ لهُ بقرةً عطشا ، فأحضرها أخوهُ وأجلسَ الرجُلَ على ظهرها وجعلَ البقرة تشربُ المياه ، فعندما شربت المياه انتفخ بطنها فأرجعت عظام الرجل إلى مكانها فتوقف الشعور بالألم.
أصيب مرة أميرٌ شاب بمرضٍ عصبي وامتنعَ عن تناول الطعام ، وتوهم بأنه بقرة وأخذ يصرخُ مطالباً الحرس بذبحهِ وإطعامهِ للناس ، فلما استنجد أهله بالحسين لمعالجتهِ ، قصد الحسين بيت الأمير ومعهُ عددٌ من تلامذتهِ فتناول الحسين سكيناً حادة بعد أن عرف مرض الشاب وقال :" أين هي البقرة التي تريدون ذبحها؟" ، ثم تقدم نحو الأمير وأخذ يتحسس جسمهُ وعنقهُ بالسكين موهماً إياه أنهُ يريد ذبحه ثم قال الحسين هذه بقرةٌ نحيفة هزيلة اعلفوها أولاً حتى تسمن ، فانصاع الأمير لرغبة الحسين فبدأ بتناول الطعام وكان الحسين قد دس في الطعام الدواء ، وبذلك استطاع الحسين أن يتفهم واقع الشاب النفسي وعالجه من هذا المنطلق .
حدث أن أحد أبناء الأمراء أصيبَ بمرضٍ غريب وبدأ جسمهُ يهزل حتى عَجِزَ عنهُ الأطباء ، فاستدعت والدتهُ الحسين لعلاجِهِ ، فبعدما درس واقع الحال طَلَبَ من الأميرة إحضار خادمة تعرف المدينة شبراً شبرا ، وطلب من الخادمة أن تذكر أسماء المناطق والأحياء ، فبدأ الحسين يتحسس نبضه سرعتها أو رتابتها فلاحظ أن الشاب بدأ نبضه يتسارع عندما ذكرت منطقة ما ، فطلب الحسين من الخادمة أن تذكر أسماء بنات الحي والمنطقة ، فبدأت الخادمة تسرد الأسماء وكان النبض طبيعيا إلى أن ذكرت اسم فتاة معينة فتسارع نبضه ، فقال الحسين لأم الأمير : " إن ابنك غير مريض فقط زوجوه تلك الفتاة !!!".
تعليقات
إرسال تعليق